لوثار ماتيوس
TT

أتمنى النهائي بين ألمانيا والبرتغال

كان بمثابة دفعة هائلة من الراحة بالنسبة إلي أن المنتخب الفرنسي تحرر أخيرا من الضغوط الواقعة على صاحب الأرض وقدم أداء رائعا ليحقق الفوز 5 – 2، ويطيح بنظيره الأيسلندي المعشوق الجديد لكرة القدم الأوروبية. ليس بالأمر شيء ضد كفاءة المنتخب الأيسلندي، ولكن من منظور أن وصول المنتخبين الأيسلندي والويلزي (الذي يلتقي المنتخب البرتغالي في المربع الذهبي) غير المرشحين إلى المربع الذهبي معا سيصبح أمرا زائدا عن الحد نسبيا. كان كافيا أن يحقق المنتخب الأيسلندي فوزه المفاجئ على الإنجليز في دور الستة عشر.
في المواجهة بين المنتخبين الألماني والفرنسي، سيكون لدينا مباراة قيمة ورائعة في الدور قبل النهائي. كل من الفريقين يستحق الوصول إلى النهائي. أرى المنتخب الألماني هو المرشح الأبرز في هذه المواجهة. أقول هذا رغم أن المنتخب الألماني احتاج إلى ركلات الترجيح من أجل اجتياز نظيره الإيطالي في دور الثمانية واضطر 16 لاعبا من الفريقين لتسديد ركلات الترجيح حتى حسمت المواجهة. وأقول هذا رغم فشل لاعبين رائعين في المنتخب الألماني، مثل: توماس مولر، ومسعود أوزيل، وباستيان شفاينشتايغر في ركلات الترجيح، وإن اشتهر الألمان بأنهم ملوك ركلات الترجيح.
ودفع المنتخب الألماني ثمنا باهظا لهذا الانتصار؛ حيث سيفتقد أمام فرنسا جهود مدافعه ماتس هوملز، الذي أرى أنه كان أفضل لاعب في مباراة إيطاليا؛ بسبب الإيقاف لنيله الإنذار الثاني في البطولة. وعلى أي حال، لن يستطيع المهاجم ماريو غوميز المشاركة أمام فرنسا للإصابة وكذلك سامي خضيرة ومشاركة شفاينشتايغر مهددة أيضا.
والمؤكد أن غياب هوملز وغوميز سيؤلم المنتخب الألماني بشكل أكبر من الغياب المحتمل لخضيرة وشفاينشتايغر؛ حيث يستطيع جوشوا كيميتش أن يحل مكان خضيرة في مركز لاعب خط الوسط المدافع. كما يمتلك يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، الشاب جوليان فيجل، لاعب بوروسيا دورتموند، الذي لم يشارك لأي دقيقة في البطولة حتى الآن، ولكنه لا يهاب هذه اللحظة التي يبدأ فيها مسيرته بالبطولة كما يتمتع بكثير من الثقة بالنفس.
ومع وجود غوميز ونشاطه وأسلوب لعبه المعدل، سيكون غيابه مشكلة كبيرة لخط الهجوم الألماني. وقد يلعب مكانه أي من ماريو غوتزه أو توماس مولر أو ، كفكرة مجنونة، المخضرم لوكاس بودولسكي رغم أنه لم يقنعني من قبل على الإطلاق، ولكن بودولسكي يتمتع بالوئام مع المدرب لوف والجماهير الألمانية مما قد يدعم مشاركته في اللقاء.
وفي الوقت نفسه، أظهر المنتخب الفرنسي أن لديه عناصر رائعة في الفريق، مثل أنطوان غريزمان وأوليفيه غيرو وديمتري باييه في الهجوم وبول بوغبا الذي استيقظ بالفعل في خط الوسط. ومع ذلك نجح المنتخب الأيسلندي في تسجيل هدفين في شباك فرنسا. ويبدو خط الظهر الفرنسي المكون من أربعة لاعبين عرضة للانكسار، وهو ما قد يمنح المنتخب الألماني بعض الفرص. ويمتلك المنتخب البرتغالي فرصة هائلة لبلوغ النهائي بالطبع. وأصبح الفريق أفضل تنظيما مما كان عليه في الدور الأول للبطولة. هذا حتى وإن لم يظهر كريستيانو رونالدو بالشكل الساطع، ولكنه توقف الآن عن كل الإيماءات والتلميحات، وهو ما أرحب به كثيرا.
ويبرز من البرتغال الشاب الرائع ريناتو سانشيز، 18 عاما، الذي يلعب كأنه نجم مخضرم، ونجح في تحمل المسؤولية. لهذا، دفع بايرن ميونيخ 35 مليون يورو إلى بنفيكا البرتغالي لضم هذا اللاعب، ويبدو أنه استثمر أمواله بشكل جيد. وكما يقال، يساوي سانشيز وزنه ذهبا بالنسبة إلى المنتخب البرتغالي، خاصة أن رونالدو يعاني الآن من الناحية البدنية بعد موسم طويل وشاق. ولكن وجود رونالدو لا يمكن التغاضي عنه؛ حيث كان هدفاه في مرمى المجر بالدور الأول سببا في استمرار البرتغال بالبطولة.
ويتمتع المنتخب الويلزي بإمكانيات أعلى من جاره الإنجليزي، وقدم بطولة قوية تماما وظهر بشكل رائع ومبهر من الناحية البدنية، ولا أعني بهذا فقط غاريث بيل الذي يتفوق على باقي اللاعبين في الملعب. يحتاج المنتخب البرتغالي إلى تقديم أداء رائع من أجل اجتياز المنتخب الويلزي. أتطلع للمواجهة بين كريستيانو رونالدو وغاريث بيل زميله في ريال مدريد، وأتمنى أن يكون النهائي بين ألمانيا والبرتغال.