وائل مهدي
صحافي سعودي متخصص في النفط وأسواق الطاقة، عمل في صحف سعودية وخليجية. انتقل للعمل مراسلاً لوكالة "بلومبرغ"، حيث عمل على تغطية اجتماعات "أوبك" وأسواق الطاقة. وهو مؤلف مشارك لكتاب "أوبك في عالم النفط الصخري: إلى أين؟".
TT

الصين بين {أوبك} ووكالة الطاقة الدولية

عاد التفاؤل يسود تدريجياً حول نمو الاقتصاد العالمي ونمو الطلب على النفط في عام 2023، حيث راجعت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقرير لها توقعاتها لنمو الطلب صعوداً ليصبح الرقم الجديد 1.9 مليون برميل يومياً بزيادة 200 ألف برميل على الشهر الماضي.
وعزت الوكالة السبب في هذا إلى النمو المتوقع من الصين والذي سيشكل نحو نصف الزيادة في الطلب هذا العام أي ما يعادل 800 ألف برميل يومياً، ليشهد النفط سنة تاريخية من ناحية الطلب تصل إلى 101 مليون برميل يومياً.
في الوقت نفسه، كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول ({أوبك}) أكثر تحفظاً حول الطلب هذا العام حيث لم تغير أرقامها عن الشهر الماضي وثبتت توقعات نمو الطلب عند 2.2 مليون برميل يومياً، وكانت توقعاتها لنمو الطلب من الصين هذا العام في حدود 500 ألف برميل يومياً.
إذا نظرنا لوجهة نظر السوق فسوف نجد أن أقل التوقعات لنمو الطلب في الصين هذا العام في حدود 800 ألف برميل يومياً، بحسب مسح لوكالة بلومبرغ، وأعلاه هو تقديرات غولدمان ساكس عند 1.7 مليون برميل يومياً.
بغض النظر عن التفاؤل والتحفظ في الأرقام تظل الحقيقة الثابتة أن أي زيادة في الطلب من الصين لن يقابلها زيادة كافية من المعروض النفطي، حيث من المتوقع ألا يضيف العالم أكثر من مليون إلى 1.5 مليون برميل يومياً في الوقت الذي سينمو فيه الطلب بمستويات أعلى، ولهذا ستدخل السوق في عجز بسبب الصين.
أسعار النفط بدأت في الارتفاع وبدأت السوق تفكر في تسعير الطلب من الصين، ولكن تفكيرهم في تسعير مخاوف المعروض أقل، وسيبقى التحدي قائما، وهو: كيف سيتم تغطية هذا العجز وهذا الطلب مما سيجعل الأسعار تصل إلى مستويات 100 دولار للبرميل وهو المتوسط الذي يتوقعه غولدمان ساكس وكثير من المحللين في السوق؟
أمام هذه الظروف في النصف الثاني سيتطلع الجميع إلى تحالف {أوبك} بلس لفعل شيء ولكن التحدي الآخر هو أن روسيا ستواجه إشكالية في إمداد العالم بمزيد من النفط إذا ما استمر تطبيق السقف السعري عليها والحظر الأوروبي.
لكن كالعادة ستجد {أوبك} بلس حلاً ويجب عليها أن تجد حلاً فلا يوجد جهة في السوق تستطيع فعل شيء حالياً سوى {أوبك} بلس، حتى لو زاد الإنتاج الأميركي إلى مستويات قياسية هذا العام، كما هو متوقع.