صهر الرئيس اللبناني يهدد بحملة جديدة لتصفية «الخونة» داخل «الوطني الحر»

قال إن تكلفة بقاء البعض صارت أكبر من تكلفة خروجهم

TT

صهر الرئيس اللبناني يهدد بحملة جديدة لتصفية «الخونة» داخل «الوطني الحر»

فتح رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل معركة مبكرة لتصفية حسابات مع الكوادر والمحازبين، بعد تحميلهم مسؤولية الإخفاقات التي أصابت التيار البرتقالي في عدد من الدوائر، ووصفهم بـ«الخونة» الذين لا مكان لهم في صفوف تياره بعد اليوم.
وقال باسيل في تغريدة له: «المحاسبة في التيار صارت ضرورية على كل المستويات، لا نستطيع أن نبقى محكومين بنظرية أنه لا يمكن أن نخسر أحداً... لأن تكلفة بقاء البعض من دون محاسبة صارت أكبر من تكلفة خروجهم».
ولا يعد هذا الإجراء الأول في التيار الذي خضع لثلاثة اختبارات من هذا النوع، بدأت في العام 2006 بعد انشقاق اللواء عصام أبو جمرا عن التيار الذي أسسه الجنرال ميشال عون، إثر توقيع ورقة التفاهم مع «حزب الله» في العام 2006، ثم توالت حركة الاعتراض داخل التيار، وتنامت بعد توقيع اتفاق مع «تيار المستقبل» أدى إلى وصول عون إلى الرئاسة في العام 2016.
في 27 أغسطس (آب) 2015 انتخب جبران باسيل رئيسا للتيار الوطني الحر. وأول ضحايا حركة الاعتراض تلك كانت المجموعة المؤسسة للتيار، التي اعترضت بعد تنامي نفوذ باسيل في التيار وترؤسه، ومن أبرز المعترضين زياد عبس ونعيم عون وأنطوان نصر الله وغيرهم... فعاجلهم باسيل بالطرد من التيار في العام 2016 قبل أن تتنامى حركة الاعتراض في العام 2019 على أثر الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في بيروت، والمعارضة لمقاربات باسيل السياسية... وطُرد من التيار في العام 2019 قياديون أبرزهم رمزي كنج.
وتصاعدت حركة الاعتراض قبيل الانتخابات النيابية التي أدت إلى انسحاب النائب السابق ماريو عون واستقالة النائب السابق حكمت ديب. وأظهرت أرقام «التيار» تراجعاً في قاعدته الانتخابية، فضلاً عن خسارة مقعدين في جزين لطالما كانا بحوزته، ما دفع باسيل للتوعد بالمحاسبة.
واستغرب نائب رئيس الحكومة الأسبق اللواء عصام أبو جمرا، التجاوز في كلام باسيل، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، خصوصاً لمن خسر معركته الانتخابية». ورأى أبو جمرا أنه «يكفي التيار خسارات وخيبات بسبب سياسة جبران التدميرية، التي لم تبق له صديقاً داخل تياره وداخل البلد، خصوصاً أن حلفاءه (في إشارة إلى حزب الله) ضبوا أسلحتهم بعد الانتخابات، وعليه أن يلزم حدوده».
وكان أبو جمرا أول من غادر صفوف التيار العوني نتيجة خلاف مستحكم مع عون على كيفية إدارة شؤون التيار ومشاركته في السلطة، إلا أنه يرفض الآن الحملات التي يشنها باسيل على الكوادر، ويحملهم تبعات إخفاقاته، ويعتبر اتهاماته «تجنياً سياسياً ومحاولة لإلقاء الفشل على الآخرين، فإذا كان لا يزال واقفاً على رجليه فبفضل هؤلاء، وعليه أن يرحل هو قبل أن يهدد بترحيلهم». وتابع أبو جمرا «أساس المشكلة ليست في جبران بل في عمه (الرئيس ميشال عون)، الخطأ يتحمله الكبير (…) وليس الصغير، الذي كلما تلقى ضربة نفش ريشه كالطاووس». وخلص أبو جمرا إلى قوله: «الولد ولد ولو حكم البلد».
الحملة المتواصلة لرئيس التيار البرتقالي على قياديين وكوادر، لا يجد فيها القيادي في التيار «تصفية حسابات»، بل تعد تقييماً لأداء هؤلاء وعملية مساءلة، وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل الأحزاب السياسية تخضع لمراجعة ومحاسبة ذاتية عقب كل استحقاق». وقال: «نعم هناك أشخاص أخطأوا ولا بد من مساءلتهم وفق ما ينص النظام الداخلي لتيارنا، نحن أمام محاسبة داخلية وإعادة تقييم لمرحلة معينة».
الأسباب التخفيفية لمواقف باسيل لم تقنع قياديين خرجوا باكراً، فاعتبر الناشط السياسي نعيم عون أن جبران «يعيش وهم القوة، ويتباهى بكتلة نيابية نصف أعضائها لم يصلوا بأصوات المسيحيين»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «المسؤول عن المشكل الذي وصل إليه التيار من دون أن يحاسب نفسه، بينما يحمل مسؤولية إخفاقاته للآخرين». وذكر بما كان عليه وضع التيار وكيف أصبح الآن. وقال: «تصعيد جبران ليس دليل قوة، بل دليل خوف من المستقبل القريب، لذلك يحاول أن يعوض عن خسارته وإخفاقاته بالصوت العالي»، مذكراً أنه «في انتخابات العام 2005 كان التيار الوطني الحر يمثل 70 في المائة من المسيحيين، واليوم تمثيله لا يتعدى الـ20 أو 22 في المائة منهم». وشدد على أن «ركائز بناء المؤسسة تقوم على المبدأ والتنظيم والاستراتيجية، لكن جبران بنى ركيزة وحيدة هي السلطة والمصالح، وهو ما أدى إلى انهيار بنيان تياره».
ويعد نعيم عون ابن شقيق الرئيس ميشال عون، والذي بقي إلى جانبه في منفاه الباريسي، من أشد المعارضين لهذا التيار حالياً، وهو يرى أن «لبنان في أزمة كبيرة، ويجب على كل الفائزين بالانتخابات أن يمدوا أيديهم لإنقاذ البلد»، مستغرباً كيف أن جبران باسيل «بدأ هجوماً على الجميع من دون مبرر، وهذا دليل على أنه يعيش إفلاساً سياسيا واضحاً، فعندما كانت لديه كتلة من 40 نائباً وحكومات أكثرية خاضعة لنفوذه، وعهد جير كل طاقاته لمصالح هذا الرجل مني بفشل ساحق، فما هي مقومات نجاحه اليوم في الأيام الأخيرة من عمر العهد، وفي ظل الانهيار الذي يعيشه لبنان وكان هو أبرز مسببيه؟». وحذر نعيم عون من مرحلة صعبة للغاية، لن يحقق فيها جبران باسيل أي مكسب، معتبراً أن رئيس التيار الحر «استمد قوته في السنوات الماضية من توقيع رئيس الجمهورية، لكن بعد خروج الجنرال عون من قصر بعبدا سيصبح الأضعف». ولخص نعيم عون تصعيد باسيل بأنه «كمن يسير في الليل خائفاً ويصفر وحيداً ليؤنس نفسه».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«حزب الله» يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل

نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ تم إطلاقها من لبنان (ا.ف.ب)
نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ تم إطلاقها من لبنان (ا.ف.ب)
TT

«حزب الله» يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل

نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ تم إطلاقها من لبنان (ا.ف.ب)
نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ تم إطلاقها من لبنان (ا.ف.ب)

وأضافت الجماعة في بيان على «تليغرام» أن مقاتليها حققوا «إصابة مباشرة» بالمبنى، وأن العملية تأتي «دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة .. ورداً على اعتداءات إسرائيل على القرى الجنوبية الصامدة، وخصوصاً في طير حرفا».

وفي وقت سابق، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن شخصين قُتلا في غارة نفذتها طائرة إسرائيلية مسيرة في بلدة طيرحرفا بجنوب لبنان.

وأضافت أن عدداً آخر أصيب في القصف الذي استهدف «بشكل مباشر» فريقاً من عمال شركة (إم.تي.سي تاتش) كان يجري أعمال صيانة لإحدى محطات الإرسال في البلدة.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجماعة حزب الله وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.


إسرائيل لن تتجاوز «الخط الأحمر» في رفح

إسرائيل لن تتجاوز «الخط الأحمر» في رفح
TT

إسرائيل لن تتجاوز «الخط الأحمر» في رفح

إسرائيل لن تتجاوز «الخط الأحمر» في رفح

وافق مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل على «توسيع محسوب» لعملية الجيش في رفح، على الرغم من إصداره تعليمات للمفاوضين بمواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق حول الهدنة.

