في اجتماع مغلق مع متبرعين يهود أجري مساء السبت الماضي، شن الرئيس السابق جورج بوش أعنف هجوم علني له ضد خليفته حيال سياساته الخارجية قائلاً إن الرئيس أوباما يتصرف بسذاجة إزاء إيران والاتفاق النووي المزمع بالإضافة إلى خسارته الحرب مع «داعش».
ودوّن أحد الحاضرين لجلسة تحالف اليهود الجمهوريين التي عقدت في لاس فيغاس أجزاء كبيرة من كلمة بوش.
وأشار الرئيس الأميركي السابق، الذي لم يعرف عنه توجيه انتقادات علنية لأوباما إلا فيما ندر، في بداية حديثه إلى أن فكرة عودته للمعترك السياسي كانت غير محبذة بالنسبة له ثم انتقل إلى التوضيح، كيف، حسب اعتقاده، وضع أوباما الولايات المتحدة في موقف «المتقهقر» أمام العالم. وأردف قائلاً إن أوباما أخطأ في قراءة نيات إيران فيما يقوم بتخفيف العقوبات عنها بكل سهولة.
وحسب النسخة التي دوّنها أحد الحضور لخطاب بوش، فإن الرئيس السابق أشار إلى وجود رئيس جديد في إيران هو حسن روحاني، حيث وصفه بأنه «لين العريكة». وأردف قائلاً: «لذا يتعين عليك أن تسأل نفسك، هل هناك توجهات بسياسات جديدة أم هو مجرد تغيير أجروه في اسم المتحدث الرسمي؟».
وقال بوش، إن خطة أوباما القاضية برفع العقوبات عن إيران مع تعهد بإعادة فرض عقوبات فورية في أي وقت ليست بالمقنعة. كما أضاف أن الاتفاق سيضر بمصلحة الأمن الوطني الأميركي على المدى البعيد.
ثم انتقل بوش إلى توجيه انتقادات مفصلة إزاء سياسات أوباما في محاربة «داعش» وتعامله مع الفوضى المستشرية في العراق وتحدث عن قرار أوباما بسحب جميع القوات الأميركية في العراق في نهاية 2011، حيث ذكر بوش بوصف السيناتور لينزي غراهام لهذه الخطوة بأنها «حماقة استراتيجية».
وقال بوش، إنه ينظر إلى صعود «داعش» باعتباره «الفصل الثاني من مسرحية «القاعدة»، وإنه وإن كانوا قد غيروا الاسم، ولكنهم احتفظوا بالرغبة المفضلة لديهم في قتل الأبرياء. كما دافع بوش عن سياسات إدارته تجاه مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الإرهابي خالد شيخ محمد الذي اعترف بقتل مراسل صحيفة «وول ستريت» تم القبض عليه أثناء فترة حكمه.
وكان أوباما قد تعهد بالحد من قدرات «داعش» العسكرية قبل تدميرها، ولكنه لم يضع خطة استراتيجية لإنهاء المهمة، حسبما قال بوش الذي أضاف أنه إذا كان لديك هدف عسكري تسعى لتحقيقه بالفعل فإنه يتعين عليك أن «تجمع قوادك العسكريين وتسألهم عن خطتهم». وامتدح بوش بطريقة غير مباشرة قراره بزيادة عدد القوات في العراق في 2007 حين قال: «عندما كانت الخطة لا تعمل بالشكل المراد له في العراق، قمنا بتغييرها، لكي تكون رئيسا ذا فعالية، عليك أن تعني كل ما تقوله، عليك أن تقتلهم».
وروى بوش الكثير من الحكايات عن صديقه القديم وخصمه، فلاديمير بوتين. وذكر بوش أنه عندما زار بوتين البيت الأبيض، رأى كلبه (بارني) ثم في وقت لاحق، عندما زار بوش موسكو، أراه بوتين كلبه وقال له: «إنه أكبر وأقوى وأسرع من بارني». وقال بوش، إن تصرف بوتين بهذه الطريقة يظهر أنه لا يعتقد في «الحلول الوسط المرضية للجميع».
وعند حديثه عن احتمال ترشح أخيه (جيب) للرئاسة، اعترف بوش بأنه يمثل عبئا سياسيا على أخيه، وأن اسم بوش يمكن أن يستخدم ضده، وأن الشعب الأميركي لا يحبذ رؤية الأسر الحاكمة. وأضاف قائلا إن السياسة الخارجية ستحظى بأهمية خاصة في حملة الانتخابات الرئاسية، وإن السؤال الذي سيتعين على المرشحين الجمهوريين الإجابة عنه هو من الذي يمتلك «الشجاعة» لمقاومة النزعات الانعزالية؟
وبالنسبة لهيلاري كلينتون، قال بوش: «ستكون مسألة تعاطيها مع علاقتها بالرئيس بمثابة الأمر الحاسم؛ فسيتعين عليها في نهاية المطاف أن تختار بين ترشيح نفسها على مبادئ وسياسات إدارة أوباما أو ضدها. إذا اختارت الدفاع عن سياسات أوباما فإن هذا إقرار منها بالفشل، أما إذا فعلت العكس فهي بذلك تلوم الرئيس على سياساته».
بالنسبة لجورج بوش، أظهرت كلمته في لاس فيغاس أنه لا يكن احتراما كبيرا للطريقة التي يدير بها الرئيس الحالي العالم.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
9:32 دقيقه
TT
انتقادات بوش اللاذعة ضد سياسة أوباما
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
