جيمس داوني
TT

زحف هيلاري على ترامب

يبدو أن الأمور بدأت تسير وفق هوى الديمقراطيين، فهيلاري كلينتون تتقدم على المرشح الجمهوري دونالد ترامب بفارق 7 في المائة. فقد تقدمت بفارق 7 نقاط في نيوهامبشاير، وبفارق 8 نقاط في فيرجينيا، و9 نقاط في بنسلفانيا، و11 نقطة في كلورادو، وهي نسب كفيلة بإغلاق المجمع الانتخابي. نتائج التصويت تبدو أيضًا جيدة للديمقراطيين للاستحواذ على مجلس الشيوخ مرة أخرى، خصوصًا بعدما أعلن السيناتور السابق إيفان بيا المنافسة على مقعده القديم.
لكن ليست كل الأخبار جيدة، فرغم حصول الديمقراطيين على الجانب التنفيذي ومجلس الشيوخ في الكونغرس، فإن فرصة سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب تبدو ضئيلة.
لماذا؟ الإجابة السهلة هي فشل الحزب الديمقراطي - خصوصًا لجنة حملة الحزب الديمقراطي للكونغرس - في استغلال فرصته. فمع حسم الأمر بالنسبة للبيت الأبيض تقريبًا واقتراب الاستحواذ مجددًا على مجلس الشيوخ، فالجدل الآن يسير في اتجاه واحد، هو أن السبب الوحيد الذي يجعل من السيطرة على البيت الأبيض أمرًا بعيدًا هو الفشل الدستوري. فبينما تسعى لجنة الحملات لأن تطرح ما بين 45 و60 مقعدًا للمنافسة، فقد توقع المراقبون الخارجيون ألا يتعدى الرقم الثلاثينات. ما من شك في أن لجنة الحملات والحزب كان بمقدورهما أداء عمل أفضل للإعداد لتذكرة مرور ترامب. فرغم أن ترشيح ترامب ساعد في دعم لجنة الحملات، فإن انتصاره تحقق متأخرًا، فمع حصول ترامب على الترشيح في مارس (آذار) الماضي، كان ثلاثة أرباع المواعيد النهائية قد مرت. هذا رغم أن الموظفين في أماكن مثل لجنة الحملات قد تلقوا مقابل توقعاتهم لأشياء، مثل فوز ترامب.
«هناك مائة مركز اقتراع يستطيع فيها الديمقراطيون المنافسة مع ترامب على التذكرة»، وفق ديفيد ميسرمان، المحرر في مجلة «كوك بوليتيكال ريبورت». بكلمات أخرى، هناك مائة مركز اقتراع مطروحة للعب، لكن يمكن اعتبارها مضمونة للديمقراطيين. فالديمقراطيون لديهم عدد وافر من المجندين في أغلب الأماكن ذات المقاعد «القابلة للتبديل»، بدءًا من النجوم الصاعدين؛ مثل مرغان كارول في مركز الاقتراع السادس في كلورادو، إلى المحاربين القدامى؛ مثل كارول شي بوتر في المركز الاقتراعي الأول في نيوهامبشاير. لكن مايك بوست في مركز الاقتراع الثاني عشر بولاية أيليونيز، وتوم ماك ارثر، في مركز الاقتراع الثالث بولاية نيوجيرسي، ما هما إلا اثنان بين عدد من مرشحي الحزب الجمهوري للكونغرس الذين يستطيعون التقاط أنفاسهم بسهولة، لأن الديمقراطيين لم يجدوا منافسين أقوياء أمامهم.
ورغم أن داريل إيسا فاز بترشيح حزبه مبكرًا فقط بنسبة 51 في المائة مقابل 45 في المائة في مركز اقتراع ذي أغلبية من أصول إسبانية (معارضة لترامب)، فإن لجنة الحملات تبدو معارضة لمساعدة منافس الحصان الأسود دوغ أبليغات. لا شك أن الحظوظ الكبيرة لإيسا تخيف الديمقراطيين، لكن تمهيد الأرض لموجة شعبية يتطلب بعض السباقات القصيرة.
لم يخسر الديمقراطيون كل شيء، فترشح ترامب يعطي المرشحين شيئًا ما، يستطيعون به إقناع المتبرعين بأن مراكز الاقتراع الصعبة عادة تتصف بالتنافسية، لضمان تبرعاتهم في يوم الانتخاب.
إن كانت الموجة الديمقراطية هي احتمال قائم بالفعل، فإحدى العلامات هي أن السباق الانتخابي الذي يبدو حتى الآن آمنًا للجمهوريين، سوف يبدأ في الاشتعال في الأسابيع المقبلة مع زيادة الناخبين، ومع كفاح مرشحي الحزب الجمهوري في دفاعهم عن ترامب.
* خدمة «واشنطن بوست»