أدوية لتخفيض الدهون الثلاثية

أدوية لتخفيض الدهون الثلاثية
TT

أدوية لتخفيض الدهون الثلاثية

أدوية لتخفيض الدهون الثلاثية

س: كانت مستويات الدهون الثلاثية مرتفعة عندي لسنوات بنسبة «250 إلى 280 ملغم/ ديسيلتر». وتناولت عقار «ستاتين» لخفض نسبة الكولسترول، وظننت أنني لست بحاجة للقلق. هل هذا صحيح؟ أحاول اتباع نظام غذائي صحي، ولكن هل هناك ما يجب عليّ فعله لخفض الدهون الثلاثية؟

دهون ثلاثية
ج: الدهون الثلاثية هي النوع الأكثر شيوعاً من الدهون في الجسم، وتنشأ من الدهون في الأغذية. لكن السعرات الحرارية الإضافية التي لا يستخدمها جسمك - مثل تلك الموجودة في السكر والكحول - تتحول أيضاً إلى دهون ثلاثية. لهذا السبب؛ فإن النظام الغذائي الصحي الذي يحدّ من السكر والكربوهيدرات المكررة (مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض) يمكنها المساعدة في خفض مستويات الدهون الثلاثية. كما أن الإقلال من تناول الكحول يساعد أيضاً، كما تساعد ممارسة الرياضة والمحافظة على الوزن الصحي للجسم.
ومع أن من الواضح أن ارتفاع مستوى الكولسترول الضار (البروتين الدهني منخفض الكثافة) يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية، إلا إن هناك أدلة متزايدة على دور الدهون الثلاثية كذلك، حتى إن كان مستوى الكولسترول لديك قيد السيطرة.
تندرج مستويات الدهون الثلاثية بالجسم في أعلى نطاق، المعروف بمستوى 200 إلى 499 ملغم/ ديسيلتر (المستوى العادي يبلغ 149 أو أقل، ومستوى 150 إلى 199 يعدّ عالياً، ويعدّ المستوى البالغ 500 أو أكثر مرتفعاً للغاية ويجب علاجه بالأدوية لمنع الإصابة بالتهاب البنكرياس).
ينبغي فحص وعلاج كل من لديه مستوى من الدهون الثلاثية يتراوح بين 150 و499 من أي مشكلات صحية كامنة قد تكون مسؤولة؛ بما في ذلك النوع الثاني من مرض السكري، والسمنة، وانخفاض مستوى نشاط الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية)، وأمراض الكبد أو الكلى. ولكن إذا ظل معدل الدهون الثلاثية مرتفعاً بعد علاج هذه المشكلات وإدخال تغييرات في نمط الحياة، فقد تكون العقاقير فكرة جيدة.

عقاقير علاجية
يمكن لعقار «نياسين (Niacin)» تخفيض مستوى الدهون الثلاثية، غير أن الجرعات العالية المطلوبة غالباً ما تسبب تأثيرات جانبية غير لطيفة، بما في ذلك الاحمرار، واضطرابات المعدة. ويمكن للعقاقير المعروفة باسم «الفايبرات (fibrates)» تخفيض مستويات الدهون الثلاثية بنسبة 50 في المائة. ولكن لا تقلل أي من تلك العقاقير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية عندما تضاف إلى عقار «ستاتين».
وهناك عقار يسمى «إيثيل إيكوسابنت (icosapent ethyl)»، مُعد من نوع عالي النقاء من «حمض الإيكوسابنتاينويك (حمض أوميغا3 الدهني الموجود في السمك)»، يعمل على تخفيض الدهون الثلاثية، وعند تناوله مع عقار «ستاتين»، فإنه يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو الوفاة جراء أمراض القلب بنسبة 26 في المائة لدى الأشخاص المصابين إما بالسكري، وإما بأمراض القلب والأوعية الدموية. والعقار مطروح في الأسواق تحت اسم «فاسيبا (Vascepa)»؛ إذ صار «إيثيل إيكوسابنت» متاحاً دواءً شائع الاستخدام في الولايات المتحدة.
لاحظ أن هذا الدواء، الذي لا يُصرف إلا بوصفة طبية فقط، يختلف تماماً عن مُكملات زيت السمك التي لا تستلزم وصفات طبية ومتوافرة في المتاجر وعلى الإنترنت. وتحتوي هذه المنتجات، التي لا تتطلب وصفات طبية، على «حمض الإيكوسابنتاينويك»، لكنها غالباً ما تقترن بـ«بحمض الدوكوساهكساينويك (حمض دهني آخر من فئة أوميغا3)»، والكميات أقل بكثير مما هي عليه في الوصفة الطبية. كذلك؛ فإن مكملات زيت السمك غير خاضعة للرقابة من حيث النقاء أو الجودة.
* رئيس تحرير«رسالة هارفارد للقلب»
خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

صحتك انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
TT

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأدوية قد تقلل من خطر تدهور الكلى وفشلها، بغض النظر عما إذا كان الشخص مصاباً بمرض السكري أم لا.

