مصطفى الآغا
TT

رقي دبي في بساطتها

زرت الكثير من دول العالم وربما زرت معظمها، وأستطيع الادعاء أن الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص تختلف عن كل دول العالم ليس بأبنيتها الشاهقة ولا بمرافقها الفريدة في مكان واحد ولا في سياحتها الصيفية والشتوية ولا في شوارعها العريضة والمنظمة ولا في جسورها الراقية ولا في فنادقها المبهرة ولا في مجمعات التسوق التي يندر أن تجد مثيلها في العالم كله ولا في بناها التحتية ومطاراتها وطائراتها التي تنال المراكز الأولى منذ إنشائها وحتى الآن.. هي لا تختلف عنهم لهذه الأسباب فقط، بل لأنها مدينة بسيطة في تعاملها؛ فهي مدينة يدخلها أكثر من 80 مليون مسافر سنويًا بكل يسر وسهولة وفي نفس الوقت يخضعون لتدقيق صارم وتفتيش لا تشعر به رغم أنه من الأكثر دقة في العالم، والأهم أنك تدخل وسط بحر من الابتسامات العريضة من المطار وإليه، وأينما ذهبت تجد الشعب فعلاً متسامحًا ومتساهلاً ومتعايشًا مع أكثر من 200 جنسية اختارت هذا البلد مكانًا للعمل والعيش، ولكن عندما تلتقي بحاكمها الشيخ محمد بن راشد ستعرف السبب...
فهو رجل لا يحب القيود ولا الرسميات الطاغية ويتعامل مع الناس بكل بساطة وعفوية لا تلغي ولا تقلل من هيبته الطاغية أيضًا، وأبناؤه ينسجون على منواله وكلهم رياضيون من الدرجة الأولى قولاً وفعلاً وممارسة وروحًا مثله تمامًا...
ومن حضر قمة رواد التواصل العرب الثانية التي نظمها نادي دبي للصحافة برئاسة الزميلة المبدعة منى غانم المري، سيلمس حقيقة كلامي منذ دخول الشيخ محمد للقاعة وحتى خروجه منها.. فقد لاطف الجميع وسمح لهم بـ«السيلفيات» دون صرامة أمنية ولا مرافقين مقطبي الجبين، لا بل عندما تم منح الجوائز كانت الصورة الأهم هي عندما وقف وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد والرئيس الأعلى لطيران الإمارات الشيخ أحمد بن سعيد ووزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش وقفوا آخر الصورة فاسحين المجال للضيوف كي يحيطوا براعي الحفل، وحتى نجل ملك البحرين الشيخ ناصر بن حمد جلس وسط المكرمين...
هنا يكمن سر دبي وسحرها، ولهذا تنجح كل مبادراتها وأفكارها وقممها ولهذا يأتيها الناس من كل بقاع الدنيا ولهذا أكتب عنها في مساحة رياضية لأنها بكل بساطة مدينة روحها رياضية.