الأسنان اللبنية.. أهميتها ومشكلاتها الشائعة

مواجهة التسوس المبكر منذ الصغر

الأسنان اللبنية.. أهميتها ومشكلاتها الشائعة
TT

الأسنان اللبنية.. أهميتها ومشكلاتها الشائعة

الأسنان اللبنية.. أهميتها ومشكلاتها الشائعة

الأسنان اللبنية هي أسنان مؤقتة تظهر ابتداء من الشهر السادس للطفل، وقد يترافق ظهورها مع شيء من الألم، وغالبا ما تكون القاطعتان المركزيتان هما أول الأسنان بزوغا عند الطفل، ثم تتوالى مجموعات الأسنان اللبنية بالبزوغ حتى تكتمل في الفم في نحو العامين والنصف.
وهناك أسئلة كثيرة عن مدى أهمية الأسنان اللبنية ومشكلاتها الشائعة وطرق الوقاية.
طرحت «صحتك» أكثر تلك الأسئلة أهمية حول مشكلات التسوس لدى الأطفال وطرق الوقاية منها على الدكتورة نيفين محمود محمد السيد أخصائية أسنان أطفال وحاصلة علي شهادة الدكتوراه من السويد. وجاءت إجاباتها على النحو التالي:

* أسنان لبنية

* حول أهمية الأسنان المؤقتة (اللبنية) عند الأطفال، أجابت الدكتورة نيفين بأن أسنان الأطفال اللبنية مهمة للطفل لأسباب كثيرة، ليس فقط لأنها تساعد على النمو الصحي السليم عن طريق مضغ الطعام بشكل جيد، بل لأنها أيضا تساعد في تشكيل المسار الذي يمكن تتبعه الأسنان الدائمة، وأن معظم الدراسات العلمية تشير إلى أن الأطفال الذين يعانون من سوء صحة الفم والأسنان، هم أيضا يعانون من انخفاض مستوى الأداء المدرسي، وقلة العلاقات الاجتماعية وعليه يجب الاهتمام بمراجعة طبيب أسنان الأطفال، وينبغي الحصول على بداية مبكرة في رعاية الأسنان فهي الخطوة الهامة على طريق تعليم الأطفال العادات الصحية مدى الحياة، لذلك ينبغي أن تكون زيارة طبيب الأسنان بعد فترة قصيرة من بزوغ أول سن.
وفي أول زيارة سيقدم طبيب الأسنان التالي:
- برنامج الرعاية المنزلية الوقائية بما في ذلك طريقة تنظيف الأسنان المناسبة لكل عمر، والنظام الغذائي الصحي.
- إجراء تقييم لمخاطر التسوس (قابلية حدوث التسوس).
- معلومات عن تسوس الطفولة المبكرة.
- ما تحتاج الأم معرفته حول الوقاية من الإصابات التي تحدث في الفم والأسنان.
- معلومات عن نمو ووقت بزوغ كل سن وكيف تساعد الأم طفلها خلال تلك المرحلة.

