بجدارة، تأهل الأهلي الإماراتي إلى نهائي دوري أبطال آسيا للأندية لأول مرة في تاريخه، بعد أن أطاح بالهلال السعودي، ليصبح على بعد خطوة من المشاركة الثانية في بطولة العالم للأندية، التي كان قد شارك بها في 2009 حين استضافتها الإمارات دون أن يكون قد حقق لقب أبطال آسيا الذي كان من نصيب بوهانغ الكوري الجنوبي وقتها على حساب الاتحاد السعودي.
التاريخ يحفظ للهلال أنه ثاني ناد خليجي يحقق لقب أبطال آسيا للأندية 1991 بعد السد القطري، وأكثر الأندية الخليجية اشتراكا في هذه المنافسات، حيث لم ينقطع عنها منذ ذلك التاريخ إلا مرات قليلة، يدعمه في ذلك تواصل حصوله على مراكز متقدمة في الدوري المحلي تتيح له المشاركة، مع التزام بالمتطلبات الآسيوية ومعايير المشاركة. وفي سجل أبطال الدوري يحتفظ الهلال ببطولتين، ومثلهما في سجل أبطال الكأس وكذلك السوبر، أي بمجموع ست بطولات، لكن ذلك كله انقطع منذ 2002.
جماهير الهلال لا يعنيها ما مضى، فهي ترى أن فريقها مطالب بتحقيق هذه البطولة من جديد، وهو مطلب مشروع وممكن، لكنه يصطدم منذ 2003 بعراقيل عدة منعت تحقيقه اللقب مجددا، ويتحمل الفريق ومن خلفه مسيروه النصيب الأكبر من هذه المسؤولية. ورغم ذلك فإنه يحسب لهذا الفريق وجوده الدائم في منافسات الأبطال، لكن هل يمكن أن تتفهم الجماهير دلالة ذلك؟ هذه مسألة لا يتفق الجميع في تقديرها على رأي واحد، ولكل منهم مبرره، إذ إن هناك من لا تعنيه المشاركة ما لم تحقق مبتغاه النهائي خاصة مع تكرارها، فيما يرى البعض الآخر أهمية بقاء الفريق في واجهة الأحداث الآسيوية، فقد لا تكون هذه المسألة محسوسة لكنها بالتأكيد موجودة.
في فبراير (شباط) المقبل سيعود الهلال لخوض تصفيات البطولة نفسها، كذلك النصر الذي توقف في هذه البطولة عند منافسات دور الـ16، وثالثهما سيكون الاتحاد الذي يعد أفضل حظا من الهلال والنصر، حيث حصل على هذه البطولة بمسماها الجديد مرتين كناد سعودي وحيد (2004 - 2005)، لكن ذلك التاريخ كان آخر عهد له بتحقيق هذه الكأس أو أي ناد سعودي غيره، وكانت أفضل محاولاته حصوله على الوصافة 2009، خاصة أنه جرت زيادة الفرق المتنافسة في هذه البطولة إلى 32 فريقا، مما يعني أنه قد زاد عدد المشاركين، وتغير نظامها مجددا عن آخر مرة حصل عليها ناد سعودي.
الهلال فرط في التأهل الذي لاح له، بعد أن عاد من تأخره أمام الأهلي وسجل هدفي التعادل، اللذين كانا كافيين لذلك لولا رفض الأهلي بهدف الكوري كيانغ كوان القاتل في الدقيقة 94، إلا أن الكثير من الهلاليين لن يحزنوا كثيرا إذا عرفنا أن التأهل لم يكن مهمًا لديهم إذا لم يحصلوا على الكأس التي لن تكون بالأمر الهين، خاصة وقد مرت تجارب مريرة لفعل ذلك لم يحصدوا منها إلا الألم، مما يعني أن الخروج من قبل النهائي ألم لكنه أخف وأقل وطأة في تداعياته على الفريق في بقية مشوار الموسم الذي أيضا ستتخلله جولة آسيوية جديدة، لا أحد يمكن أن يتنبأ بما ستخبئه له.
الأهلي (الفرسان) كان في الموعد، وحقق الصعب، وتبقى أمامه الأصعب، خاصة المواجهة مع الصيني غوانزو، الذي فوت عليه فرصة الترشح للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية مباشرة بعد خروج جامبا أوساكا.
9:32 دقيقه
TT
الفرسان الأجدر.. ما الذي كان سيفعله الهلال لو فاز؟
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
