علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

لماذا الرفع؟

الزيادة الجديدة في أسعار الفائدة تعد أكبر زيادة في الفائدة منذ عام 1994 ميلادية، الـ«Federal Reserve» رفع الفائدة بتاريخ 15 يونيو (حزيران) 2022 ميلادية للمرة الثالثة خلال العام بـ0.75 نقطة.
فلماذا تم رفع الفائدة؟ رفع الفائدة جاء لمحاربة التضخم المتسارع جداً منذ عاماً.
رفع الفائدة جاء بسبب تقرير «أسعار المستهلك»، الذي يفيد بأنه هناك تضخم بأسعار المنتجات بشكل عام، وهو الذي حفز الـ«feds» لرفع الفائدة بشكل كبير.
المخاطرة الكبيرة هو أن يحصل كساد في الأسواق، وهذا الكساد عبر عنه مؤشر الـ«S&P 500» الذي انخفض 20 في المائة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
ماذا يحاول أن يفعل الاحتياطي الفيدرالي؟ تدرس «اللجنة الفيدرالية للسوق الحر أو المفتوح»، وهي اللجنة التشريعية للاحتياطي الفيدرالي، متى يتم رفع الفائدة؟ وبمقدار كم ترفعها؟ لمحاربة التضخم.
كان من المتوقع أن ترفع الفائدة بمقدار 0.50 في المائة فقط، لكن الخبراء توقعوا أن تزيد هذه النسبة بناء على المعطيات.
الخبراء يخشون أن يقوم الـ«feds» بإبطاء عملية النمو الاقتصادي من خلال رفع الفائدة.
بينما دور الاحتياطي الفيدرالي هو أن يزيد معدلات التوظيف ويخفض الأسعار في الوقت نفسه، وهي معادلة صعبة. وعادة ما يتم إعطاء أولوية لأحد هذين الأمرين.
في الوضع الحالي، الاقتصاد قوي ومعدلات البطالة منخفضة، مما يجعل الفيدرالي يركز على خفض التضخم. المشكلة تكمن في أن التضخم عالٍ جداً بمعدل سنوي 8.6 في المائة! وخفض هذه النسبة يتطلب فائدة هي الأعلى بالتاريخ مما قد يضعف الاقتصاد. وهذا ما يجعل الفيدرالي يحاول أن يطبق ما يسمى بـ«الهبوط السلس».
والهبوط السلس هو ما يحاول الفيدرالي تنفيذه، وهو خفض التضخم، ونتيجة لذلك خفض النمو الاقتصادي بدون التسبب في كساد.
فهل هناك طريقة لمعرفة ما قد يفعله الفيدرالي خطوةً تاليةً؟
عندما تجتمع لجنة السوق الحر تعلن نتائج اجتماعها حتى تطلع أسواق الأموال على المحادثات والتوجهات العامة للأموال ولا يؤخذون على حين غرة.
يوجد توقع بأن الفيدرالي سيرفع الفائدة بنسبة 4 في المائة حتى عام ، وبعدها ستبدأ بالانخفاض في ، وبعض الخبراء يفترض أن الفيدرالي لا بد أن يرفع الفائدة حتى 4 في المائة قبل نهاية 2022.
عندما ترتفع الفائدة سيعاني الكثير مِن مَن يرغبون في تملك المنازل، وسيعاني الكثير من التجار في التوسع والتطوير وغيره.
في النهاية رفع الفائدة يبطئ عملية النمو الاقتصادي ولو حافظ على التضخم. وكأي عمل بشري فإن رفع الفائدة له أضرار جانبية، فصحيح أن الفائدة تلجم الاقتصاد، ولكنها تبطئ نمو اقتصاد أي بلد يرفع الفائدة. ودمتم.