هل المتعافون من «كوفيد ـ 19» أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى؟

TT

هل المتعافون من «كوفيد ـ 19» أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى؟


هل صحيح أن الناس أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى، بعد التعافي من «كوفيد - 19»؟
إن فيروس كورونا المسبب لـ«كوفيد - 19» يمكن أن يحدث إصابات دائمة للرئتين، وعضلة القلب، والكلى، والدماغ، وغيرها من الأعضاء.

أخطار جديدة
وإضافة إلى ذلك، يمكن أن يُصاب بعض الأشخاص (الذين يطلق عليهم غالبًا «المتعافون على المدى البعيد»)، الذين يتعافون من أسوأ أعراض «كوفيد»، بالإرهاق وصعوبة التفكير وأعراض أخرى تجعل من الصعب عليهم العمل بشكل طبيعي سواء في العمل أو في المنزل.
وكما لو أن هذه المعاناة في حد ذاتها ليست كافية، فقد بات من الواضح أن الأشخاص الذين يتعافون من «كوفيد» لديهم خطر متزايد للإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض الأخرى.
وقد قارنت دراسة نُشرت على الإنترنت في 22 أبريل (نيسان) 2021 في مجلة «نتشر Nature»، اشتملت على مقارنة بين 73000 من قدامى المحاربين الأميركيين الذين نجوا من «كوفيد» وما يقرب من خمسة ملايين من المحاربين القدامى الذين لم يدخلوا المستشفى بسبب «كوفيد»، ومجموعة كبيرة أخرى مصابة بالالتهاب الرئوي الناجم عن الإنفلونزا. وكانت مجموعتا المقارنة متشابهتين مع مجموعة «كوفيد» من حيث العمر والجنس والعرق، وحتى الحي الذي عاش فيه المجموع والتاريخ الطبي السابق، والاستفادة من الخدمات الطبية المتاحة، وغيرها من العوامل. جرت متابعة جميع المجموعات طوال أربعة أشهر.
وخلال تلك الفترة ، كان الأشخاص الذين «تعافوا» من «كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية جديدة - بما في ذلك النوبات القلبية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع الكوليسترول، والتهاب العضلات، والجلطات الدموية التي تنتقل إلى رئتيهم. كان خطر الوفاة أثناء الدراسة أعلى بنسبة 60 في المائة لمرضى «كوفيد». وكان من الواضح أن ثمة شيئا في طريقة استجابة الجسم لفيروس كورونا قد جعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض حتى بعد انتهاء الأعراض التي يسببها الفيروس. وعلى الرغم من أن خطر الإصابة بهذه الأمراض كان أعلى لدى الأشخاص الذين أصيبوا بمرض «كوفيد»، فإن أولئك الذين يعانون من مرض خفيف كان لديهم خطر متزايد.

جلطات ونزف
وقارنت دراسة بريطانية نُشرت على الإنترنت في 6 أبريل (نيسان) 2021، نشرت في مجلة «The Lancet Psychiatry» بين 236 ألف مريض «كوفيد» وعدد أكبر من الأشخاص الذين عانوا من التهابات تنفسية أخرى متشابهة خلال الفترة الزمنية نفسها. خلال الأشهر الستة التي أعقبت «التعافي» من «كوفيد»، كانت مخاطر الإصابة بالعديد من حالات أمراض الدماغ - السكتات الدماغية من الجلطات أو النزف والذهان - أعلى. يمكن أن تحدث كل حالة من هذه الحالات أثناء إصابة شخص ما بفيروس «كوفيد»، ولكن كان من المفاجئ معرفة أن الخطر المتزايد يستمر حتى بعد انتهاء أعراض «كوفيد» (الالتهاب الرئوي والحمى وفقدان القدرة على الشم وغيرها).
والخلاصة فإن مرض كوفيد يعد أكثر خطورة على صحتك مما كنا نظن واللقاحات المتوفرة توفر حماية قوية للغاية. ومع تلقيح 150 مليون شخص في الولايات المتحدة بالفعل، يمكننا القول بثقة إن الآثار الجانبية الخطيرة نادرة. ولذلك إذا لم تكن قد حصلت على التطعيم بعد، فأنت مدين بذلك لنفسك ولعائلتك ولأصدقائك ومجتمعك، وعليك الإسراع بالقيام بذلك.
* رئيس تحرير رسالة هارفارد الصحية
خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

«فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

عالم الاعمال «فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

«فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

اختتمت مجموعة «فقيه» للرعاية الصحية، الأربعاء، أعمال مؤتمرها السنوي الثالث، الذي عقد بمشاركة نخبة من الخبراء السعوديين والدوليين المتخصصين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك النوم خلال اليوم قد يشير إلى أنك معرّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

النوم خلال اليوم قد يشير إلى ارتفاع خطر إصابتك بالخرف

إذا وجدت نفسك تشعر بالنعاس خلال اليوم، أثناء أداء أنشطتك اليومية، فقد يشير ذلك إلى أنك معرَّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جانب من «مؤتمر الطبّ التجميلي» الذي استضافته الرياض (الشرق الأوسط)

جراحات التجميل للرجال في السعودية... إقبالٌ لافت لغايات صحّية

احتلّت السعودية عام 2023 المركز الثاني عربياً في عدد اختصاصيي التجميل، والـ29 عالمياً، في حين بلغ حجم قطاع الطبّ التجميلي فيها أكثر من 5 مليارات دولار.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)
الخليج النسخة السابقة من القمة شهدت توقيع 11 اتفاقية تعاون مع جهات عالمية (وزارة الحرس الوطني)

انطلاق «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» الثلاثاء

يرعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان النسخة الثالثة من «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» التي تنطلق أعمالها يوم الثلاثاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

جهاز يوجه المكفوفين لتجنب العوائق والحفاظ على التوازن

الجهاز يحتوي على شبكة من 19 مشغلاً مغناطيسياً محاطاً بمادة سيليكون مرنة (جامعة نورث وسترن)
الجهاز يحتوي على شبكة من 19 مشغلاً مغناطيسياً محاطاً بمادة سيليكون مرنة (جامعة نورث وسترن)
TT

جهاز يوجه المكفوفين لتجنب العوائق والحفاظ على التوازن

الجهاز يحتوي على شبكة من 19 مشغلاً مغناطيسياً محاطاً بمادة سيليكون مرنة (جامعة نورث وسترن)
الجهاز يحتوي على شبكة من 19 مشغلاً مغناطيسياً محاطاً بمادة سيليكون مرنة (جامعة نورث وسترن)

طوّر فريق من المهندسين، بقيادة جامعة نورث وسترن الأميركية، جهازاً قابلاً للارتداء يحاكي حاسة اللمس، ويهدف إلى مساعدة الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية ومستخدمي الأطراف الاصطناعية.

وأوضح الباحثون أن هذا الجهاز الرقيق والمرن يلتصق بالجلد بلطف ليمنح المستخدمين تجربة حسية واقعية وشاملة، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «نيتشر».

وتُعدّ حاسة اللمس ذات أهمية كبيرة لذوي الإعاقة البصرية ولمستخدمي الأطراف الاصطناعية، فهي تتيح لهم التفاعل مع محيطهم وتزيد شعورهم بالاستقلالية والأمان.

وبالنسبة للمكفوفين، يمكنهم الإحساس باللمس من «رؤية» الأشياء بوسيلة بديلة، حيث يساعدهم في تجنب العقبات وتحديد الأشكال والأبعاد والمسافات؛ ما يسهل تنقلهم ويقلل احتمالية تعرضهم للإصابات.

أما مستخدمو الأطراف الاصطناعية فإن استعادة الإحساس باللمس تمكّنهم من التحكم الدقيق في حركاتهم والتفاعل بشكل طبيعي مع الأشياء، وهذا يسهم في تحسين جودة حياتهم وجعل المهام اليومية أكثر سهولة وواقعية.

ويُعد هذا الجهاز من أحدث الابتكارات في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء، وفقاً للباحثين، إذ يعتمد على شبكة من محركات اهتزازية صغيرة توضَع على الجلد لنقل الإحساس باللمس.

ويحتوي الجهاز على شبكة سداسية مكونة من 19 مشغلاً مغناطيسياً محاطاً بمادة سيليكون مرنة، تتلقى إشارات من محيط المستخدم عبر تقنية البلوتوث المتصلة بالهاتف الذكي.

ويمكن لهذه التقنية تحويل المعلومات البصرية إلى إشارات حسية تنقل للجلد، مما يتيح للمستخدم الشعور بالإحساس بالضغط أو الاهتزاز تبعاً لطبيعة المعلومات المحيطة.

ويقوم الجهاز بتوليد مجموعة متنوعة من الأحاسيس عبر تشغيل المحركات المغناطيسية الصغيرة التي تضغط وتهتز وتلتوي لتمنح الجلد إحساساً متعدداً. وصُمم الجهاز ليكون موفراً للطاقة؛ حيث يخزن الطاقة ميكانيكياً في الجلد عند الضغط ويستعيدها أثناء الاستخدام، مما يتيح تشغيل الجهاز لفترات أطول باستخدام بطارية صغيرة.

وفي تجارب أُجريت على مستخدمين مكفوفين معصوبي الأعين، أظهر الجهاز فاعليته في مساعدة الأشخاص على تجنب العقبات وتعديل توازنهم، بناءً على الإشارات الحسية المنقولة إلى الجلد.

ورغم ملاءمة الجهاز لتطبيقات الألعاب والواقع الافتراضي، يسعى الباحثون إلى توسيع استخدامه في مجال الرعاية الصحية؛ لدعم المكفوفين وتمكين مستخدمي الأطراف الاصطناعية من التفاعل الحسي الفعّال مع بيئتهم.