ونقل موقع «أكسيوس»، أمس، عن مصدرين لم يحددهما، أن التوسع لن يتجاوز «الخط الأحمر» الذي وضعه الرئيس الأميركي جو بايدن، بينما قال مصدر ثالث إن توسيع العملية يمكن عدُّه تجاوزاً للخط الذي حدده بايدن الذي علّق بالفعل إرسال بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل.

في غضون ذلك، سيطرت دبابات إسرائيلية على الطريق الرئيسية التي تفصل بين النصفين الشرقي والغربي لرفح، ما أدى إلى تطويق كامل لـ«المنطقة الحمراء» في الجانب الشرقي من المدينة.

في المقابل، لمّح مصدر فلسطيني قريب من «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إلى احتمال تحوّل القتال في غزة إلى ما يشبه «حرب استنزاف»، قائلاً إن ذلك «وارد وطبيعي؛ لأن المقاومة أعادت تموضعها حتى في المناطق التي اجتاحها الاحتلال ودمرها، فكيف بمنطقة رفح التي حضّرت نفسها جيداً لهذا اليوم».

تزامن ذلك، مع تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية ساحقة - 143 دولة من أصل 193 - على قرار يمنح فلسطين «حقوقاً وامتيازات» جديدة في المنظمات الدولية. ويدعو القرار مجلس الأمن إلى إعادة النظر في الطلب لتصبح فلسطين الدولة الـ194 في المنتديات العالمية.

وتُعدّ هذه الخطوة «رمزية»، لكنها أثارت غضب كل من إسرائيل والولايات المتحدة. واعترضت 9 دول فقط، وامتنعت 25 دولة عن التصويت من الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة.


العراق لطي صفحة بعثة «يونامي»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
TT

العراق لطي صفحة بعثة «يونامي»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)

حددت الحكومة العراقية يناير (كانون الثاني) 2025 موعداً لإنهاء مهمة البعثة الدولية «يونامي»، وقالت إنها «لم تعد بحاجة إلى دورها السياسي».

وبعث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس (الجمعة)، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تضمّنت اعتراضات على فريق دولي «تواصَل مع جهات غير رسمية» لتقييم حالة العراق.

وذكّر السوداني بطلب سابق للعراق لتقليص ولاية البعثة، لكن مجلس الأمن «شكّل فريق الاستعراض الاستراتيجي؛ لبيان الحاجة إلى استمرار البعثة».

وجاء في رسالة السوداني: «لم يقتصر تشاور الفريق مع الحكومة العراقية، بل امتد إلى أطراف لم يكن لها دور عند إنشاء البعثة عام 2003».

وقال رئيس الوزراء العراقي إن «مسوغات وجود بعثة سياسية في العراق لم تعد متوافرة بعد الآن». ودعا غوتيريش لإنهاء ولاية البعثة قبل 31 يناير 2025، على أن يقتصر دورها خلال الفترة المتبقية على «التنمية والمناخ والإصلاح الاقتصادي».

وتأسست «يونامي»، وهي بعثة سياسية خاصة، عام 2003، بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 1500، بناءً على طلب حكومة العراق بعد إطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين.


حرب الجنوب تقتل «حلم الصيف» اللبناني

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

حرب الجنوب تقتل «حلم الصيف» اللبناني

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

نسفت حرب الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» الآمال بـ«حلم الصيف اللبناني»، وبات أصحاب المؤسسات السياحية ينظرون بتشاؤم إلى الموسم المقبل، الذي كان كثيرون يراهنون عليه لتحريك عجلة الاقتصاد.

وجاءت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بأن صيف لبنان «سيكون ساخناً»، لتزيد القلق من ضرب الموسم السياحي الذي لا تعكس مؤشراته الحالية تفاؤلاً كبيراً، وهو أمر أكدته تصريحات لنقيب الفنادق بيار الأشقر الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن مجرّد التهديد بصيف ساخن واستمرار الحرب في الجنوب يُعدّان «أسباباً كافية لعدم إقدام عدد كبير من المغتربين والسيّاح على الحجز للمجيء إلى لبنان». ولفت إلى أن «مؤشرات الحجوزات (في الفنادق) تبدأ عادة بالظهور في أوائل شهر مايو (أيار)، لكنها هذا العام معدومة».