* التسوس المبكر

* كيف يمكن منع تسوس الرضاعة؟ تقول الدكتورة نيفين إن تسوس الأسنان هو أكثر الأمراض المزمنة شيوعا خاصة عند الأطفال وأحد أشكاله الأكثر خطورة هو ما يسمى بـ«تسوس الرضاعة» ويعرف أيضا باسم «التسوس المبكر» عند الأطفال، الذي يؤدي إلى كثير من المشكلات، منها:
- التأثير على قدرة الطفل على المضغ والأكل بصورة صحيحة نتيجة الآلام في أسنانه مما يؤدي إلى تأخر في نموه الجسدي.
- يؤدي فقدان الأسنان اللبنية الأمامية مبكرا إلى تأثر النطق عند الطفل، ناهيك بالتأثيرات النفسية الناتجة عن تأثير التسوس على مظهر الطفل.
- إذا لم يتم معالجة هذا النمط من التسوس في الأسنان اللبنية يمكن أن ينقل المشكلة إلى الأسنان الدائمة، ويمكن أن ينتج عنه تأثر الإطباق عند الطفل نتيجة لفقدان الأسنان مبكرا.
مرض «التسوس المبكر» هو نوع من أنواع التسوس، وبالتالي يرتبط بتحلل السكريات الموجودة في الفم من قبل البكتيريا مما ينتج عنها حمض يؤدي إلى حدوث نخر في الأسنان.
إن نمط التغذية من العوامل التي تؤدي إلى حدوث التسوس، فالأطفال الذين يتم إرضاعهم ليلا سواء رضاعة طبيعية أو صناعية يكونون أكثر عرضة للتسوس. وبعض الأطعمة غير السكرية مثل: الخبز، العجائن وغيرها يحتوي على سكريات مركبة هي أيضا من المأكولات التي يمكن أن تؤثر على صحة الأسنان فقط إذا تم تعاطيها بصورة متكررة مع إغفال تنظيف الأسنان.
ويشكل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة فئة معرضة للإصابة بهذا النمط من التسوس نتيجة للصعوبات المتعددة التي يواجهها مثل هؤلاء الأطفال وأهاليهم.
ولو حدث أن تم قلع الأسنان مبكرا قبل موعد استبدالها أو تركها من دون علاج، فإن ذلك يؤثر على الأسنان الدائمة، فإما أن تتأخر عن البزوغ أو تنحرف عن المسار مما يؤدي إلى اعوجاج الأسنان الدائمة والحاجة إلى تقويم الأسنان فيما بعد أو أنها قد لا تبزغ على الإطلاق وتظل مدفونة بالفك لعدم وجود مكان لها لتخرج فيه، لذلك يجب المحافظة على تلك الأسنان بعمل المعالجات اللازمة لها، وإذا تم خلعها مبكرا لا بد من عمل وتركيب حافظ مسافة لها.

* مص الإصبع

* وعن مص الإصبع وأضراره تقول الدكتورة نيفين السيد بأن مص الإصبع عادة ما يكون خلال أول سنتين من عمر المولود، ثم يتوقف معظم الأطفال عن مص الإبهام وكذلك اللهاية وأي شيء آخر من تلقاء أنفسهم غالبا ما بين 2 و4 سنوات من العمر فلا يكون لهذه العادة تأثير عند الأطفال تحت سن 5 سنوات، ولكن إذا استمرت لدى الطفل حتى وقت ظهور الأسنان الدائمة أو بعد عمر خمس سنوات، فإن الأضرار تتمثل في الآتي:
- ميل الأسنان الأمامية العلوية باتجاه الشفة أو عدم بزوغها في وضعها الصحيح كما أنها تؤثر على الإطباق الفكي للطفل.
- بروز الأسنان الأمامية في الفك العلوي.
- حدوث فراغات بين الأسنان.
- دفع الأسنان الأمامية إلى الخلف في الفك السفلي.
- العضة المفتوحة وهي تعني «عدم تطابق الأسنان العلوية والسفلية معا».
- مشكلات في النطق.
إذن، فمعظم الأطفال يتوقفون عن عادة المص بمفردهم، ولكن بعض الأطفال يظلون بحاجة إلى مساعدة والديهم، وكذلك إلى طبيب أسنان الأطفال. وعند فشل المحاولات المنزلية للتغلب على هذه العادة، يجب على الوالدين استشارة طبيب أسنان الأطفال وعمل جهاز يساعده على وقف هذه العادة، وكلما تأخر العلاج كلما أصبح حل المشكلة أكثر تعقيدا.

