ليونيل لورانت
كاتب من خدمة «بلومبيرغ»
TT

ارتفاع قيمة عملة «دوجكوين» بفعل ماسك... تحذير لـ«تويتر»

أدى انفجار الفقاعة الممولة من إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي إلى خلق موجات وتقلبات كبيرة في الأسواق. إذ تعد شركة «ميتا بلاتفورمس إنك» أقل قيمة من شركة «هوم ديبوت إنك»، وتعد «سناب إنك» أقل قيمة من «دويتش بنك إيه جي» التي خضعت للاكتتاب العام الأولي، وبات «تويتر» الآن مملوكاً لإيلون ماسك بعد ما يقرب من عقد من التدهور المتراكم في سوق الأسهم.
ومع ذلك، فإن المشهد المحبط لعملة «دوجكوين» المشفرة وقفزتها بنسبة 100في المائة خلال أسبوع واحد على أمل الاتجاه نحو العملة المشفرة لـ«تويتر» يشير إلى أننا بعيدون تماماً عن نموذج لامركزي جديد يمكن أن يساعد البشرية، حسب تصريحات ماسك عن طموحاته لمنصة «تويتر» التي اشتراها مؤخراً. وها قد حصلت العملة المشفرة الجديدة على دفعة أخرى (الثلاثاء) بعد أن قام ماسك بالتغريد عبر «تويتر» مستخدماً رمز «شيبا إينو» يرتدي قميص «تويتر».
ورغم أن السعر الحالي لعملة «دوجكوين» يعد زهيداً، مقارنةً بأعلى مستوى في العام الماضي عندما شهد ذروة جنون الوباء وقيام ماسك بدعمه لتلك العملة، فإن قيمتها السوقية النظرية البالغة 15 مليار دولار تُظهر أن عادات المضاربة متماسكة بدرجة كبيرة.
وحسب بيان صدر مؤخراً، فإن السرد الدائر في دوائر التشفير هو أن دعم ماسك السابق لعملة «دوجكوين» سيؤدي إلى تكامل الرمز المميز مع «تويتر» كطريقة للسداد. يأتي الزخم الإضافي من حقيقة أن تطبيق تبادل العملات الرقمية «بينانس» - الذي ساعد في تمويل استحواذ ماسك - يقوم بتشكيل فريق للنظر في «الطرق التي يمكن أن تكون بها «البلوك تشين» (سلسلة الكتل) والعملات المشفرة مفيدةً لـ«تويتر».
ليس مهماً أن كل هذا الطرح لا يعدو كونه نظرياً في الوقت الحالي أو أن عملة «دجكوين» تنطوي على عيوب صارخة يمكن أن يتكشف المزيد منها فقط حال اكتسبت زخماً. إن سياسة اتباع القطيع أو الرقص حتى تتوقف الموسيقى استناداً إلى قفزات وهبوط «دجكوين» في أوقات سابقة ليست سوى مسألة وقت. فالمرء ليس في حاجة لأن يكون عالم صواريخ ليدرك أن التدافع على الشراء الآن لا يهدف إلا إلى الدخول ثم الخروج في الوقت المناسب، وليس جمع مخزون من العملة المشفرة لبيعها في المستقبل. ونستطيع أن نرى غيرها من العملات المشفرة تترقب ما يحدث من بعيد.
هناك حالة عامة يتعيَّن طرحها، وهي أن أساليب الدفع عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون أمراً حميداً لأسهم التكنولوجيا المتهالكة، حيث يتراجع المعلنون ويحدث التضخم. إذا كان جانب من جوانب مشكلة الإمبراطوريات التقنية الممولة بالإعلانات اليوم يكمن في أن المستخدمين وبياناتهم هي المنتج، فقد توفر أنماط النماذج المدفوعة أحد البدائل. وإذا كانت مكافأة المستخدمين أو إرسال مدفوعات إلى الأصدقاء أو الدفع مقابل التحقق - حسب أحد التقارير - تدعم تعزيز الإشراف على المحتوى والمزيد من خصوصية البيانات وتعزيز مستخدم «تويتر»، فإن الأمر يستحق المحاولة.
وعلى الرغم من وعود ماسك بتحسين مستوى الحياة الإنسانية، فإنه لم يذكر بعد كيف أو ما إذا كان بإمكانه تجفيف مستنقع الشبكة من التسويق المشفر والضجيج والخداع - والتي كانت، إلى جانب المحتوى غير الملائم على الإنترنت، مصدراً كبيراً للنشاط والحركة، حسب «رويترز». وعلى الرغم من الالتزام باللامركزية، لن يكون هناك الكثير مما يزعجك بشأن وضع محفظة رقمية على «تويتر».
وبدلاً من محاولات «ميتا» المتزايدة للتشويش على نماذج «ويب 3» التي تعمل بالوقود المشفر في أوعية وسائط اجتماعية قديمة، فإنها تشير إلى أنه حتى المليارديرات يجدون صعوبة في التخلي عن نماذج الأعمال العتيقة. فقد تم تطوير مشروع «بلو سكاي»، المؤسس المشارك لـ«تويتر»، منذ سنوات. ويعد «ماستدوم» المنافس على وسائل التواصل الاجتماعي، أكثر رسوخاً، ولكنه لم يُطح بالشركات الحالية بعد، على الرغم من أن مؤيديه يشملون جاكسون بالمر، المؤسس المشارك لعملة «دوجكوين».
وبالحكم على الضرر الذي يتسبب فيه ضخ العملات المشفرة، فإن ما يحدث مع «دجكوين» لهو علامة محبطة لما سيحدث عندما ينتقل تأثير ماسك عبر الإنترنت إلى آفاق أرحب وأعظم.
ومن دون الحكم مسبقاً على ما سيحدث عبر «تويتر» لاحقاً، فإن مساعدة البشرية تبدو حلماً بعيد المنال.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»