ويتحسّر الأشقر على موسم الصيف عام 2023، قائلاً: «كان الموسم ممتازاً بعد 3 سنوات من الانتكاسة، وكنا قد بدأنا بمرحلة النمو وأسهم في ذلك قدوم أعداد كبيرة من السيّاح الأجانب. لكن اليوم، مع تحذيرات السفارات لمواطنيها بعدم القدوم إلى لبنان، طبعاً لن يغامروا (السياح) بالمجيء، علماً أن سبب نجاح الموسم السياحي العام الماضي كان بشكل أساسي بسبب أعداد السياح الأجانب الذين أتوا إلى لبنان». وعلى هذا الأساس، يعدّ الأشقر أن الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه خلال الأزمة الاقتصادية، حيث كان السياح يأتون إلى لبنان بعيداً عن أي تحذيرات أو مخاوف.


مجلس الأمن يطالب بالتحقيق في مقابر جماعية بغزة

جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)
جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن يطالب بالتحقيق في مقابر جماعية بغزة

جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)
جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)

دعا مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، إلى إجراء تحقيق في مقابر جماعية اكتُشفت قرب مرافق صحية في قطاع غزة.

ويذكر أنه تم العثور على مقابر تحتوي على عدة مئات من الجثث قرب «مستشفى ناصر» في خان يونس ومستشفى «الشفاء» في مدينة غزة في الأسابيعالأخيرة.

وكان مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد قال الشهر الماضي نقلا عن سلطات الدفاع المدني الفلسطينية، إن بعض الجثث كانت مقيدة الأيدي.

وبموجب القانون الإنساني الدولي، تتمتع المستشفيات والمؤسسات الطبية الأخرى بإجراءات حماية خاصة.

وزعم الجانب الإسرائيلي إن الاتهامات بأن القوات الإسرائيلية دفنت جثث الفلسطينيين لا أساس لها من الصحة. وقال مسؤولون إن الجنود الإسرائيليين قاموا فقط بتفتيش القبور بحثا عن رهائن إسرائيليين.

وجاء في بيان صادر عن البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة أن «مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى إجراء تحقيقات فورية ومستقلة

ودقيقة وشاملة وشفافة ومحايدة في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في منشأتي ناصر والشفاء الطبيتين في غزة».

وأضاف البيان: «يجب أن تكون هناك محاسبة على انتهاكات القانون الدولي»، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.


ماذا يعني تأييد «غالبية دول الأمم المتحدة» لعضوية فلسطين في المنظمة؟

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)
TT

ماذا يعني تأييد «غالبية دول الأمم المتحدة» لعضوية فلسطين في المنظمة؟

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)

عدّت غالبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، أن الفلسطينيين لهم الحق في عضوية كاملة بالمنظمة الدولية، في تصويت أثار غضب إسرائيل، وقررت منحهم بعض الحقوق الإضافية في ظل غياب انضمام فعلي عرقلته الولايات المتحدة باستخدامها «الفيتو» في مجلس الأمن.

وقال مندوب الإمارات محمد عيسى أبو شهاب متحدثاً باسم الدول العربية، إن هذا القرار «سيترك أثراً مهماً على مستقبل الشعب الفلسطيني»، رغم أنه «لا يمثل في حد ذاته إنصافاً لدولة فلسطين، لأنها وإن مُنحت حقوقاً إضافية، ستبقى دولة مراقبة لا تتمتع بحق التصويت في الجمعية العامة أو الترشح لهيئات الأمم المتحدة».

تكرار لمطلب قديم

وفي مواجهة الحرب في غزة، كرّر الفلسطينيون مطلع أبريل (نيسان) طلباً تقدموا به عام 2011، ويسعون عبره إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، حيث تتمتع حالياً بصفة «دولة غير عضو لها صفة مراقب».

ويتطلّب منح العضوية الكاملة، قبل التصويت في الجمعية العامة بغالبية الثلثين، توصية إيجابية من مجلس الأمن. لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بهذا الشأن في 18 أبريل.

ورغم أن الجمعية العامة لا يمكنها تجاوز هذا «الفيتو»، قرر الفلسطينيون التوجه إلى الدول الأعضاء الـ193 ليثبتوا بذلك أنه من دون «الفيتو» الأميركي كانوا ليحصلوا على غالبية الثلثين اللازمة للمصادقة على العضوية.

