لوثار ماتيوس
TT

لقب البرتغال لم يكن عن غير جدارة

من الطبيعي أن يكون المنتخب الفرنسي الأوفر حظوظا في المباراة النهائية بصفته البلد المضيف في يورو 2016، ولكن فوز المنتخب البرتغالي باللقب لم يكن عن غير جدارة إذا تغاضينا عن استفادة الفريق من النظام الجديد للبطولة، الذي ساعده على التأهل للأدوار الفاصلة رغم احتلاله المركز الثالث في مجموعته بالدور الأول.
على أي حال، تغلب المنتخب البرتغالي في دور الستة عشر على أحد المرشحين من وجهة نظري، المنتخب الكرواتي وبنتيجة 1 - صفر في الوقت الإضافي مثلما فعل في المباراة النهائية أمام فرنسا، فعلوا هذا لأنهم وصلوا إلى مستواهم خلال المباراة، كما كانوا الأفضل من الناحية البدنية.
من الممكن أن يدور الجدل عن السبب وراء التركيز التام في هذه المباراة النهائية على لاعب واحد هو البرتغالي كريستيانو رونالدو رغم أنه لم يستمر في الملعب أكثر من 25 دقيقة؛ بسبب الإصابة نتيجة التحام اتسم بالخشونة وليس التعمد من قبل ديمتري باييه. إنه التحام وخطأ من الممكن أن يحدث في أي مباراة.
وحتى نهاية المباراة، كانت الكاميرات مسلطة على رونالدو وكيفية جلوسه على مقاعد البدلاء وكيف بكى بألم وحسرة. وبعد فوز زملائه في المباراة، كان رونالدو أول من رفع كأس البطولة لكونه قائدا للفريق. صنع رونالدو الفارق في مباراة الفريق أمام المجر بالدور الأول، ثم أمام المنتخب الويلزي في المربع الذهبي. وقد تدفع ضربة الرأس التي أحرز منها الهدف الأول للفريق في مرمى ويلز كثيرا من مدربي المنتخبات إلى التصويت له في الاستفتاء على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2016، ولكن السعادة غمرت أيضا زملاء رونالدو بعدما أظهروا، لمرة على الأقل، أنهم يستطيعون تحقيق الفوز من دون هذا النجم.
وإذا تكلمنا بدقة، لم تظهر أي من المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة بشكل مقنع. لم تكن بطولة لمتذوقي وعشاق كرة القدم، شهدت الكثير من اللاعبين المنهكين نتيجة الموسم الطويل.
سأعاني كثيرا لاختيار تشكيلة الأفضل بالبطولة. في كأس العالم 1990 كان هناك الكثير من الألمان، وفي مونديال 1986 كان هناك عدد من لاعبي الأرجنتين، وفي مونديال 2002 كان هناك بعض البرازيليين. ولكن هذه المرة، لن تضم التشكيلة كثيرا من لاعبي فرنسا أو البرتغال. المنتخب البرتغالي فاز بمباراة واحدة فقط في الوقت الأصلي، وهي مباراة المربع الذهبي أمام ويلز 2 - صفر.
هذا يشير إلى معنويات المنتخب البرتغالي والشكل الذي تطور به مستوى الفريق خلال مسيرته بالبطولة، وهو الشيء الذي يمكن أيضا من خلاله الإشادة بالمنتخب الألماني الذي على الرغم من خسارته صفر - 2 أمام فرنسا في قبل النهائي، لكنهم تركوا بصمة من خلال مستويات اللعب التي قدموها.
ربما كان المنتخب الألماني سيواصل تقدمه لو لم يلمس باستيان شفاينشتيجر الكرة بيده في لقاء فرنسا (وهو الخطأ نفسه الذي ارتكبه جيروم بواتينج في مباراة دور الثمانية أمام إيطاليا)، حيث كان المنتخب الألماني سيظل الفريق الوحيد الذي لم تهتز شباكه بأي أهداف.
والآن، سينتقل الفرنسي بول بوجبا الذي كان مرشحا ليكون نجم يورو 2016 من يوفنتوس الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو الذي أغراه على هذا الانتقال. وتردد أن قيمة الصفقة هي 130 مليون يورو. هكذا تبدو الأموال في إنجلترا بفضل عائدات البث التلفزيوني. ربما يكون بوجبا في الثالثة والعشرين من عمره، لكنه ليس ليونيل ميسي أو رونالدو، كما أنه لم يترك أي بصمة في هذه البطولة.
وشهدت يورو 2016 بالفعل نجمين اثنين. الأول هو جريزمان ليس فقط لأهدافه الستة ولكنه لأنه أيضا كان خطيرا في النهائي. كان جريزمان بالنسبة إليَّ هو اللاعب البارز في البطولة. ويأتي من بعده الويلزي غاريث بيل، نجم ريال مدريد الإسباني. كان جريزمان وبيل أفضل نجوم يورو 2016.
ولكنني فوجئت أيضا باللاعب البرتغالي إيدر، 28 عاما، الذي لعب في الدقيقة 78 للمباراة النهائية بدلا من ريناتو سانشيز، ليسدد قذيفة زاحفة أحرز منها هدف الفوز. وتميز إيدر بضربات الرأس القوية، كما تميز بالمراوغة والسرعة. أود بكل سعادة أن يكون في فريقي حتى وإن انتقل من سوانزي سيتي الإنجليزي إلى ليل الفرنسي، الذي بلغ ثمنه قبل هدف النهائي خمسة ملايين يورو فقط. وعلى كل حال، شهدت يورو 2016 ختاما استرضائيا.