مارك غيلبرت
TT

الأفق الاقتصادي العالمي واضح وضوح الوحل!

ازداد الجدل حول ما إذا كان أكبر اقتصاد في العالم في حالة ركود، أو يتجه نحو الركود، أو أنه قوي بما يكفي لتجنب الركود، تعقيداً. وكشف تقرير التوظيف الأميركي، الصادر الجمعة الماضي، أن إجمالي الوظائف بلغ مستوى قياسياً، وذلك مع إضافة الشركات ضعف عدد العاملين الذي توقعه الخبراء الاقتصاديون. من جانبه، أشار جيسون شينكر، من «بريستيج إكونوميكس»، إلى أن «المكاسب الوظيفية جاءت في يوليو (تموز) هائلة».
وربما يوفر «غوغل تريندز» دليلاً أفضل عن أي تقديرات رسمية صادرة عن المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية، المجموعة التي توثق دورات الأعمال، للتعرف على ما إذا كان الاقتصاد يعاين حالة انكماش، أم لا. من جهته، يرى غاري شيلينغ أن ثمة علاقة ارتباط كبير بما يكفي بين تراجع ثقة المستهلك وظهور كلمة «ركود» في عمليات البحث عبر الإنترنت، الأمر الذي يحسم الجدل الدائر.
إن ارتفاع أسعار الطاقة، وزيادة تكاليف الرهن العقاري، ومخزونات التجزئة الزائدة، وانفجار فقاعة سوق الإسكان، كلها تشير إلى اتجاه يعزز نفسه ذاتياً. وعن هذا، كتب غاري: «المستهلكون قلقون من الركود الاقتصادي، ما يزيد من احتمالية حدوثه».
من ناحيته، سيولي بنك الاحتياطي الفيدرالي لكبح أسعار المستهلكين الأولوية لإبقاء الاقتصاد واقفاً على قدميه. عن هذا الأمر، قال غاري: «مع اشتعال التضخم، يرغب الاحتياطي الفيدرالي بشدة في استعادة مصداقيته».
وقد اعترف أحد البنوك المركزية على نحو لا لبس فيه بأن التوقعات الاقتصادية قاتمة. ورفع بنك إنجلترا، الخميس، سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية، أكبر زيادة له منذ 27 عاماً، ليرتفع المعدل إلى 1.75 في المائة، بالإضافة إلى وصول التضخم إلى ذروته عند مستوى يفوق 13 في المائة هذا العام، مقارنة مع المستوى الذي كان مستهدفاً والبالغ 2 في المائة. ويتوقع خبراء أن تعايش المملكة المتحدة عامين طويلين دونما أي نمو.
من ناحيته، لا يتذكر جون أوثرز أي حقبة ماضية اتسم خلالها صانعو السياسات في أي دولة صناعية كبيرة بهذا القدر البالغ من السلبية تجاه آفاق اقتصادهم. إن توقع ارتفاع كبير في الأسعار الاستهلاكية مصحوباً بركود حاد ـ وارتفاع تكاليف الاقتراض ـ يكشف صراحة مذهلة من جانب بنك إنجلترا. وقال جون: «يقضي كثير منا وقته في المطالبة بمزيد من الصدق من جانب البنوك المركزية، وهذا ما يصبح عليه حالنا عندما نحصل على ما طلبناه».
أما دان موس، فيبدي اقتناعاً أقل بفكرة أن محافظي البنوك المركزية لديهم الجرأة الجماعية «لتحمل الركود، إن لم يكن التدخل المباشر في خلقه». ويشير إلى بيان صادر هذا الأسبوع من بنك الاحتياطي الأسترالي، الذي احتذى حذو بنك إنجلترا في رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، في الوقت الذي توقع فيه نمواً أضعف وتضخماً أسرع، لكنه أكد في الوقت ذاته، أهمية «الإبقاء على الاقتصاد في حالة توازن».
واقترح دان مراقبة البنك المركزي النيوزيلندي عن قرب، الذي تحرك مبكراً نحو تشديد سياساته ويشهد الآن معدلات بطالة أعلى في الوقت نفسه الذي تنخفض فيه أسعار المنازل وتتراجع ثقة الأعمال والمستهلكين. وقال دان: «السباق للتفوق على بعضنا من خلال مزيد من الارتفاعات الكبيرة سيهدأ قريباً».
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»