البعض يريد أن يعرف أين سيتجه لقب دوري المحترفين السعودي مما ستؤول إليه نتيجة مباراة اليوم التي تجمع الهلال والأهلي، وهذا صعب، لأن نتيجة فوز أحدهما أو تعادلهما ستبقي التنافس على حاله، حيث ما زال لكل الفرق المتنافسة 17 جولة، يمكن لنقاطها أن تعيد هندسة جدول الدوري من جديد.
فوز الهلال المتصدر سلم الترتيب سيجعله يبتعد عن الأهلي الوصيف ست نقاط، وهذا يمكنه أن يدعم مسيرة الهلال في البحث عن اللقب الذي غاب عن خزائنه أربعة مواسم، لكن هل النقاط الست وحدها كافية؟ بالطبع لا ومن ذلك يمكن أن نعيد ما سبق ذكره، وهو أن مواجهة اليوم لن تحدد أين يتجه اللقب أيا كانت النتيجة، لكن الذي لا يمكن تجاهله أنها ستخط بوضوح في لوح التنافس.
من صالح جمهور الدوري السعودي التعامل مع (كلاسيكو) الهلال والأهلي، على أنه مواجهة كروية يعول عليها أن تنطوي في دقائقها على فنون الكرة، وكل أسباب الإثارة، والتشويق، لأنه لا مصلحة له في غير ذلك حتى وإن اعتقدت، وهذا ما تبحث عنه أيضا جماهير الفريقين لكنها تنفضه عندما تجعل النتيجة والآثار المترتبة عليها حكما فنيا قاطعا على ما يتبقى للفريقين من مباريات، ما يجعلها تساهم في تفريط فريقها بالمزيد من النقاط في حال الهزيمة، أو دفعه إلى التهاون بعد الفوز، كل ذلك يمكن تجاوزه إذا أحكم القائمون على شؤون الفريق قبضتهم على الأمور.
الجمهور الذي يرى أنه الأصل في العملية التنافسية، يجب أن يتعرف على حدود دوره في التأثير بشكل دقيق، وأن لا يقبل أن يلعب أدوارا معطلة يرفض هو أن يمارسها طرف آخر، فدوره لا يتجاوز الحضور في المدرجات، ودعم خزينة النادي، والفرجة على أعمال التنفيذيين، وتبني (لوبيات) رأي عام لمساندة قضايا ناديه، بعد أن حرم نفسه من امتلاك صنع القرار الذي تضمنه له عضويته للجمعية العمومية، وظل مصرا على مقاطعتها، وبالتالي لم يعد من المقبول أن يعتقد أنه من حقه فرض رأيه بهدف تغيير سياسات ناديه الإدارية أو الفنية وإن أوهمه البعض بذلك.
الأهلي الذي يدخل مباراة اليوم دون أن يتلقى الهزيمة من 43 مباراة مضت، قلت في مقالة سابقة إنه يحتاج لهزيمة تنفض عن كاهله عبء هذا الرقم القياسي، حتى يتحرر من عقدة الخوف من الهزيمة، ويتجه إلى معركة الفوز باللقب، أي من المهم إلى الأهم، لكن لا أعلم ما إذا كان من الممكن تأجيلها إلى ما بعد هذه المباراة حفاظا على الفارق النقطي، ذلك من المؤكد أفضل له، الأهلي في اللاوعي شغل لاعبوه بهاجس عدم الخسارة أكثر من وجود ما يدفعهم للبحث عن الفوز دون سواه، حتى وإن تسبب ذلك في الهزيمة، فهو لو تعادل مثلا اليوم سيكون أيضا ثانيا بفارق أربع نقاط رغم عدم تقبله لأي هزيمة التي ذاقها الهلال.
الجماهير في الجانبين تتصيد أخطاء مدربيهما اليوناني دونيس والسويسري جريس، فقط لأنها لا تريد خسارة دون وجود شماعة تعلق عليها، ولأن المدربين حاليا هما الأفضل في الموسم ولأن فريقيهما الأكمل والأكثر توازنا وأثقل وزنا فنيا، ولأن الجمهور يفتقد إلى أهلية القرار أو صنعه، لأسباب نظامية، ويكتفي بدور المتفرج، والمشجع والداعم، فإن مسيري الناديين لن يلتفتوا إلى ذلك، وهذا من حسن حظ الفريقين، فعمل غروس ودونيس يعلمه أصحاب القرار الأصليين وأن ما قاما به من عمل لا يشك في قيمته أدنى متابع.
8:48 دقيقه
TT
الأهلي لا ينهزم.. لكن قد يسمح بذهاب اللقب للهلال
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة