جوناثان برنستين
TT

ترشيح الديمقراطيين لكلينتون.. ما تكلفة ذلك؟

ظللت أردد على مدى عام أن هيلاري كلينتون سوف تفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، وأن حملة الدعاية القوية للمرشح برني ساندرز لن تغير من الأمر شيئًا.
يبدو أعضاء الحزب الديمقراطي متحدين خلفها، ففي الانتخابات الرئاسية يُعتبر هذا النوع من الدعم - وليس صناديق الاقتراع أو المال أو حتى نتائج فرز الأصوات المبكرة في بعض الولايات - هو ما يحدد الفائز بترشيح الحزب.
لا تزال هناك الكثير من الأمور على المحك بالنسبة للتصويت لمرشحي الحزب الديمقراطي في ولاية أيوا، حيث تتقدم كلينتون بفارق ضئيل عن منافسيها، وحيث احتلت في استطلاع حديث للرأي أجرته وكالة أنباء بلومبيرغ، القمة، لكن بفارق لا يتعدى ثلاثة في المائة عن منافسها ساندرز، ولذلك لن تكون المفاجأة كبيرة لو أن الأمر انتهى بفوز الأخير.
في حال فازت كلينتون فستنتهي المنافسة سريعًا في الغالب؛ فحسبما يشير إليه المحلل نات سيلفر، فإن أيوا هي إحدى أفضل الولايات بالنسبة لليبراليين البيض. فإن لم يستطع ساندرز الفوز هناك، فسوف يفوز بأصوات عدة ولايات في أفضل الأحوال، وبحلول مارس (آذار) المقبل، سوف يتحول تركيز الإعلام أكثر تجاه الحزب الجمهوري، على الأقل حتى تحدث فضيحة كلينتون المقبلة، سواء كانت صحيحة أم لا.
لكن ماذا لو أن ساندرز فاز؟ لن تتغير المحصلة النهائية، لكن ما تبقى من المنافسة سوف يستمر في جذب اهتمام الإعلام، الشهر الحالي، وربما بعد ذلك. سوف يتأخر تأقلم كلينتون مع مناخ الانتخابات، وسوف يستمر اجتذابها للناخبين، خصوصًا الديمقراطيين.
لا تتوقعوا طفرة في ولاية فيرمونت، كتلك التي حققها باراك أوباما عام 2008، بعد فوزه في ولاية أيوا، فقد حظي أوباما بدعم جديد من الناخبين أصحاب البشرة السمراء الذين كانوا صوتوا قبل ذلك لهيلاري كلينتون. ورغم أن ساندرز يحظى بالفعل بتأييد أغلب جماهير الناخبين في دائرته، فإن هذا وحده لا يكفي.
تُعتبر سيطرة كلينتون على الانتخابات الداخلية للحزب أمرًا مهمًا بالإضافة إلى سيطرة الحزب على أصوات ناخبيه، لأن الكثير من تلك الأصوات سوف يصبحون مندوبين كبارًا «سوبر ديليغيتز»، الذين يُعتبرون جزءًا من العملية الانتخابية للحزب الديمقراطي. سوف يمنح ذلك كلينتون ميزة كبيرة في حال تقاربت أصوات المندوبين العاديين في الانتخابات الداخلية للحزب.
ومن المؤكد أنه في حال فوز ساندرز بغالبية الأصوات في ولايتي أيوا ونيوهامبشير، فسوف يحصل على بعض الأصوات الجديدة، ليتجدد بعدها العنوان الصحافي «هيلاري تخسر مجددًا في ولاية أيوا». بيد أن مصير ساندرز سوف يكون على المحك عندما تتقارب أعداد الأصوات، حينها سيندفع كبار أعضاء الحزب الديمقراطي لتأييد كلينتون، لأن قلة منهم فقط ترى في ساندرز مرشحًا انتخابيًا قويًا.
من الممكن أن يكون هناك نوع من الناخبين الديمقراطيين ممن ينطبق عليهم القول: «صوتي لبيني ساندرز، لكن قلبي مع هيلاري»، وهي شريحة من الليبراليين الذين يدعمون ساندرز كنوع من الضغط على كلينتون لجعلها تساند سياستهم، لكنهم في الوقت نفسه، لا يتمنون فوز ساندرز، ولذلك قد يتحولون للتصويت لصالح كلينتون في حال احتاجت لأصواتهم. ولذلك في حال فاز ساندرز في ولاية أيوا، سيمتد الترشيح الديمقراطي لستة أسابيع إضافية على الأقل، وقد يمتد لشهر يونيو. وفي الوقت الذي تبدو فيه كلينتون الأقرب للقمة، فإن كل أسبوع تنافس فيه في الانتخابات الداخلية للحزب، سوف يحتم عليها إعطاء المزيد من الوعود للناخبين ولجماعات الحزب الديمقراطي. ورغم ما قد يسببه ذلك من بعض الضرر لها في الانتخابات العامة، فإن هذا الأمر مهم، لأنه سيعكس الطريقة التي ستتصرف بها كلينتون في حال فازت بالرئاسة.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»