الحماية من التسوس

وعن برامج الحماية من التسوس تقول الدكتورة نيفين السيد بأن صحة الأسنان ووقايتها من التسوس تتم من خلال الخطوات التالية:
- تسوس الأسنان عند الأطفال لا يكون فقط بسبب تناول الحلوى ولكن هناك كثير من أنواع الطعام المختلفة التي قد تؤدي لتسوس الأسنان. من العوامل التي تؤثر على مدى تسوس الأسنان، الأوقات التي يتناول فيها الطعام والمدة التي يبقى فيها الطعام داخل فمه. إذا ظلت بقايا الطعام على أسنان الطفل بعد انتهائه من الأكل أو الشرب، فإن ذلك سيؤدي لتآكل الأسنان.
- يحتاج الأطفال الصغار حديثو الولادة للبن الأم أو اللبن الصناعي فقط ومع مرور الوقت بعض الشيء يمكنهم شرب الماء.
- يجب ألا يعطى الطفل لبنا محلى أو أنواع العصائر المختلفة لأن ذلك سيزيد من خطر التسوس.
- يجب الذهاب إلى طبيب أسنان الأطفال في زيارات منتظمة وغسل الأسنان بمعجون يحتوي على الفلورايد.
ومن الأسئلة التي تطرحها الأمهات خطر الأشعة السينية على الطفل، لأن المعروف بأن الأشعة تسبب تغييرا في الخلايا الحية، ولكن كمية الأشعة المستخدمة ضئيلة جدا بحيث لا تشكل أي خطورة، كما أن الأشعة تسلط عادة على المنطقة المطلوبة، وعليه فإن الأشعة المبعثرة ضئيلة جدا وتكاد لا تذكر، إضافة إلى أن الأفلام الحديثة أصبحت عالية السرعة، أي أنها تحتاج لمدة زمنية قصيرة جدا، كما يستخدم غطاء واق من الأشعة لتقليل كمية الإشعاع المعرض له الأفراد.

السقوط على الأسنان

وإذا سقط الطفل على أسنانه فإن إصابات الأسنان يكون معظمها مصحوبا بنزف، وقد تتحرك الأسنان من مكانها ويتغير شكلها مما قد يثير الهلع والخوف في المحيطين به. لذا فمن الضروري جدا ضبط النفس وتهدئتها حتى لا يزيد هلع الطفل. إذا كان الطفل فاقدا للوعي فيجب الإسراع به إلى أقرب مركز رعاية صحية، أما إذا كان لا يزال في وعيه فيجب التأكد من وعيه، بعد ذلك يجب تهدئة الطفل وتنظيف منطقة الفم بقطعة شاش نظيفة لمعرفة طبيعة الإصابة، والتأكد من وجود الأسنان الأمامية.
وهي كالتالي:
- الأسنان اللبنية: إذا كان السن اللبني مكسورا أو منخلعا من الفم نتيجة الحادث فلا يعاد غرسه.
- الأسنان الدائمة: إذا كان أحد الأسنان الدائمة مكسورا فيفضل البحث عن الجزء المكسور وإحضاره مع الطفل فقد يتمكن الطبيب من إعادته.
أما إذا كان أحد الأسنان مفقودا فيجب البحث عنه والتأكد فعلا من أنه خارج الفم، فإذا كان كذلك، فيجب غسله بلطف تحت ماء الصنبور لعدة ثوان مع مراعاة الإمساك به من جهة التاج وتجنب الإمساك به من الجذر حتى لا يؤثر ذلك على الخلايا الحية.
يفضل إعادة السن إلى مكانه في أسرع وقت فالخلايا الحية العالقة بالجذر قد تظل حية لمدة 60 دقيقة، فإذا استطاع أحد إسعاف الطفل وإعادة السن إلى مكانه الصحيح بلطف، ومن ثم وضع قطعة شاش ليعض عليها الطفل. إذا لم يستطع إعادة السن إلى مكانه فيجب وضعه في مادة كالحليب والإسراع إلى طبيب الأسنان.
وفي النهاية لا بد أن يعلم الجميع أن حماية الأسنان ووقايتها من الأمراض يعني الوقاية من كثير من الأمراض الأخرى، خصوصا تلك التي تصيب الجهاز الهضمي، إضافة إلى أننا سوف نحصل على ابتسامة تدوم مدى الحياة.



هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».