ازدياد الإصابات بارتفاع ضغط الدم الحملي

ازدياد الإصابات بارتفاع ضغط الدم الحملي
TT

ازدياد الإصابات بارتفاع ضغط الدم الحملي

ازدياد الإصابات بارتفاع ضغط الدم الحملي

يزداد الاهتمام الطبي بحالات ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، نتيجة ملاحظة أوساط طب النساء والتوليد ارتفاع الإصابات به خلال السنوات القليلة الماضية، وفق ما أفاد به تقرير حديث للمراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها CDC. ومن جانب آخر طمأنت دراسة بريطانية حديثة إلى أن حرص الحامل على مواعيد زيارة «عيادات متابعة الحمل» يغني عن القلق من احتمال الإصابة نوعية «ارتفاع ضغط الدم الحملي عالي الخطورة» على الحمل والجنين والأم نفسها، دون التنبه إلى ذلك في وقت مبكر.

- زيادة الإصابات
> وكان التقرير الأسبوعي للمراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها الصادر في 29 أبريل (نيسان) الماضي، قد أفاد أن معدلات إصابة الحوامل في الولايات المتحدة بارتفاع ضغط الدم آخذة في الزيادة، وتحدث الآن بمعدل حالة واحدة على الأقل من بين كل سبع حالات حمل، أي رصدت حالياً لدى حوالي 16 في المائة من الحوامل، في حين أن تلك النسبة كانت 13 في المائة في عام 2017. وأضاف التقرير أن مقدار العمر كان عاملاً مهماً، حيث كانت النسبة 31 في المائة بين الحوامل اللواتي أعمارهن أعلى من 45 سنة. ونبهت المراكز إلى أن: «ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية. وهو سبب رئيسي للوفاة المرتبطة بالحمل في الولايات المتحدة. وأن حوالي ثلث النساء اللواتي توفين أثناء الولادة كان لديهن مرض ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل». واعتبرت المراكز أن هذه الأرقام الحالية «مقلقة»، وأنها تظهر الحاجة إلى تحسين الوقاية من ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل، والكشف المبكر عنه، وعلاج دون تأخير أثناء الحمل. وإضافة إلى الحمل في مراحل متأخرة من فترة الإخصاب (فوق سن الأربعين)، أشار التقرير إلى أن عوامل أخرى مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل كالسمنة ومرض السكري، وكلها عوامل ارتفعت نسبتها في الولايات المتحدة.
وعلقت الدكتورة جانيت رايت، مديرة قسم أمراض القلب والوقاية من السكتات الدماغية في المركز الوطني للوقاية من الأمراض المزمنة وتعزيز الصحة، قائلة: «هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للأطباء استخدامها لتحديد ومراقبة وإدارة معالجة الحوامل اللواتي يعانين من اضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، لمنع المضاعفات الشديدة والوفيات. ومن الأمثلة الرائعة على ذلك المراقبة المنزلية لضغط الدم أثناء الحمل وبعده».

- عيادات الحوامل
> وفي هذا الجانب، أي القياس المنزلي لضغط الدم لمراقبته عن كثب BP Self - Monitoring، فحصت الدراسة البريطانية الجديدة جدوى تأثير المراقبة الذاتية لضغط الدم بالقياس المنزلي للحامل. وحاول الباحثون الإجابة على سؤال: هل تؤدي المراقبة الذاتية لضغط الدم من قبل الحوامل المعرضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل Preeclampsia إلى الكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، مقارنة بقياس ضغط الدم خلال الزيارات المعتادة لعيادات متابعة الحمل Antenatal Care؟
ووفق ما نشر ضمن عدد 3 مايو (أيار) الحالي من مجلة جاما الطبية JAMA، أفاد الباحثون أن سبب إجرائهم هذه الدراسة هو أن المراقبة الذاتية لضغط الدم ثبتت جدواها في الاكتشاف المبكر لحالات ارتفاع ضغط الدم لدى عموم الناس من الذكور والإناث. ولكن بعد متابعة لحوالي 2500 حامل، لم يجد الباحثون فرقاً كبيراً بين المراقبة الذاتية المنزلية لضغط الدم وبين المتابعة المنتظمة في عيادات متابعة الحمل، في الاكتشاف المبكر لحالات ارتفاع ضغط الدم الحملي.
وصحيح أن من المنطقي أن تؤدي المراقبة الذاتية المنزلية لضغط الدم، من قبل غالبية الناس الذين ليس لديهم أي متابعة طبية في أي عيادة، إلى الاكتشاف المبكر لأي حالات ارتفاع ضغط الدم. إلا أن لدى الحوامل اللواتي يتابعن بانتظام في عيادات متابعة الحمل، لم يلاحظ الباحثون تلك الجدوى العالية، بخلاف الحوامل اللواتي لا يحرصن على المتابعة بانتظام في عيادات متابعة الحمل.
و«عيادات متابعة الحمل» هي التي خلالها سيتابع الطبيب مقدار الوزن وضغط الدم وإجراء تحاليل للدم والبول بصفة متكررة للمرأة الحامل. كما سيتابع أيضاً صحة الجنين، عبر تكرار استخدام فحوص الموجات فوق الصوتية لمتابعة نمو الجنين وتطوره، مع مراقبة معدل ضربات قلبه لتقييم حالته الصحية.

