بريت ستيفنز
خدمة «نيويورك تايمز»
TT

بايدن يجب ألا يترشح مرة أخرى!

هل من المنطقي أن يترشح جو بايدن لإعادة انتخابه في عام 2024؟ وإذا ترشح مرة أخرى وفاز، فهل سيكون من المقبول أن يكون للولايات المتحدة رئيس يبلغ من العمر 86 عاماً؟
أطرح هذه الأسئلة بصراحة لأنها تحتاج إلى مناقشتها علانية، لا مجرد الهمس بها.
ففي ثمانينات القرن الماضي، كان من المقبول أن يسأل صحافيون حسنو السمعة عما إذا كان رونالد ريغان أكبر سناً من أن يتولى الرئاسة، رغم أنه كان أصغر من الرئيس بايدن بسنوات عدة. كما كانت هفوات ذاكرة جو بايدن مصدر سعادة بين منافسيه الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية، على الأقل حتى فوزه بالترشيح.
ومع ذلك، فإنه لأمر مخيف الآن إثارة مخاوف بشأن سن بايدن وصحته؛ لأن إثارة أمور كهذه حتماً تصب في مصلحة ترمب، ولأن صحة الرئيس تعني غيره أكثر مما تعنيه، ولا يكفي القول بأن الشجاعة والإقدام وحدهما يكفيان لشغل أهم وظيفة في العالم ما دام مساعدوه يستطيعون ملء الفجوات ببراعة.
فمن خلال ظهوره العلني، لا يبدو بايدن على ما يرام في بعض الأحيان. ما هو السبب؟ ليس لديّ أي فكرة. هل المقصود من ظهوره في حالة جيدة الإيحاء بأن الرئيس يمكن أن يترشح بثقة لولاية جديدة؟
يبدو أن الكثير من الناس يدركون ذلك. الأحد الماضي، أذاع زميلاي جوناثان مارتن وألكسندر بيرنز خبراً عن همهمة الحزب الديمقراطي غير الهادئة حول ما يجب فعله حال قرر بايدن عدم الترشح. وهنا يظهر الطامحون للترشيح كأسماك القرش التي تدور حول الضحية وتسبح ببطء. لكن الترشح الآن ليس في صالح الرئيس نفسه، ولا للمنصب الذي يشغله، ولا في صالح الحزب الديمقراطي، ولا البلاد. في عام 2019، قدمت حملة بايدن - التي تعلم جيداً سنه – مرشحها للناخبين على أنه «شخصية انتقالية»، فهو الرجل الذي كان هدفه الرئيسي هو إطاحة ترمب ومن ثم تمهيد الطريق لوجه ديمقراطي جديد. لم يقطع بايدن ذلك الوعد على نفسه صراحة، لكن رغم ذلك، شعر الجميع بالخيانة عندما فكر في ولاية ثانية. كان من الممكن أن تكون الأمور مختلفة لو أن رئاسة بايدن قد بدأت بداية جيدة، لكن هذا لم يحدث، فأرقام استطلاع بايدن تراجعت بدرجة كبيرة منذ أغسطس (آب). فالرجل الذي أعطى الأمل لحزبه بات يثقل كاهله كمن يسير بزوج من الأحذية الإسمنتية. قد تكون الأمور مختلفة لو أن الإدارة أظهرت أنها ستغير من سياستها قريباً لتتبني تشريعات أفضل. لكن إقرار قانون البنية التحتية في الشهر الماضي لم يحرك البوصلة السياسية لبايدن في وقت تعاني فيه البلاد من ارتفاع الأسعار، وارتفاع معدلات القتل، وارتفاع معدلات المرض، وأزمة الحدود، وأزمة سلسلة التوريد، وتهديد تخطي إيران الحدود المسموح بها للاستخدام النووي، وتهديد عبور روسيا الحدود الأوكرانية. قد يشجب مؤيدو نائبة الرئيس كامالا هاريس هذه الحقيقة، لكن بالنسبة إلى عدد متزايد من الأميركيين، يبدو أن وزن وريثة السلطة أخف من الهواء. فأرقام استطلاعات الرأي في هذه المرحلة من ولايتها هي الأسوأ من أي نائب رئيس في التاريخ الحديث، بما في ذلك مايك بنس. وإذا انتهى بها الأمر كمرشح افتراضي لحزبها حال انسحب بايدن في وقت متأخر، فسيكون لدى الديمقراطيين كل الأسباب للذعر.
إذن، ما الذي يجب على الرئيس فعله؟ عليه أن يعلن، عاجلاً وليس آجلاً، أنه لن يترشح لولاية ثانية. والحجة هو أن ترشحه سيحوّله إلى بطة عرجاء.
الخبر العاجل الآن هو أن بايدن الآن أسوأ من البطة العرجاء؛ لأن الخلفاء الديمقراطيين المحتملين ممنوعون من إجراء مكالمات، ومن شق طريق لهم أو حتى محاولة جذب الانتباه. ينطبق هذا بشكل خاص على أشخاص في الإدارة من المفترض أن يكونوا متنافسين أقوياء: وزيرة التجارة جينا ريموندو، ووزير النقل بيت بوتيجيج وقيصر البنية التحتية ميتش لاندريو. وماذا يعني ذلك لبقية رئاسة بايدن؟ بعيداً عن إضعافه، سيسمح له ذلك على الفور بأن يكون رجل دولة. سيضع حداً لتكهنات وسائل الإعلام التي لا نهاية لها، ومن شأن ذلك أن يضخ الحماسة والاهتمام في حزب ديمقراطي فاتر. سيسمح له بتكريس نفسه بالكامل لمعالجة مشاكل البلاد الفورية بدون القلق بشأن إعادة انتخابه.
يجب ألا يقلل ذلك من رئاسته. فجورج بوش حقق في أربع سنوات أكثر مما أنجزه خليفته في ثماني سنوات، وهو ما يجب أن يفكر فيه بايدن.
* خدمة «نيويورك تايمز»