ووفقاً للبحث، كان الانخفاض الإجمالي في خطر الفشل الكلوي وتدهور وظائف الكلى والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19 في المائة.

وتُعرف هذه الأدوية باسم «محفزات مستقبلات (جي إل بي - 1)»، وهي تحاكي عمل هرمون يسمى «الببتيد» الشبيه بـ«الجلوكاغون 1»، والذي يحفز إنتاج الإنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم، وقد تم تطويرها في الأصل لعلاج مرض السكري.

ومؤخراً، ظهرت هذه الأدوية علاجات فعالة للسمنة، وإبطاء عملية الهضم، وزيادة الشعور بالشبع وتقليل الجوع.

وقال المؤلف الرئيس للدراسة البروفسور سونيل بادفي، زميل معهد جورج للصحة العالمية وجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، إن الدراسة وسعت المعرفة الحالية حول الأدوية في مجالات رئيسة، بما في ذلك الفوائد للأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة، والأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به.

وقال بادفي: «هذه هي أول دراسة تظهر فائدة واضحة لمستقبلات (جي إل بي - 1) في الفشل الكلوي أو مرض الكلى في المرحلة النهائية، مما يشير إلى أنها تلعب دوراً رئيساً في العلاج الوقائي للكلى والقلب للمرضى الذين يعانون من حالات طبية شائعة مثل مرض السكري من النوع الثاني، أو زيادة الوزن أو السمنة مع أمراض القلب والأوعية الدموية».

وتابع المؤلف الرئيس للدراسة: «هذه النتائج مهمة بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة. إنه تقدم يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي الذي يتطلب غسيل الكلى أو زرع الكلى، والمرتبط بالوفاة المبكرة، ومعظمها بسبب أمراض القلب. ولها تأثير كبير على نوعية حياة المرضى وتتسبب في تكاليف رعاية صحية كبيرة».

وفي الدراسة التي نشرت بمجلة «لانسيت»، أجرى الباحثون تحليلاً لـ11 تجربة سريرية واسعة النطاق لمستقبلات «جي إل بي - 1» شملت ما مجموعه 85373 شخصاً.

وتم التحقيق في 7 مستقبلات «جي إل بي - 1» مختلفة من بين التجارب، بما في ذلك «سيماغلوتيد» (semaglutide) بصفته دواءً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وجرى تسويقه لأول مرة باسم «أوزمبيك».

وأظهرت النتائج أنه مقارنة بالأدوية الوهمية، فإن مستقبلات «جي إلى بي - 1»، قللت من خطر الفشل الكلوي بنسبة 16 في المائة، وتدهور وظائف الكلى بنسبة 22 في المائة.

وأكد التحليل أيضاً النتائج السابقة التي تفيد بأن الأدوية تحمي صحة القلب، مع انخفاض بنسبة 14 في المائة بخطر الوفاة القلبية، والنوبات القلبية غير المميتة، والسكتة الدماغية غير المميتة، مقارنة بالدواء الوهمي. وكانت الوفاة لأي سبب أقل بنسبة 13 في المائة بين المرضى الذين عولجوا بمستقبلات «جي إل بي - 1».

وقال البروفسور فلادو بيركوفيتش، زميل الأستاذ في معهد جورج، وعميد جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني والمشارك في الدراسة: «يُظهر هذا البحث أن مستقبلات (جي إل بي - 1) يمكن أن تلعب دوراً مهماً في معالجة العبء العالمي للأمراض غير المعدية». وأردف: «سيكون لدراستنا تأثير كبير على المبادئ التوجيهية السريرية لإدارة أمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به».

وتابع بيركوفيتش: «هناك حاجة الآن إلى مزيد من العمل لتطبيق نتائج هذه الدراسة في الممارسة السريرية وتحسين الوصول إلى مستقبلات (جي إل بي - 1) للأشخاص الذين سيستفيدون منها».