مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

عمان والسعودية... لقاء ضروي ومفيد

في احتفاء كبير استقبلت المملكة العربية السعودية ضيفها الكبير سلطان عمان هيثم بن طارق، في مدينة نيوم؛ حيث الأمل والعمل، شمال غربي البلاد.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استقبل ضيف البلاد الكبير على أرض المطار، ثم عقد اللقاء بين العاهلين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والسلطان هيثم، وكان اللقاء فخماً ودوداً، ومباشراً، وتم توقيع إنشاء مجلس التنسيق العماني السعودي تحت رعاية عاهلي عمان والسعودية. وتقلّد كل من السلطان العماني والعاهل السعودي الملك سلمان، أحدهما من الآخر، أرفع الأوسمة.
سلطنة عُمان بلاد عريقة التاريخ، متميزة الثقافة، ولها خصوصيات حضارية وتاريخية حيث تطلّ على بحر العرب من جهة، والخليج العربي من جهة أخرى، ولها مجدٌ بحري تجاري وسياسي قديم حتى بلاد زنجبار.
منها علماء أعلام وقادة كبار حفرت أسماؤهم في لوح الخلود للحضارة الإسلامية، أمثال عبقري اللغة العربية الخليل بن أحمد، وغيره.
السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي، وهو عضو مجلس الدولة، ورئيس الجمعية التاريخية العمانية، كتب في جريدة «أثير» العمانية تعليقاً على هذه الزيارة، فقال إن «الزيارة هي ثمرة الودّ الخالص التي غرس بذورها القادة الآباء؛ السلطان قابوس، والملك فيصل رحمة الله عليهما، وها هي اليوم تؤتي أكلها طيبة مباركة، مخضرة بالمحبة والوئام».
وتحدث عن قيمة التعاون بين البلدين فأبان أن «المملكة العربية السعودية ليست شقيقة كبرى فحسب، بل هي صاحبة رسالة خالدة، وتحمل أمانة عظمى في أمتنا العربية والإسلامية، وإن الخطط التنموية العملاقة التي تسعى لها حالياً سوف تثب بالمنطقة إلى آفاق رحبة، ستعود بالنفع على شعوب المنطقة أجمع».
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال إن زيارة سلطان عمان تعكس «رؤية مشتركة تجاه أمن واستقرار المنطقة».
إذن، فإنَّ التعاون السعودي العماني مهم جداً في استعادة الاستقرار في منطقة، تغلي مثل المرجل، بفعل الخارج وهشاشة الداخل، وأي استقرار اليوم، حتى لو بالحدّ الأدنى من المكاسب، هو منجز، حتى تتطور الأمور للأحسن.
ثم إنَّ بناء التنمية لا يتأتَّى من دون شرطين، الاستقرار والتعاون، وهذان لا يتمّان مع بقاء دعم وتغذية جماعات الفوضى والعقائديات الثورية.
الأمل كبير مع دور عماني مثمر بالاتجاه النافع للجميع، وبعد ذلك يبقى بين الرياض ومسقط كثير من المصالح المشتركة، وما الطريق البري الذي يربط المملكة بالسلطنة ويختصر 800 كيلومتر من المسافة مقارنة بالطريق الحالي، إلا صورة من هذه الصور الواعدة والزاهية، وهو المنجز الذي نوّه به فيصل بن تركي آل سعيد سفير سلطنة عمان لدى السعودية، ودوره المنتظر في تعميق وتسهيل العلاقات السعودية العمانية على المستوى التجاري، وعلى مستوى تنقل الأفراد (من وإلى).
التعاون السعودي العماني المتجدد، المعطوف على سابقه، خبر سعيد.