مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

مطاريد «الإخوان»... إلى أفغانستان

في مارس (أذار) الماضي أعلنت أنقرة عن رغبتها في استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع القاهرة، بعدها أصبح نشاط «الإخوان» المصريين خاصة، الإعلامي والسياسي والحركي من تركيا صعباً إن لم يكن مستحيلاً، على الأقل علناً.
بعد هذا التحوّر والتطوّر، اتخذت قيادة جماعة «الإخوان» قراراً بالتوقف والبحث عن بديل لتركيا، خاصة مع قرار المرشد المؤقت إبراهيم منير المقيم في بريطانيا بتغييرات إدارية كبرى.
أمين عام الجماعة السابق محمود حسين الهارب لتركيا، حسب ـ«العربية»، اجتمع مع رجال الجماعة، وفكّروا في بديل لتركيا، وطرحت بريطانيا طبعاً، خاصة أن تراخيص كثير من قنواتهم المحرّضة ضد مصر والسعودية والإمارات وغيرها، هي تراخيص بريطانية، وفكّروا أيضاً في دول مثل كندا وهولندا وماليزيا لاعتبارات معروفة. لكن الجديد هو التفكير في أفغانستان!
وفق معلومات كشفتها مصادر لـ«العربية. نت» طرح الأستاذ أشرف عبد الحميد التالي:
قيادات «الإخوان» التي طرحت الفكرة تستند لسابق تقديم الجماعة دعماً مادياً وإغاثياً وإنسانياً لطالبان والجهاديين في أفغانستان خلال الحرب ضد السوفيات، علاوة على وجود فرع لـ«الإخوان» هناك، مضيفة أن القيادات عرضت الفكرة على إبراهيم منير القائم بعمل المرشد عبر مؤتمر عقد قبل يومين في العاصمة البريطانية لندن، ولم يعارضها، لكنه طلب مزيداً من التشاور مع قيادات التنظيم الدولي، ومسؤولي حركة طالبان، والحكومة التركية، خاصة في ظل الخلاف الحالي بين طالبان وأنقرة بسبب ما تصفه الحركة للوجود التركي في أراضي أفغانستان بالاحتلال.
المعلوم أن قيادة طالبان، خاصة في هذا الوقت، هي جزء من الحلف الإخواني الدولي، بنكهة أفغانية، بل إن الوجود الإخواني التنظيمي قديم العهد بأفغانستان، ومن يعلم سيرة عبد الرب سياف وقلب الدين حكمتيار يعلم عما نتحدث.
لكن الاهتمام الإخواني الدولي بأفغانستان وباكستان له عروق قديمة، ونعلم عن الإخواني الدولي الفلسطيني عبد الله عزام، ونظيره الآخر تميم العدناني والدكتور العسال وغيرهم، كما نعلم عن نشاط «الإخوان» المصريين هناك خاصة في عهد المرشد القطبي الحديدي، مصطفى مشهور وكلامه عن أسامة بن لادن، رمز الأفغان العرب، وإخوانيته التي زكاّها مشهور.
تخيّل معي التالي:
أفغانستان، بجبالها الوعرة، وطالبناها المتطرفة، التي صار تطرفها موجّهاً ومسيّساً باحتراف اليوم، وبدعم بعض الدول، المعروفة للجميع، حيث تم احتواء وتدريب قيادات طالبان منذ سنوات قريبة... ومقاتليها وقندهارها وإدمان القتال وحدودها الخطيرة في قلب آسيا الوسطى...
تخيّل كل هذا، مع تدفق، ليس فقط «إخوان» مصر، بل «إخوان» كل العالم العربي، السعودية والخليج وغيرهم، بحماية ملالي طالبان الذين احترفوا اليوم الحلف مع «الإخوان»، وإيران، ومن خلفهم.
هذا أوانُ الشدِّ فاشتدي زِيَـمْ.