- مبررات وتداعيات
> مبررات الاهتمام الطبي. ويهتم أطباء الولادة بحالات ارتفاع ضغط لأسباب عدة، ومن أهمها تسبب ارتفاع ضغط الدم في تدني تدفق الدم إلى المشيمة، وبالتالي نقص تزويد الجنين بالأكسجين والعناصر الغذائية. وهذا قد يؤدي إلى بطء وتدني وتيرة نمو الجنين كما هو متوقع، ما قد ينتج عنه إما انخفاض وزن الطفل عند الولادة أو حصول الولادة المبكرة. ومعلوم أن الولادة المبكرة يمكن أن تتسبب في مشاكل في تنفس الطفل وارتفاع احتمالات إصابته بالعدوى الميكروبية، وربما مضاعفات سلبية أخرى.
والطبيعي خلال فترة الحمل أن تبقى المشيمة ملتصقة بجدار بطانة الرحم، ولكن يمكن لارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل أن يتسبب أيضاً بحالة تسمى «انفكاك المشيمة»، وخاصةً إذا وصلت حالة ارتفاع ضغط الدم إلى درجة «ما قبل تسمم الحمل». وحينئذ قد تنفصل أو تنفك أجزاء من المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة. وفوق أنه يضعف نمو الجنين، فإن هذا الانفكاك للمشيمة من الممكن جداً أن يسبب نزيفاً دموياً حاداً، مما يمكن أن يشكل تهديداً لحياة الحامل والجنين.
> تداعيات متقدمة. وعند ارتفاع ضغط الدم، وعدم نجاح التحكم فيه بالشكل المطلوب، أو عندما تتطور حالة ارتفاع ضغط الدم إلى حالة ما قبل الارتجاع (التي تسمى «ما قبل تسمم الحمل») قد يحصل تلف واضطراب في وظائف الدماغ والقلب والرئتين والكلى والكبد والأعضاء المهمة الأخرى بالجسم. وغالباً ما يصاحب حالة مقدمات الارتجاع ملاحظة زيادة مفاجئة في الوزن وتورم في الوجه والأطراف (نتيجة تجمع السوائل في الجسم). ولكن لا يعتمد على هذا فقط في تشخيص حالة مقدمات الارتجاع، بل إلى جانب ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن، ثمة علامات أخرى أهم. ومنها صداع شديد، اضطرابات في الإبصار، زيادة نسبة البروتين في البول، اضطرابات وظائف الكلى (نقص خروج البول)، الغثيان أو القيء، ضيق التنفس، اضطرابات وظائف الكبد.
وفي هذه الحالات الشديدة، يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم مهدداً لحياة الأم أو الجنين. ولذا في بعض الأحيان، قد تكون ثمة ضرورة إلى الولادة المبكرة لإخراج الجنين ولمنع حدوث مضاعفات محتملة مهددة للحياة. كما تشير المصادر الطبية إلى أن حصول مضاعفات ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل، قد تتسبب في مشاكل واضطرابات مرضية مزمنة لاحقة (لم تكن موجودة من قبل) في الأوعية الدموية والقلب.

