مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

فليسقط المشرفون الأذكياء الخبثاء

قلما يسلم أي كاتب من الأخطاء المطبعية، وقد نالني من ذلك الشيء الكثير، وكنت في البداية اتضايق جداً، وبعدها اصبحت اتضايق فقط، ثم استسلمت، واخيراً (استمسحت) بل وتبلدت.
والغلطة من طابع المقال او المشرف عليه قد تكون متوقعة، بل ومقبولة نوعاً ما، غير انني بحكم الخبرة قد وجدت ان بعض المشرفين استغلوا هذه الظاهرة اسوأ استغلال، فإذا وجد الواحد منهم ان هناك كلمة او جملة لا يحبذها، وتستحق حسب الرقابة أن تشطب بالرقم الأحمر، تعمد أن يحرفها قليلاً ليتغير معناها، وإذا عاتبته على ذلك، فما اسهل عليه من ان يضحك بوجهي قائلاً: آسف إنها غلطة مطبعية، وما أن أسمع منه هذا العذر حتى اتجرع السم وانخ، وهذه الطريقة بها شيء من الذكاء الممزوج بالخبث.
وهناك كتاب للأستاذ منذر الأسعد بعنوان (طرائف الأخطاء الصحافية والمطبعية)، وسوف اختار لكم بعض النماذج الموثقة منها، لترفهوا عن انفسكم قليلاً.
فمثلاً: الحبة السوداء، اصبحت: (الحية السوداء).
وجملة: استقبل بكلمة ترحيبية، اصبحت: (استقبل بلكمة ترحيبيه).
وطلاب الإسكندرية، اصبحوا: (كلاب الإسكندرية).
وجملة: صاحب المقام الرفيع، اصبحت: (صاحب المقام الرقيع).
وسباق الهجن، تحولت إلى: (سباق الجن).
وجملة الرئيس المؤمن، اصبحت: (الرئيس المدمن).
وجملة: تجريد شباب القضاة، اصبحت: (تجريد ثياب القضاة).
واسم (الأحنف بن قيس)، تحول إلى: (الأحمق بن قيس).
وبالشفاء العاجل، اصبحت: (بالشقاء العاجل).
وعمامة ملونة، تحولت إلى: (عمامة ملوثة).
وعودة الوزير، أصبحت: (عورة الوزير).
وجملة: يسر الشركة ان تعلن عملاءها، اصبحت: (يسر الشركة أن تلعن عملاءها).
والرئيس يستقبل اليوم، اصبحت: (الرئيس يستقيل اليوم)
وجملة: الوزيرة تتجول في كفر الشيخ، اصبحت: (الوزيرة تتبول في كفر الشيخ).
ودبابة حربية كبيرة، تحولت إلى: (ذبابة حربية كبيرة).
و(قائد القطاع الشرقي)، عند طباعتها تقدم حرف الطاء على حرف القاف الثانية.
وجملة: وصل الزعيم الكبير (فلان) راكباً جواده، اصبحت: (وصل الزعيم الكبير (فلان) راكباً جرادة).
والشاعر المشهور، تحول إلى: (الشاعر المقهور).
وهناك دكتور محترم اسمه مضر ووالده اسمه طه، فكان المفروض ان يكتب: (مضر بن طه، واذا بالاثنين يندمجان ويصبح الاسم هكذا: مضرطه).
واكبر دار للنشر، اصحبت: (اكبر دار للشر) – انتهى
وهكذا دواليك، واكتفي بما سبق.
والحق يقال ان الأخطاء المطبعية قد قلت إلى حد كبير بعد دخول وسائل الطباعة الحديثة المتطورة، التي تصحح حالها من حالها، واسقط في ايدي المشرفين الأذكياء الخبثاء، الذين كثيراً ما افترسوني في وضح النهار.