سعد المهدي
TT

الأهلي البطل والتهنئة ليست على ذلك!

تتجاوز التهنئة للأهلي بحصوله على لقب دوري المحترفين السعودي تلك التي اعتدناها إلى أهم بكثير، فالأهلي الذي نال اللقب بعد عقود ثلاثة يتهيأ للتربع على عرش الدوري سنوات مقبلة بعد أن طرد من منامه كوابيس وأوهام هيأها له خصومه وصادق هو عليها، التهنئة الحقيقية هي على هذا الاختراق الذي أحدثه في جدار الوهم.
تباينت القيمة الفنية للأهلي في المواسم التي نافس خلالها على بطولة الدوري، لكن 2012 كان صراعه مع الشباب حقيقيا كذلك في الموسم الماضي مع النصر، هاتان الفرصتان المهيأتان أنتجنا الفرصة التي تحققت فيها البطولة هذا الموسم على حساب الهلال، من الصعب أن تخسر دائمًا إذا كنت في كل مرة قد صنعت لنفسك كل فرص النجاح، والأهلي لم يكن طوال ابتعاده عن لقب الدوري بنفس حضوره المرات الثلاث التي انتهت ببطولة فاخرة مستحقة، الأمر لم يكن فيه سبب أكثر من ذلك.
لقد تراجع الاتحاد والهلال في سلم تتويج الدوري، هذا هو الموسم السادس للاتحاد والخامس للهلال لصالح الشباب والفتح والنصر موسمين ثم الأهلي، قد يكون الهلال أحسن حالا فهو كان منافسا على اللقب في كل مرة حتى الرمق الأخير وإذا كان لا يعجب ذلك أنصاره فهو بلا شك محل اهتمام المراقبين وجهد لا ينكر، أما الاتحاد فقد غيبته ظروف إدارية ومالية وفنية عن أن يكون منافسا حقيقيا عكسه الهلال الذي ظل متسيدا لكأس ولي العهد طوال فترة غياب الدوري إلا في مرتين وظفر بكأسي الملك والسوبر هذا ما يبحث عنه أي ناد بطل حين لا يكون موسمه معطرا ببطولة الدوري وإلا لما يعد كبيرا ؟
الأهلي لم يختف من سجل البطولات آخرها كأس ولي العهد الموسم الماضي أمام الهلال، وفي موسما واحد انتزع كأسي ولي العهد والأمير فيصل من أمام غريمه التقليدي الاتحاد وكأس الملك أيضا أمام النصر، هذا الفائض من البطولات والنجوم والزخم الجماهيري والشرفي زاد من الشعور بفقد الدوري وكأنه الابن العاق، ولأن الدوري مفتوح على مصراعيه فما يمكن أن تصلحه هذا الموسم يجلب آخر معطوبا وهكذا، ولأن ليس المواسم كلها هو الأهلي الذي نراه هذه المواسم القريبة فقد مضت السنين وباعدت أكثر فأكثر بينه ولقب الدوري حتى وهو يهزم منافسه على للقب ذهابا وإيابا وكذلك يفعل بجاره في الديربي!
الكل يهنئ الأهلي فقد استحق أن يكون بطلا لدوري محترفين قوي وصاخب ومتعب، لقد أمر الأهلاويون أن تغلق الستارة قبل الموعد بجولتين هذا كان لا يدور في مخيلة النقاد حتى بعد الجولة العشرين، لم يكن تفريط الهلال الشره في النقاط السبب الذي يكفي لأن يحقق الأهلي البطولة فقد حصل على نقاط الهلال الست كذلك فعل مع الاتحاد والنصر.
أعتقد تقليديا أن هذا كاف أن يتوجه بجدارة بطلا المدرب السويسري غروس يستحق على جهده، وجمهور الأهلي على صبرهم، والشكر للاعبين على أن عملوا الواجب الذي تستحقه القلعة الخضراء والتهنئة الخاصة الخالصة لكبير الأهلي وحكيمه الرمز خالد بن عبد الله بن عبد العزيز الذي من نافلة القول اعتبار أن كل ما يمكن أن يقوله له أو عنه الأهلاويون لا يكفيه ولا يفيه حقه.