علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

الإنفاق السياحي

السياحة جزء من حياة البشر وهي ليست حكراً على الأغنياء من الناس، بل الجميع يتوق للسياحة أياً كانت قدراتهم، فالسياحة للغني والفقير، وهناك من الفقراء من يدّخر ليتمتع بوقت جميل يقضيه في السياحة، بل إن بعض الفقراء يرون في السياحة ما لا يراه الأغنياء، نتيجة عوامل متعددة منها عدم تفويت الفرصة، لذلك هو يرغب برؤية كل شيء، بل هو يقرأ عن البلد التي سيزورها ويسأل زملاءه ممن سبق أن زاروا البلد، فالمال المنفق على السياحة لديه جاء بعد جهد جهيد، وهذا لا يقلل من قدرات السائح الغني على الاستمتاع بطريقة مختلفة، ولا يوجد خطأ هنا، فكُل استمتع بطريقته التي اختارها ووفق إمكانياته. ونحن نرى بعض السياح الأوروبيين يذهبون للسياحة بإمكانيات بسيطة، ويمشون على أقدامهم متى استطاعوا ذلك لتوفير بعض النقود، وهذا ليس عيباً ولكنه مسايرة للإمكانيات.
البعض ينادي بضرورة ترشيد إنفاق السياح العرب لإنفاقهم السياحي ويرون أن ما يخرج من الاقتصاد للسياحة هو هدر اقتصادي.
ففي السعودية أنفق السياح السعوديون 68.08 مليار ريال (18.1 مليار دولار) عام 2019، فيما أنفق الإماراتيون 18 مليار دولار على السياحة عام 2018 وبلغ دخل الإمارات من السياحة 402 مليار درهم إماراتي في خمس سنوات، وتعمدت أن أذكر هذين المثلين على سبيل المثال لا الحصر لأن كلتا الدولتين يغادر منهما مواطنون للسياحة، ويأتيها سواح مثل ذلك المصريين وغيرهم – المهم - أنك لا تستطيع أن تمنع سائحاً من مواطنيك عن السياحة، ولكنك تستطيع أن تغري سائحاً ليزور بلدك، والسعودية لديها الحرمان ويمكن تنظيم زيارة الحج والعمرة بشكل أفضل كما أن مشاريع البحر الأحمر ستجذب السياح وتعزز دخل السياحة لدى السعودية وتعزز فتح فرص التوظيف.
ولدى مصر الأهرامات والأقصر وغيرها من الآثار وهي مصدر مهم لجذب السياح. وهذا لا يلغي حق المواطن العربي بالسياحة خارج بلده ولا يلغي حق الدولة في تطوير إمكانياتها السياحية والذي قد يشجع السياحة الداخلية.
والبعض يستكثر على الخليجيين إنفاق نحو 170 مليار ريال على السياحة الخارجية في المقابل لا يعرف أن من حق كل مواطن عربي متى كان قادراً أن يمارس السياحة ومن حقه أن يختار السياحة الخارجية أو الداخلية، وجدنا ابن بطوطة خير قدوة لنا في السياحة، وهو الذي قطع المسافات على ظهر جمل، وركب البحر على متن سفينة شراعية، ونحن الآن في زمن الطائرة والقطار والسيارة فعناء السياحة أصبح أقل عناء مما سبق. ودمتم.