جوناثان برنستين
TT

الأكثر إثارة للحيرة في الانتخابات الأميركية

نحتاج إلى بعض الوقت لاستيعاب ما حدث مساء الثلاثاء الكبير في المعسكر الجمهوري؛ إذ حاز دونالد ترامب أغلب الأصوات، وفاز في أغلب الولايات، وحاز جُل المندوبين. ولكن هل اقترب قيد أنملة للفوز بترشيح الحزب؟ ليس الأمر بمثل هذا الوضوح، حيث قال مندوب موقع «فايف ثيرتي إيت» المخضرم ديفيد واسرمان إن الخوض في تلك الليلة المخيبة لآمال ترامب، ربما يعني أي شيء أقل من الفوز بـ250 مندوبًا. ويبدو كما لو أنه سوف يربو قليلاً على 250 مندوبًا، وهو أقل من نصف المندوبين اللازم الفوز بترشيحهم، وبالتالي فإنه لا يقترب كثيرًا من الحصول على أغلبية المندوبين الشاملة.
كنت أتابع نسب التصويت الإجمالية لدونالد ترامب لمعرفة ما إذا كان يحوز تأييد المعسكر الجمهوري مع ضيق الوقت والمساحة المتوفرة، أو ما إذا كانت لديه مشكلة في زيادة إجمالي نسبة التصويت الخاصة به. وعلى وجه العموم، كانت نتائج الثلاثاء الكبير خاصته مختلطة وغير مثيرة للاهتمام بشكل كبير. أما طفرة الاقتراع التي حققها من قبل فيبدو أنها تلاشت أو لم تكن حقيقية منذ البداية.
فاز تيد كروز في تكساس، مسقط رأسه، وفي أوكلاهوما المجاورة، وكان أبرز الفائزين في تلك الليلة، استنادًا إلى ما قاله رؤساء اللجان مساء يوم الثلاثاء.
ولكن كروز فشل في تحقيق أي انتصارات أخرى في ما يبدو أنها أقوى منطقة انتخابية لديه. ولا يزال التصويت جاريًا في بعض الولايات الجنوبية، ومن السهل التقليل من عدد الناخبين المحافظين في ولايات الجنوب – على الأقل كنسبة مئوية للناخبين في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين. وكان من المتوقع أن تكون تلك الفرصة هي أكبر الفرص السانحة أمام تيد كروز للفوز مع المندوبين، ورغم ذلك، يبدو أنه أغفل هذه الفرصة قليلاً.
فاز ماركو روبيو أخيرًا في ولاية مينيسوتا، واقترب من الفوز في فيرجينيا. وهو يواصل القيام بعمل جيد مع الناخبين الذين يتخذون قراراتهم في آخر لحظة. وفي حين أنه جاء بعد تيد كروز من حيث عدد المندوبين مساء الثلاثاء، فلا بد أن يكون الملعب الانتخابي أكثر وضوحًا لديه في الأيام المقبلة. وربما تكون المساعدة في الطريق. فلقد أنفق القليل فعليًا في هذه الولايات، ولكن لجان العمل السياسي الكبرى، كانت تجلب له الكثير من الأموال، ومن المفترض أن يطيح دونالد ترامب في كل الانتخابات التمهيدية المقبلة.
ولكن روبيو فشل في الأداء الجيد لأكبر مهامه في ذلك اليوم، وهي الإطاحة بتيد كروز. ومن الممكن أن يسقط جون كاسيتش، ولكن بعد فوات الأوان. ربما كان كاسيتش يلعب على الفارق بين ليلة جيدة وأخرى محبطة بالنسبة لروبيو. وإذا ما سقط جون كاسيتش بعد ولايتي ساوث كارولينا ونيفادا، فإن نائب فلوريدا من المرجح له الفوز في فيرجينيا، وربما في فيرمونت (التي كان يتسابق فيها ترامب وكاسيتش رجلاً لرجل)، وربما كان اجتاز الحدود الدنيا المطلوبة للحصول على المندوبين في الولايات الثلاث التي يبدو أنه سوف يفشل فيها هي أيضًا.
والآن، ربما، يبقى الجميع في مكانه، بينما يفوز دونالد ترامب بكافة الولايات، حتى أنه من الممكن – على الرغم من أنه من غير المحتمل – أن يقوموا بتفتيت الخريطة ويحتفظ كل منهم بشريحته (في حين يبقى كاسيتش حيث هو ويفوز فقط في أوهايو)، ولسوف نحصل على مؤتمر للحزب الجمهوري شديد التنافس بعد كل شيء، مع عدم وجود مرشح يصل إلى الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الانتخابية بما لا يقل عن نصف عدد المندوبين.
وعلى الأرجح، سوف ينتهي الأمر بأحد المرشحين بالفوز في المراحل المتأخرة من الجدول الزمني للانتخابات التمهيدية ويحوز الكثير من المندوبين. وهذا هو ما حدث من قبل. وحتى المرشحون البارزون الذين حققوا فوزًا معتبرًا حتى الآن، عادة ما يسجلون أدنى من مستوى 50 في المائة خلال هذه المرحلة في تعداد المندوبين. وعلى الجانب الجمهوري، تسهل القواعد على أي شخص من الفائزين الكبار الحصول على الكثير من المندوبين وبسرعة.
فهل هذا ما سوف يحدث هذه المرة، حقًا؟
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»