سعد المهدي
TT

المنتخب السعودي في المهمة غير المستحيلة

أمام المنتخب السعودي مشوار صعب للوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، هذا يبدو طبيعيا، لذا فهو سيلعب من أجل كسب هذا التحدي الذي جربه منذ أولى مشاركاته في 1978 ونجح في 94 وكرره في 1998- 2002 -2006، وعاد للتعثر في 2010- 2014.
في هذه التصفيات أمام المنتخب السعودي عقبتان: الأولى منتخبات تايلاند والعراق وأستراليا والإمارات واليابان ذهابا وإيابا، والثانية عدم متانة الفريق فنيا وعناصريا، إلا أن الحصول على بطاقة الصعود أيا كان شكلها ليس مستحيلا، عندما تتكشف أحوال المنتخبات شيئا فشيئا مع توالي النزالات ستعمل على تغيير قواعد المنافسة، وقد تكون في صالح المنتخب لا ندري؟!
الجيد في المنتخب السعودي استقرار العناصر تقريبا، وبقاؤه تحت إدارة الهولندي مارفيك أكثر من عام خاض معه التصفيات الأولية بنجاح، وتحددت معه بعض ملامح الأسلوب الذي يمكن أن يكون عليه خلال لعبه المباريات، إلا أن ذلك يظل ناقصا على اعتبار أن حجم القوة في أقصى درجاته ليس كافيا لضمان التنافس الشرس على انتزاع البطاقة، حيث يبقى في حدود التنافس على قاعدة عسى ولعل.
منتخبات تايلاند والإمارات والعراق، تشارك المنتخب السعودي في معضلة مواجهة أستراليا واليابان، وقد تكون مواجهة بعضهم البعض مهمة لتحديد من يستفيد من أفضلية الترتيب الثالث لتنقله لمواجهات الملحق، ومن ذلك فإن ضرورة اللعب على تضارب النتائج سيكون له دور فاعل ومؤثر، هذه مسؤولية الجهازين الفني والإداري في كل منتخب لوضع كل الاحتمالات على امتداد التصفيات التي تدوم عاما كاملا.
أي نتيجة يحققها المنتخب السعودي في مواجهته الأولى أمام تايلاند في الرياض في الأول من الشهر المقبل سبتمبر (أيلول) ستكون حساسة ومهمة، إذ إن الفوز دون شك سيجعله يضع قدميه ببعض الثبات على طريق مشوار التنافس، فيما سيكون تعادله أو خسارته عاملين مؤثرين في جعله يفقد الثقة في النفس، وبالتالي يلقيان بظلالهما على ما يلي من خطوات، إلا أنه في الحالين يحتاج إلى الوقوف والمساندة، هذا أقل ما يجب على الإعلام السعودي والجماهير فعله.
على الجميع أن يتذكر حالات الفشل التي صاحبت المحاولات في 78- 82 - 86 -90، قبل النظر إلى النجاح في ما تلاها، وأن يمنح ذات الفرصة لهذا الجيل فلا طائل من التقريع والقسوة في النقد واستعراض عضلات التقزيم والشماتة في استوديوهات التحليل أو الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، فلم يحقق أي جيل كروي سعودي إنجازا واحدا قبل أن يخفق ويفشل مرات ومرات أو عاد للفشل بعد النجاح، والتأريخ يحفظ وشاهد، ويكفي ما سيواجهه اللاعبون من مصاعب فنية وبدنية ونفسية في مشوار التصفيات الطويل الشائك.. سنتابع ما سيفعله المنتخب تحت مجهر النقد وليس مقصلته!!