انتهت الجولة السابعة من دوري المحترفين السعودي، والباب مفتوح لخمسة فرق لتحقيق اللقب، هذا هو الدوري الذي يلعب من 26 جولة، المرشحون خمسة: الهلال والأهلي والشباب والاتحاد والنصر، والصورة القاتمة ستظهر شيئا فشيئا اعتبارا من الجولة الثانية عشرة، ستقوم أجزاء الصورة بتركيب نفسها في الجولة العاشرة، وستظهر معالمها أكثر وضوحا في الجولة السادسة عشرة.
إذا ما كان أعتقده طبيعيا يحدث في كل دوريات العالم، فما دعاني لذكره أن الدوري السعودي في مواسمه الثلاثة الماضية علت فيه نغمة خروج المغلوب من الجولة الأولى، مما شكل خللا في فهم طبيعة منافسات الدوري، متأثرة بخطاب جماهيري تبناه الإعلام أشاع حالة من الفهم الخاطئ للمسار الذي على المتنافسين أن يتخذوه في مشوارهم التنافسي.
صدارة الجولات الأولى يمكن قراءتها بالرغبة وحسن الإعداد، لكن نقاطها القليلة تعني أنها حالة مؤقتة لا تمنع الآخرين من اللحاق والتجاوز، جولة وراء أخرى تتبدل المراكز، وتعمل فرق على تعطيل غيرها تجعل حركة السير تصاب بالاختناق، وعدد من الجولات يستفيد منها فريق ويخسر آخر، ومن ذلك تتحقق ضرورات المنافسة: التحضير البدني- العناصر- البدلاء- الاستقرار الفني والإداري- النجاعة التكتيكية- الروح القتالية- الشعور بالمسؤولية- حسن إدارة التنافس.
خطورة الدوري هذا الموسم بدت في انضمام فريقين يمكن لهما أن ينضما لفرق الوسط، وهما الوحدة والقادسية، قلنا في زاوية سابقة إنه يتوقع أن يشكلا قاعا صلبا، بحيث يحرجان فرق الوسط التي اعتادت أن تضمن المناطق الدافئة، وبالتالي فإن عدم اطمئنانها يجعلها أكثر شراسة في مواجهة الفرق الطامعة في المنافسة على اللقب، وقد ظهرت مؤشرات ذلك في فوز الفيصلي على الاتحاد، وتعادل التعاون مع الأهلي، وتعادل القادسية والتعاون مع النصر، وما زالت هناك نتائج مشابهة ستحدث في أوقات غير مناسبة لهذه الفرق.
الأهلي يحتاج لخسارة لينفض عن كاهله عبء الرقم القياسي في عدد المباريات التي لم يخسر فيها، أعتقد أنه سيتحرر بعدها أكثر، إلا إذا فعلها وحقق اللقب دون خسارة، وهذا صعب لكنه ليس بالمستحيل، هزيمة واحدة يمكن أن تصلح الأخطاء خير من ثلاثة تعادلات يمكن تعويضها في مباراة قد تكون أمام منافس نقاطها مضاعفة، أما الهلال فيبدو أنه في حالة خاصة تثير خشية خصومه وخوف أنصاره على حد سواء، يعمل خلف جدران ساترة، ثبات خطواته عنوان، لكن التفاصيل قد يكمن فيها ما يجبره على الدخول في معمعة الصراع الذي يغيره من حال إلى أخرى.
على الورق النقاط ما زالت في متناول الجميع، لكن الخمسة الكبار هم من سيحصلون على غالبيتها، أما السباق على المقدمة وإحراز اللقب فسيكون برسم الأقدر منهم على جمعها باستراتيجية حسابات ما حصل عليه منها وما سيضيع مضروبا في مثل ذلك عند منافسيه، والشعار اضمن ما في الجيب وانتظر ما في الغيب.
8:48 دقيقه
TT
انتهى زمن خروج المغلوب
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة