علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

غير مضمون

في الاستثمار، ليس هناك شيء مضمون مهما كانت صفة المستثمر أو شطارته، سواء كان المستثمر بنكاً أو شركة أو رجل أعمال مميزاً.
فالكل عرضة للخسارة مثلما هو عرضة للربح، والبعض حينما يخسر (رجل أعمال مميز أو بنك أو شركة) يستغرب مثل هذه الخسارة، بصفتهم محترفين، وهو لا يعلم أن هؤلاء المحترفين حينما قرروا الاستثمار في مجال معين حسبوا المخاطر قبل الأرباح، وعرفوا أنهم يتحملون مخاطر الاستثمار، أي الخسارة، لذلك دخلوا هذا الاستثمار.
والمستثمرون يعرفون أن الاستثمار الأقل مخاطر هو الاستثمار الأقل ربحاً، والاستثمار الأعلى مخاطر هو الاستثمار الأعلى ربحاً، لذلك يغامر بعض رجال الأعمال بجزء من أموالهم في استثمارات عالية المخاطر.
كل هذه المقدمة جاءت بعد إعلان شركة المراكز العربية إلغاء صك أرض بمبلغ 1.7 مليار ريال (453 مليون دولار أميركي) ونحو 600 مليون ريال تطوير (160 مليون دولار أميركي)، ليصبح مجموعة الخسارة نحو 2.3 مليار ريال (613 مليون دولار).
طبعاً الشركة ذكرت أنها بصدد الاستئناف، في المقابل ذكر صندوق «سامبا» أن صك أرض ديراب أُلغي، مما أفقد الصندوق نصف رأس ماله، وبغض النظر عن قدم الخبر أو حداثته، المهم أن على المستثمرين في الصندوق أن ينتظروا تحسُّن سيولة الصندوق ليتمكنوا من استرداد قيمة وحداتهم، وفق سعر التقييم يوم القطع.
وأدرجتُ هذين المثلين لنرى الفارق في الاستثمار بين وحدة الصندوق وسهم الشركة، فإن قرار التخارج في الصندوق مشترك بين المستثمر ومدير الصندوق، إذ يجب على المستثمر أن يطلب التخارج ويحقق له مدير الصندوق ذلك، وفق القواعد المنظمة للتخارج والمحددة مسبقاً.
بينما نجد أن المستثمر يملك قرار التخارج من سهم الشركة لوحده، فبإمكانه أن يبيع، بغض النظر عن الخسارة التي تعرض لها.
نعود على ذي بدء، وهو أن أي استثمار معرَّض للخسارة، مهما بلغت مهارة المستثمر وخبرته، ولن نتطرق لأسباب خسارة للمحترفين، مثل البنوك والشركات، لأن الأسباب كثيرة، منها تغير الأنظمة التي لا دخل للمؤسسة بها، لخروجها عن إرادتها، ومنها فساد إدارة الاستثمار.
لذلك يقرر المستثمرون، أياً كان مبلغ استثمارهم، وسواء أكانوا صغاراً أو كباراً، الدخول في مثل هذه الاستثمارات المشتركة وفق ما يناسبهم وما يستطيعون الصبر عليه؛ فكلّ وفق احتياجه؛ فمن يحتاج إلى المال في وقت قصير يدخل في سهم شركة معينة، لأن قرار التخارج قراره لوحده، بينما في الاستثمار بوحدة الصندوق فإن قرار التخارج مشترك. ودمتم.