ويعدّ مشروع القرار الذي قدمته الإمارات واعتمد بغالبية 143 صوتاً ومعارضة 9 وامتناع 25 عن التصويت، أن «فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة وفقاً للمادة 4 من الميثاق، وبالتالي ينبغي قبولها عضواً في الأمم المتحدة».

كما يوصي مجلس الأمن «بإعادة النظر في المسألة بشكل إيجابي».

حلقة دبلوماسية مفرغة

وأوضح المحلل في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان: «قد نجد أنفسنا في حلقة دبلوماسية مفرغة مع دعوة الجمعية العامة المجلس بشكل متكرر إلى قبول العضوية الفلسطينية واستخدام الولايات المتحدة (الفيتو) ضدها».

ومن هذا المنظور، يقترح النص منح مجموعة من «الحقوق والامتيازات الإضافية» للفلسطينيين دون تأخير «استثنائياً ومن دون أن يشكّل سابقة» بدءاً من الدورة 79 للجمعية العامة في سبتمبر (أيلول).

والنص الذي يستبعد بشكل واضح حق التصويت والترشح لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، يسمح للفلسطينيين على سبيل المثال بتقديم مقترحات وتعديلات بشكل مباشر من دون المرور بدولة ثالثة، وفق ما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

ورغم أن هذه الإجراءات رمزية إلى حد كبير، فإن إسرائيل التي ترفض حكومتها حل الدولتين، استهجنت القرار. كما أبدت الولايات المتحدة التي صوتت ضد القرار، تحفظاتها عن هذه المبادرة.


البيت الأبيض: التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة لا يزال ممكناً

جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)
جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)
TT

البيت الأبيض: التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة لا يزال ممكناً

جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)
جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)

قال البيت الأبيض، الجمعة، إن المحادثات وجهاً لوجه بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مقابل تحرير الرهائن انتهت دون التوصل إلى اتفاق.

وأضاف جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مؤتمر صحافي: «الولايات المتحدة تعتقد أنه لا يزال من الممكن سد الفجوات المتبقية».

وذكر أن الولايات المتحدة تراقب بقلق العملية الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وتريد إعادة فتح معبر رفح على الفور.

وتابع كيربي عن العملية العسكرية في رفح: «نحن بالطبع نراقب (العملية) بقلق، لكنني لن أذهب إلى حدّ قول إن ما رأيناه هنا في الساعات الـ24 الأخيرة يحمل معنى عملية برية كبيرة أو واسعة النطاق، أو أنه يدل على ذلك».

وبدأت إسرائيل عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة يوم الاثنين الماضي، وسيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما أدى لإغلاقه وتوقف حركة الأفراد وشاحنات المساعدات.

وتسعى إسرائيل للقضاء على 4 كتائب من حركة «حماس» تعمل في المنطقة.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر من فصائل فلسطينية مختلفة، والقوات الإسرائيلية في مناطق شرق رفح.


ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 34 ألفاً و943 قتيلاً

عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)
عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)
TT

ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 34 ألفاً و943 قتيلاً

عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)
عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)

أفادت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، بأن حصيلة الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ارتفعت إلى 34 ألفا و943 قتيلا.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه تم إحصاء 39 قتيلا على الأقل خلال 24 ساعة، لافتة النظر إلى أن عدد الجرحى الإجمالي بلغ 78 ألفا و572، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعدما نفذت حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى هجوما على جنوب إسرائيل.

وتقصف إسرائيل القطاع من البر والبحر والجو، وبدأت عملية برية منذ 27 أكتوبر، ووافقت «حماس»، الاثنين الماضي، على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، قبل ساعات قليلة من دخول القوات الإسرائيلية إلى معبر رفح لبدء عملية عسكرية أقصى جنوب القطاع.


«حماس»: سنجري مشاورات لإعادة النظر في استراتيجية التفاوض

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
TT

«حماس»: سنجري مشاورات لإعادة النظر في استراتيجية التفاوض

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)

قالت حركة «حماس»، الجمعة، إنها ستجري مشاورات مع «قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية» من أجل إعادة النظر في استراتيجية التفاوض.