- 4 حالات لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
اضطرابات ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل Pregnancy Hypertensive Disorders هي مصطلح يشمل بالجملة 4 حالات «رئيسية»، يحصل فيها ارتفاع في ضغط الدم خلال الحمل. وهي:
> ارتفاع ضغط الدم المزمن Chronic HP. وهو المعروف، الذي يكون لدى المرأة بالأصل قبل الحمل، أي يثبت وجوده لدى المرأة قبل 20 أسبوعاً من بدء الحمل.
> ارتفاع ضغط الدم الحمليGestational Hypertension. وهو ارتفاع في ضغط الدم يظهر لأول مرة خلال الحمل، وتحديداً بعد الأسبوع 20 من عمر الحمل. ولا يصاحبه أي زيادة في خروج البروتينات (الزلال) مع البول، أو أي علامات أخرى تدل على وجود تلف في أعضاء الجسم، وخاصةً الكليتين. وهذه الحالة المرضية «خلال فترة الحمل» بالذات، إما أن تبقى مجرد ارتفاع في ضغط الدم إلى حين الولادة، وربما تتطور إلى حالة «الارتجاع» لدى بعض الحوامل. و«ما بعد فترة الحمل»، إما أن يزول ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة تماماً، ويعود إلى مستوياته الطبيعية دون الحاجة إلى تناول أي أدوية، وإما أن يستمر ارتفاع ضغط الدم، وتتحول الحالة إلى «ارتفاع ضغط مزمن». وفي «الحمل اللاحق» وبعد زوال ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة، إما ألا يتكرر حصول ارتفاع ضغط الدم، أو أن يتكرر حصوله خلال حمل تالٍ. ولذا فإن ثمة عدة احتمالات، وهي التي تتطلب متابعة طبية وتنبه من المرأة.
> ارتفاع ضغط الدم المصحوب بمقدمات الارتجاع. وغالباً ما تحصل هذه الحالة لدى الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن من قبل الحمل، واللواتي لا تتم معالجتهن بشكل كاف يجعل ضغط الدم لديهن ضمن المعدلات المستهدفة علاجياً. ولذا خلال فترة الحمل، قد تتفاقم لديهن أعراض ارتفاع ضغط الدم، وترتفع نسبة خروج البروتين في البول، أو قد تظهر لديهن مضاعفات أخرى مرتبطة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
> مقدمات الارتجاع Preeclampsia أو ما يسمى أحيانا «تسمم الحمل». وتحصل «مقدمات الارتجاع» عند بدء ارتفاع ضغط الدم بعد 20 أسبوعاً من عمر الحمل، ومصحوباً بعلامات تدل على حدوث تلف واضطراب وظيفي في عدد من أعضاء الجسم الأخرى، مثل الكلى أو الكبد أو الدم أو الدماغ. وعند إهمال أو عدم علاج مقدمات الارتعاج بطريقة فاعلة، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات صحية خطيرة، وربما مميتة، لدى الأم أو الطفل أو كليهما. وقد تصل الحالة إلى نوبات تشنجات صرع الارتجاع Eclampsia. والمهم ملاحظة أن في حالات «مقدمات الارتجاع» ليس بالضرورة أن يكون ثمة زيادة في خروج البروتين مع البول، لأنها من الممكن أن تحصل دون ذلك.

- تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم خلال الحمل
> يقول أطباء مايوكلينيك: «مراقبة ضغط الدم أحد العناصر المهمة في رعاية ما قبل الولادة. إذا كنت تعانين فرط ضغط الدم المزمن، فربما يركز مقدم الرعاية الصحية على هذه الأنواع من قياسات ضغط الدم:
- ارتفاع ضغط الدم الطفيف. توصف الحالة بأنها ارتفاع طفيف في ضغط الدم عندما يكون الضغط الانقباضي بين 120 و129 مليمتراً زئبقياً والانبساطي أقل من 80 ملم زئبقي. غالباً ما يتفاقم ارتفاع ضغط الدم بمرور الوقت إذا لم تتخذ خطوات للتحكم في ضغط الدم.
- المرحلة 1 من ارتفاع ضغط الدم. هي المرحلة التي يكون فيها ضغط الدم الانقباضي بين 130 و139 ملم زئبقي والانبساطي من 80 إلى 89 ملم زئبقي.
- المرحلة 2 من ارتفاع ضغط الدم. هي درجة أكثر شدة من ارتفاع ضغط الدم ويكون فيها ضغط الدم الانقباضي 140 ملم زئبقي فأكثر والانبساطي 90 ملم زئبقي فأكثر.
وبعد 20 أسبوعاً من الحمل، يعد ضغط الدم الذي يتجاوز 140 على 90 ملم زئبقي مسجلاً في مرتين مختلفتين أو أكثر، بفاصل زمني لا يقل عن أربع ساعات دون أي ضرر آخر يصيب الأعضاء، هو ارتفاع ضغط دم حملي.

- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.