مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

غلطة الشاطر (بألف)

هذه من بركات التقنيات الحديثة - الله يكفينا شرها، ولا يطبب عزيزًا وغاليًا في أخطائها، مثلما طب أحدهم بخطأ فادح دون أن يسمي أحد عليه.
ففي حائل بلد (حاتم الطائي)، بعث أحدهم برسالة (بالواتساب) لصديقه يدعوه في شقته للعشاء على كبسة دجاج، وكان نص الرسالة: الله يحييك، العشاء بكرة، وأرجوك لا تتأخر. لكنه أرسلها بالغلط لكل قائمة الاتصال بجواله.
وتفاجأ الغبي بعشرات الردود تنهال عليه بالموافقة وتأكيد الحضور.
واضطر بعدها أن يستدين ويستأجر (استراحة) كبيرة، وشراء عدد من الذبائح لاستيعاب هذا العدد الكبير.
والمفارقة أن الشخص الذي وجهت له الرسالة أساسًا، لم يحضر ولم يعتذر.
الواقع أنني لم أتشمت على حفيد حاتم بقدر ما ترحمت عليه، وإذا كنت قد وصفته بالغباء فإنني الآن أعتذر، لأنني أغبى منه بجهلي المدقع بالتعامل مع هذه التقنيات، و(المطب) الذي أكلته لا يتعلق بدعوة على وليمة، لأنني من هذه الناحية أحرص من (أشعب) على التقتير ولا أقول البخل، وأنا ولا فخر قد مضت إلى الآن خمسة أعوام على آخر ضيف دخل منزلي.
والغلطة الفادحة التي ارتكبتها هي (أبيخ) من غلطة الأخ الحائلي، حيث بعثت برسالة جهنمية فاضحة (بالواتس) لصديق يصبح ويمسي على الفضائح المصورة، وإذا بأصبعي التي تمنيت أن أقطعها تضغط على إرسالها لكل قائمة الأسماء التي في جوالي، وهم خليط متناقض، ففيهم الأمير والوزير والقاضي والدكتور، وكذلك الصعلوك، و(الهابق الداشر).
طبعًا أتتني ردود أغلبها غير مشرف، وما أساءني وأخجلني وجعل رقبتي أقصر من حبة السمسم، رسالة من شيخ له قدره ومكانته الاجتماعية المرموقة، وجاء فيها بالنص:
إذا أردت أن يحترمك الناس يا مشعل احترم نفسك، وإنني أحذرك وأرجوك أن تمسح رقمي واسمي من جوالك نهائيًا، وقد أعذر من أنذر يا (.....).
***
مزارع هندي (هندوسي) يعيش عاريًا دون ملابس منذ أكثر من (40) سنة، بسبب مرض غريب، حيث يعاني من الحساسية والألم عند محاولته ارتداء أي ثياب.
وهو يتجول عاريًا بين الحقول أثناء أداء عمله، ومن حسن حظه أنه يعيش في منطقة شبه استوائية، وينام الليل دون أي غطاء، وقد شخص الأطباء حالته منذ كان عمره خمسة أعوام.
ويصدم منظره كل زائر للقرية، إلا أن السكان تعودوا على منظره، وما زال يمارس حياته الاجتماعية بشكل طبيعي، ويحضر الحفلات والأعراس، وحتى أداء الصلوات في معبد القرية دون أن يستتر.
ولا أدري ما موقف رجال الدين عندنا، لو كان ذلك الشخص مسلمًا، هل نعتبر أن القلم (مرفوع عنه)، كالطفل والنائم والمجنون؟!، رغم أنه ليس كذلك، هل ينطبق عليه مبدأ الضرورات تبيح المحظورات؟!