وأوضحت الحركة، في بيان، أنها تعاملت «بكل مسؤولية وإيجابية مع جهود الوسطاء، وأبدت ما يلزم من مرونة لتسهيل الوصول لاتفاق يحقّق وقف إطلاق النار بشكل دائم». وأكدت أن رفض إسرائيل مقترح الوسطاء، من خلال ما وضعته من تعديلات عليه «أعاد الأمور إلى المربع الأول».

وأضافت: «هجوم جيش العدو على رفح واحتلال المعبر مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، يؤكدان أن الاحتلال يتهرَّب من التوصل لاتفاق».

وأشارت «حماس» إلى أن نتنياهو وحكومته يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على رفح واحتلال المعبر، و«مواصلة حرب الإبادة ضد شعبنا»، ويتحمَّلان كامل المسؤولية عن عرقلة التوصّل لاتفاق، مؤكدة أن الهجوم على رفح لن يكون نزهة.


حرب جنوب لبنان تنسف آمال القطاع السياحي بصيف واعد

الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)
الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)
TT

حرب جنوب لبنان تنسف آمال القطاع السياحي بصيف واعد

الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)
الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)

ينظر أصحاب المؤسسات السياحية في لبنان بتشاؤم إلى موسم الصيف المقبل متحسّرين على صيف عام 2023 الذي كان الأفضل بعد 3 سنوات من الانتكاسة، ما جعلهم يعوّلون عليه ليكون بداية استعادة النمو، قبل أن تبدأ الحرب في الجنوب، وتنسف كل الآمال.

وتأتي اليوم التهديدات الإسرائيلية بأن الصيف «سيكون ساخناً في لبنان»، لتزيد القلق من ضرب الموسم السياحي الذي لا تعكس مؤشراته تفاؤلاً كبيراً، وهو ما يتحدث عنه نقيب الفنادق بيار الأشقر واصفاً نسبة الحجوزات في الفنادق منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) بـ«المعدومة». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «مجرّد التهديد بالصيف الساخن، إضافة إلى استمرار الحرب في الجنوب سببان كافيان لعدم إقدام عدد كبير من المغتربين والسياح على الحجز للمجيء إلى لبنان»، لافتاً إلى أن مؤشرات الحجوزات تبدأ عادة الظهور في أوائل شهر مايو (أيار)، لكن هذا العام هي معدومة.

تجدر الإشارة إلى أن معظم الفنادق وأكبرها في بيروت تقفل بشكل جزئي من دون أن تعلن ذلك، وفق الأشقر، مشيراً كذلك إلى أن 90 في المائة من الفنادق في جبل لبنان معظمها مغلق بشكل نهائي، وإن كان أصحابها لم يعلنوا ذلك، وهو ما انعكس على عدد الموظفين بحيث بات الاعتماد على عدد قليل منهم بانتظار ما سيؤول إليه الوضع في المرحلة المقبلة.

ويتحسّر الأشقر على موسم الصيف العام الماضي قائلاً: «كان الموسم ممتازاً بعد 3 سنوات من الانتكاسة، وكنا قد بدأنا بمرحلة النمو، وأسهم في ذلك قدوم أعداد كبيرة من السياح الأجانب، لكن اليوم ومع تحذيرات السفارات لمواطنيها بعدم القدوم إلى لبنان طبعاً لن يغامروا بالمجيء، علماً بأن سبب نجاح الموسم السياحي العام الماضي كان بشكل أساسي بسبب أعداد السياح الأجانب الذين أتوا إلى لبنان»، من هنا، يرى أن الوضع اليوم هو أسوأ مما كان عليه خلال الأزمة الاقتصادية، حيث كان السياح يأتون إلى لبنان بعيداً عن أي تحذيرات أو مخاوف.

وفي حين يؤكد الأشقر أنه مجرّد الإعلان عن وقف إطلاق النار سترتفع مؤشرات الحجوزات، يوضح: «هذا الشهر وبداية الشهر المقبل، مرحلتان حاسمتان بالنسبة إلى الموسم السياحي في لبنان، فإذا توقفت الحرب فسنشهد فوراً ارتفاعاً في الحجوزات، أما إذا استمرت أسابيع مقبلة فسيفوتنا القطار، ويوماً بعد يوم سنخسر موسم الصيف».

