انكماش شركات منطقة اليورو يزيد متاعب «العملة الموحدة»

توقعات مخيبة للمستقبل

تتوقع بنوك الاستثمار هبوط اليورو إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء تداوله مقابل الدولار (رويترز)
تتوقع بنوك الاستثمار هبوط اليورو إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء تداوله مقابل الدولار (رويترز)
TT

انكماش شركات منطقة اليورو يزيد متاعب «العملة الموحدة»

تتوقع بنوك الاستثمار هبوط اليورو إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء تداوله مقابل الدولار (رويترز)
تتوقع بنوك الاستثمار هبوط اليورو إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء تداوله مقابل الدولار (رويترز)

كشف مسح يوم الثلاثاء عن أن نشاط الشركات في منطقة اليورو انكمش للشهر الثاني على التوالي في أغسطس (آب) الحالي، بعدما أجبرت أزمة تكاليف المعيشة المستهلكين على خفض الإنفاق، في حين أضرت قيود الإمدادات بشركات الصناعات التحويلية.
وانخفض مؤشر «ستاندارد آند بورز» المجمع لمديري المشتريات، الذي يعدّ مقياساً جيداً لقوة الاقتصاد الكلية، إلى 49.2 نقطة في أغسطس، من 49.9 نقطة في يوليو (تموز) الماضي، وهو ما يزيد قليلاً على متوسط التوقعات في استطلاع أجرته «رويترز» بانخفاض أكبر يصل إلى 49.0 نقطة. وتشير القراءة أدنى من 50 إلى انكماش. وتقديرات أغسطس الأولية هي الأقل منذ فبراير (شباط) 2021. وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» في الشهر الماضي تسجيل نمو بنسبة 0.2 في المائة هذا الربع.
وانخفض مؤشر مديري المشتريات الذي يغطي قطاع الخدمات البارز في المنطقة إلى 50.2 نقطة، من 51.2 نقطة الشهر الماضي، وهو ما يزيد بقليل على المستوى الفاصل بين النمو والانكماش وأدنى من توقعات «رويترز» عند 50.5 نقطة.
وتراجع نشاط الصناعات التحويلية مجدداً في الشهر الماضي. وانخفض مؤشر مديري المشتريات للمصانع إلى 49.7 نقطة من 49.8 نقطة، وهو أقل مستوى منذ يونيو (حزيران) 2020، في حين سجل المؤشر الذي يقيس الإنتاج ويغذي مؤشر مديري المشتريات المجمع 46.5 نقطة، مقارنة مع 46.3 نقطة في يوليو، وهو الوحيد الذي شهد تحسناً هذا الشهر.
وتراجع سعر اليورو الثلاثاء إلى أدنى مستوياته خلال عقدين في مواجهة الدولار الأميركي، بحيث أكد انكماش النشاط في منطقة اليورو في أغسطس الحالي مخاوف الصرافين من تداعيات أزمة الطاقة.
وعند نحو الساعة 09:15 بتوقيت غرينيتش، بلغت نسبة تدني اليورو 0:04 في المائة إلى 0:9939 دولار، بعدما وصل إلى 0:9901 دولار، وهو مستوى غير مسبوق منذ ديسمبر (كانون الأول) 2002 سنة بدء تداول العملة الأوروبية الموحدة.
وحذر جاك ألين رينولدز، المحلل في مركز «كابيتال إيكونوميكس» للأبحاث الاقتصادية، بأن «أرقام النشاط بمنطقة اليورو تؤكد السيناريو الذي طرحناه بشأن التشديد الضروري لسياسة البنك المركزي الأوروبي في وقت يدخل فيه الاقتصاد حالة ركود».
أما أداء الجنيه الإسترليني مقابل الدولار؛ فكان أفضل، بحيث سجل سعره 1.1775 دولار عند الساعة 09.15 بتوقيت غرينتش، حيث ظل مؤشر مديري المشتريات البريطاني فوق 50 نقطة في أغسطس.
وتراجعت العملتان لجلسات عدة بعد الإعلان عن وقف تسليم الغاز الروسي عبر خط أنابيب الغاز «نورد ستريم1» في ما بين 31 أغسطس و2 سبتمبر (أيلول) المقبل. ويقول المحلل لدى شركة «ويسترن يونيون»، غيوم دوغان: «في مواجهة خطر النقص الذي يهدد أوروبا هذا الشتاء، نلاحظ حساسية للأسعار إزاء أي خبر سيئ». ويلفت إلى أن اليورو يواجه أيضاً صعوبة في مواجهة الدولارين الأسترالي والكندي، بالإضافة إلى أنها عند أدنى مستوياتها مقابل الفرنك السويسري منذ 2015.
وتدور التساؤلات الآن حول المستوى الذي يمكن أن يتدنى إليه اليورو. ويشير لي هاردمان، وهو محلل لدى مؤسسة «ميتسوبيشي فاينانشيال غروب» المصرفية اليابانية، إلى أن «قوة الدولار تعتمد جزئياً على فكرة أن «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي» سيُصدر رسالة بشأن سياسة نقدية صارمة خلال «ملتقى جاكسون هول» حيث سيجتمع حكام المصارف المركزية في نهاية الأسبوع.
ويتوقع المحللون استمرار تراجع العملة الأوروبية خلال الفترة المقبلة. وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن محلليها يتوقعون تراجع اليورو خلال الربع الثالث من العام الحالي إلى 0.97 دولار. كما يتوقع بنك الاستثمار الأميركي «نومورا إنترناشيونال» تراجع اليورو إلى 0.9775 دولار بنهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وبعد ذلك يمكن للسوق توقع استمرار التراجع إلى 0.95 دولار أو أقل، في ظل استمرار ازدياد حدة أزمة إمدادات الطاقة في أوروبا، والتي قد تؤدي إلى احتمالات حدوث انقطاعات في الكهرباء مع زيادة الواردات الأوروبية.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.