شيء ما من منطقية، يجب أن تكون عليه منافسات الدوري، كسا الجولات الـ12 الماضية من دوري المحترفين السعودي، مما يعني تعافيه مما كان عليه في المواسم القليلة الماضية. سينتهي القسم الأول منه الخميس والجمعة المقبلين بوجود أكثر من فريق يتطلع للحصول على اللقب، مع أفضلية نسبية للأهلي والهلال. هذا أمر جيد.
ست نقاط خسرها كل من الهلال والأهلي، والمرجح أن يفقدا مثلها على الأقل في القسم الثاني، وقد يبكر الهلال في ذلك في مباراة الجولة الأخيرة حين يلاقي منافسه التقليدي النصر، بينما تبدو فرصة الأهلي أفضل في كسب نقاط مواجهته مع القادسية، وبها يختم مباريات القسم الأول بـ33 نقطة، وعادة حصلت الفرق التي أحرزت اللقب في المواسم الماضية على 64 نقطة، ويبدو أن الـ62 نقطة هو الرقم النقطي المتاح لبطل هذا الموسم.
تاه المراقبون، ومعهم الجماهير، في فهم الحالة الفنية المتقلبة لكثير من الفرق، خاصة النصر والاتحاد والشباب، وأسهم الخبراء والمحللون الكرويون في تعقيد المشهد، والسبب أنهم كانوا يميلون للقراءة اللحظية ويتجاهلون بناء الرأي الفني على تراكم المعطيات، وهم بذلك فضلوا مجاراة المشجع الذي يطلق أحكامه على العناصر والمدربين بالقطعة صعودا ونزولا، وزاد المراقبون الطين بلة، فما يقولونه اليوم ينقضونه غدا، وما يصفون به المنافس على اللقب طبق الأصل يغازلون به جماهير من في طريقه للهبوط!
التنافس لعبة، من يجيدها يأخذ أكبر جزء ممكن من الحصة. الأمر ليس مقتصرا فقط على الإمكانات والتحضير والحظ السعيد، على الرغم من أنه الثالوث الصانع للإنجاز، لكن إدارة التنافس هي اللعبة التي لا بد من إجادتها، وإلا انكسر المثلث، وتباعدت أضلاعه، وفقد قدرته على التأثير. إدارة لعبة التنافس هي فهم ما يمكن فعله في الخطوة المقبلة، وما يدور حولك، والتنبؤ بما سيأتي بكل احتمالاته، مع وضع أفضل الحلول لاستثمارها، حتى في أقسى أوضاعها سوءا.
التعاون مثلا نقطيا ليس بحجم الضجيج الذي أثير حول روعته، ومن كان يذهب بعيدا في توقعه له بالمنافسة على اللقب كان كما قلت ينقل لحظة الإعجاب اللحظي، لخانة التقييم، وفي بعض إنشائيات المديح أو الذم سريان عدوى، ولو توقفنا عند كثيرا من الآراء التي وسمت بها بعض الفرق أو اللاعبين والمدربين، سلبا وإيجابا، لأدركنا أنها كلمات تتدحرج من محلل إلى آخر، ومن مشجع إلى غيره، هي في الحقيقة لا وجود لها على أرض الواقع لو تم تشريحها فنيا.
جزئيتان مهمتان لعلنا أدركناهما في ما مضى من جولات، وسبق أن ذكرناهما مع بدء منافسات الدوري، الأولى أن دخول فريقي القادسية والوحدة سيشكل ضغطا على الفرق التي اعتادت ضمان البقاء في مناطق الدفء، وهذا حدث حيث شهدنا تقهقرا لفرق الرائد ونجران وهجر، مع خطر أن يكون الهبوط من نصيب اثنين منها، مع كفاح واستماتة من الفيصلي والخليج والفتح، ولا بد أن يكون ذلك على حساب الباحثين عن اللقب.. والأمر الثاني هو أن هناك فعلا حكما جيدا وآخر رديئا، يمكن تحمل الأول وإن أخطأ، ولا بد من إبعاد الثاني وإن نجح مرة، لأن الجيد يمكن له أن يصحح أخطاءه ويتطور، بينما الثاني يجب إبعاده لأن نجاحه قشرة لبها الفشل.
9:32 دقيقه
TT
المدح والذم سريان عدوى
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