مع العلم، أن الاقتصاد في لبنان يعتمد في جزء كبير منه على السياحة، بحيث يشكل القطاع السياحي 40 في المائة من الناتج المحلي، وهو ما سيخسره لبنان هذا العام في حال استمرار الوضع الأمني في الجنوب على ما هو عليه أو توسّع الحرب.

ويقول الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان لـ«الشرق الأوسط»: «إن السياحة هي التي تحرك الاقتصاد اللبناني، ومن ثم إذا لم يكن الموسم واعداً لن تدخل العملة الصعبة إلى البلد، وسيتباطأ الاستهلاك الذي عادة ما ينشط في المواسم، وينعكس على العمل في القطاعات السياحية، إضافة إلى أن ذلك سيؤدي إلى صرف موظفين، وبالتالي إلى زيادة في نسبة البطالة بين الشباب اللبناني».

وفي حين يفضّل الأشقر انتهاء العام لتقدير الخسائر، مشيراً إلى أن إيرادات القطاع السياحي المباشرة بلغت العام الماضي نحو 3 مليارات ونصف المليار، يقدّر أبو سليمان خسائر القطاع السياحي خلال أشهر الحرب الثمانية بـ200 مليون دولار أميركي، متوقفاً عند الحركة التي شهدها قطاع المطاعم والمقاهي لا سيما في مرحلة الأعياد، بينما يبقى الخاسر الأكبر هو قطاع الفنادق.

ويذكّر الأشقر بالمهرجانات التي عمّت المناطق من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، الصيف الماضي، وبعضها لم يكن موجوداً على الخريطة السياحية، بحيث عمدت كل قرية صغيرة إلى تنظيم مهرجان إضافة إلى افتتاح عدد كبير من المطاعم والمقاهي، ما انعكس انتعاشاً للمناطق سياحياً واقتصادياً، «لكن يبدو واضحاً أن هذه المهرجانات ستغيب هذا العام».

وجرت العادة في لبنان أن يبدأ الإعلان عن المهرجانات الكبرى في النصف الأول من كل عام، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لأن المنظمين لا يغامرون بتوقيع العقود مع فنانين أجانب في ظل ضبابية الوضع الأمني في لبنان، وبالتالي فإن معظم المهرجانات ستغيب هذا العام، وأبرزها مهرجانات بعلبك لقربها من المناطق التي تتعرض في بعض الأحيان لقصف إسرائيلي. وتقول مصادر مقربة من قطاع المهرجانات: «إذا توقفت الحرب في الأسابيع المقبلة قد يعمد بعض منظمي المهرجانات إلى تنظيم حفلات محدودة». لكن في المقابل، يسجّل تنظيم حفلات كبرى في لبنان لفنانين من الصف الأول لبنانيين وعرب، على غرار وائل كفوري وشيرين وتامر حسني.

وبينما يعوّل القطاع السياحي في لبنان بشكل أساسي على المغتربين إضافة إلى السياح، يعيش اليوم معظم اللبنانيين في الخارج مرحلة من القلق والتردّد في المجيء إلى لبنان، في ظل الوضع الأمني والخوف من توسّع الحرب. وتقول إحدى الأمهات التي تنتظر ولديها في كل إجازة لزيارتها: «يريدان المجيء لتمضية عطلة الصيف، لكنهما يتريثان قليلاً أملاً بأن تتضح الصورة أكثر في الأيام المقبلة»، لكنها تتوقف عند مشكلة أخرى، وهي أسعار تذاكر السفر التي تسجّل في هذه المرحلة ارتفاعاً كبيراً، ما يطرح علامة استفهام»، آملة أن يتخذ قرار وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وأن يسهم هذا الأمر في تراجع أسعار التذاكر قليلاً كي تشجّع الجميع على زيارة لبنان»، مؤكدة: «أولادي كما أولاد معظم اللبنانيين المغتربين لا يمكنهم إلا أن يزوروا عائلاتهم».

وكان عدد الوافدين إلى لبنان في العام الماضي قد وصل إلى قرابة المليون ونصف، بحيث أظهرت أرقام مطار رفيق الحريري الدولي، وصول مليون و300 ألف وافد بين أشهر يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وأغسطس (آب)، بينما تراوحت نسبة الحجوزات في الفنادق بين 80 و100 في المائة في هذه الأشهر، وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على قطاعات سياحية أخرى أبرزها المطاعم والمقاهي وشركات تأجير السيارات.