فابيو ليكاري
كاتب و صحافي ايطالي
TT

الدنمارك والثأر اللطيف.. وعودة حميدة لبلجيكا وسويسرا

يعتبر ثأرا لطيفا، التعادل 2 - 2 الذي يشعل صراع الدنمارك على بطاقة الملحق، لكن تعقدت حياة إيطاليا أيضا، نظرا لأن الفوز في كوبنهاجن كان يضمن لإيطاليا التصنيف الأول في المونديال، وعلى العكس يتعين عليها هزيمة أرمينيا الثلاثاء المقبل كي لا تجد نفسها قلقة، باقترابها من هولندا وسويسرا وتشيلي، مع تصنيف الـ«فيفا» الذي قد يلقي بها خارج مجموعة القمة، لأول مرة في التاريخ.
وأمام الأرمينيين، بعيدا عن الصراع على المركز الثاني، ليس من المفترض أن يكون الفوز مستحيلا. وفي الوقت الحالي، نرضى بضمان التأهل لمونديال البرازيل لإيطاليا (18 مرحلة نهاية من 20) ولهولندا كما أضيف بالأمس ثلاثة منافسين. وإن لم يكن هناك شك بشأن ألمانيا، فإن بلجيكا وسويسرا الغائبتين عن مونديال 2002 تمثلان مفاجأتين لم يكن من السهل الرهان عليهما. فقد احتل منتخب بلجيكا الجديد مع مدربه هازارد واللاعب ناينغولان المركز الأول، ضامنا التصنيف الأول في البرازيل بالفوز 2 - 1 على كرواتيا. وتعتبر سويسرا (2 - 1 في ألبانيا) هي المسيطر الحقيقي على المجموعة المتواضعة نظريا ولكنها متزنة، وضمنت التأهل أيضا للمونديال في شهر أغسطس (آب) الماضي مع هيتزفيلد.
وينبغي أن تمنح أوروبا تأشيرة المونديال لثمانية من المنافسين، واللعب مفتوح والضباب ينقشع. اقتربت روسيا وإسبانيا من التأهل للبرازيل. لكن يتعين على كابيلو القتال حتى النفس الأخير بمعنى الكلمة في أذربيجان، أحد أقاليم الاتحاد السوفياتي سابقا، كي لا يفقد النقطة التي يحتاجها. وستستضيف إسبانيا في الجولة الأخيرة جورجيا. بينما ستحجز البرتغال وفرنسا مكانا في الملحق الأوروبي (بإنصاف).
وتبقى مجموعتان لم تحسم أمرهما بعد، مثل مجموعة إنجلترا. نظرا لأن نتيجة 4 - 1 في الجبل الأسود لا تضمن الصدارة، فأوكرانيا أقل منها بنقطة في الترتيب، وينتظرها فوز محقق في سان مارينو، بينما يستضيف أسود هودغسون بولندا التي تم إقصاؤها لكنها لم تستلم أبدا (قطعت طريق ألمانيا على إنجلترا 74 مرة). وفي النهاية، من المقرر أن تحسم المنافسة بين البوسنة واليونان، فإذا فازت كلتاهما سيتقدم اليوغسلافيون بفارق الأهداف. لكن مهمة اليونانيين أمام ليختنشتاين أسهل من مهمة خصومهم في ليتوانيا. وستكون مزحة جيدة للبوسنة بأن تنتهي في الملحق الأوروبي، كما حدث في مونديال جنوب أفريقيا 2010 ولبولندا - أوكرانيا 2012، حيث كانت البرتغال الخصم الذي لا يمكن تخطيه دائما.
إذن، تأكد لحاق كرواتيا والسويد (التي أنقذها إبراهيموفيتش مرة أخرى بعدما كان يبدو أن النمسا تقدمت عليها) بالملحق الأوروبي، وشبه تأكيد للحاق البرتغال (رونالدو) وفرنسا (بوغبا)، بالإضافة إلى اقتراب أوكرانيا (أكثر من إنجلترا) واليونان (أكثر من البوسنة). بينما تتنافس آيسلندا وسلوفينيا ندا لند في المجموعة الخامسة، مع عدم الوضوح في المجموعة الرابعة بسبب إمكانية نجاح رومانيا وتركيا وهنغاريا جميعا في حجز تأشيرة المونديال (مهمة الرومانيين هي الأسهل).
وتبقى المنافسة في مجموعة «الأزوري» بين بلغاريا التي تكفيها نتيجة 1 - 0 على أرضها أمام التشيك، لإقصاء محتمل لمنافستها الدنمارك في مالطا. وربما لا تكفي المرتبة «الثانية الأسوأ»، باستبعادها من الملحق الأوروبي والمخاطرة بالإقصاء من هنا. وكل هذا لأن أوروبا لديها فقط 13 منتخبا متأهلا من إجمالي 32 (كانوا 15 في مونديال 2002). لكن هذه قصة مختلفة.