مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

يا لوعتي يا شقايا

حدثني أحدهم عن قوانين عجيبة تحدث لنا صدفة و(تعكنن مزاجنا)، وكأنها تريد أن تشاكسنا، وطلب مني نشرها.
فوافقته لسببين، أولاً: لأنني لا أستطيع أن أرد له طلباً، وأنتم تعرفون (العين ما تعلا على الحاجب)، ثانياً: لكي أرتاح قليلاً من الكتابة، وها هي أقواله:
(قانون الاصطفاف) إذا كنت صافاً في طابور بطيء وانتقلت إلى ثانٍ، طابورك اللي كنت فيه بيصير أسرع.
(قانون التصليح) بعد ما تتوسخ يديك من أي شيء، تجيك حكة في خشمك!
(قانون المعدات) إذا طاح منك شيء، تأكد أنه بيجلس يتدحرج إلى أن يوصل مكان ما تقدر تطلعه منه!
(قانون الترويش) إذا امتلأ رأسك وجسمك بالماء، يبدأ التليفون يدق وما يسكت!
(قانون الإلكترونيات) إذا أخذت جهازاً عند مهندس تبي توريه أنه ما يشتغل، وقتها يشتغل!
(قانون المصادفات) إذا كنت مع واحد ما تبغي أحد يشوفك معاه فجأة كل اللي تعرفهم يطلعون من كل مكان!
(قانون المفاتيح) إذا كانت عندك مفاتيح متشابهة، وتبي تفتح باب البيت مثلاً، يكون المفتاح اللي يفتح هو آخر واحد تجربه!
(قانون إشارات المرور) إذا كان عندك مشوار مستعجل، فكل ما توصل إشارة تقفل في وجهك، أما إذا كنت تتمنى الإشارة تقفل عشان تسأل عن مكان معين، ساعتها كل الإشارات أمامك تفتح!
(قانون البحث) إذا حبيت تدور على شيء مُعين ما تلقاه مع إنك كنت في كل يوم تشوفه قدام وجهك!
(قانون الشاورما) إذا اشتريت شاورما واحدة تأكلها ما تشبع وتبغي الثانية، وإذا اشتريت اثنتين تشبع من أول واحدة.
وبعد أن انتهيت من كتابة ما أملاه عليّ، رفعت رأسي قائلاً له: هل تعلم أن تلك (الشاورما) التي ذكرتها أنني لا آكلها إطلاقاً؟!، وإذا كان ولا بد، فسوف آكل بدلاً منها حبة (كرواسان) تكفيني.
واسمح لي أن أزيد من عندي (قانون السينما)، ففي الليلة البارحة ذهبت إلى هناك متأخراً، ولم أجد حجزاً إلّا في وسط الصف، وفي الظلام أخذت أتوطئ وأدوس أقدام الآخرين للوصول إلى كرسيي، وما نابني إلّا التأففات والشتائم.
وأسوأ منها: قبل أيام عندما كنت جالساً مع بعض الأصحاب، وأمامي طبق بالمكسرات، التي أخذت أتسلى عليها، وما إن وقفت للمغادرة وقضمت آخر واحدة، وإذا بها فاسدة، وظل طعمها (المزفّت) في فمي حتى بعد أن فرّشت أسناني.
لم يكذب من قال: صاحب الحظ السيئ (يلاقي العظم بالكرشة)، وأزيد عليه وأقول: يا لوعتي يا شقايا، (من سوء حظي حبّوني الكلاب).