مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

مقتطفات السبت

إنني أقف احتراماً لكل صاحب مبدأ لا يساوم عليه.. لهذا احترمت أنا الدكتور (المصري) مجدي يعقوب، الذي يعد من أفضل جراحي القلب في العالم، وهو مقيم شبه إقامة دائمة في بريطانيا، ونظراً لنجاحاته وعطائه أرادت الملكة منحه لقب (سير) عام 1991، ولكن القانون هناك يفرض أن يكون حامله بريطانياً، فعرضوا عليه التخلّي عن جنسيته المصرية ومنحه الجنسية البريطانية، لكنه رفض التخلّي عن جنسيته رفضاً قاطعاً، فاضطرت بريطانيا إلى تغيير القانون الذي كان عمره 300 عام، وإلغاء ذلك الشرط، ومنحه لقب (سير)، وأصبح أول شخص في التاريخ يحصل على ذلك اللقب من خارج المملكة المتحدة.
***
اطلعت عند أحد الأشخاص على جريدة سعودية قديمة (أكل الدهر عليها وشرب)، ووجدت فيها الإعلان التالي:
تعلن وزارة الدفاع والطيران عن حاجتها لمتعهد يقوم بتوريد الإعانة الشهرية لطلبة المدارس العسكرية لكل من (الرس وشقراء والمجمعة) لمدة عام واحد، مع العلم أن المقرر اليومي للطالب الواحد يجب أن يكون وزن المأكولات (بالغرام)، وهي كالتالي:
200 غرام أرز، 60 سمن نباتي، 45 بصل، 250 خضار موسمي، 10 شاهي، 1 ملح، 300 حليب، 100 مربى أو زيتون أو جبن أو حلاوة، 250 حطب، 250 لحم ضاني، 600 خبز، 100 سكر، 20 صلصة، 5 خل، 3 فلفل أسود، 600 فاكهة موسمية، 100 بطاطس، 10 زيت زيتون.
فعلى الراغبين تقديم عطاءاتهم ومناقصاتهم اعتباراً من تاريخه، حتى يوم السبت الموافق 13 شوال 1374 – انتهى.
الذي لفت نظري من كل تلك المقررات، أنهم لم ينسوا حتى (الحطب)!! – وفي تلك الأيام لم تكن هناك (بوتاغازات).
***
ما أبعد الفرق بين هاتين المرأتين:
الأولى: عاملة منزلية آسيوية، ضحّت بحياتها لتنقذ (4) أطفال إماراتيين من الغرق خلال رحلة بحرية للأسرة التي تعمل معها الخادمة، في منطقة شاطئ الضبيعة بأبوظبي، وقالت الأسرة إنها ستخصص راتباً شهرياً مدى الحياة لأبنائها الأيتام، تعبيراً عن تقديرهم لدورها البطولي في إنقاذ حياة أطفالهم.
أما الثانية فهي جليسة أطفال آسيوية أيضاً، وتواجه حكماً في دبي، بتهمة قتل طفلة إماراتية رضيعة عمرها (11) شهراً خنقاً باستخدام وشاحها، والسبب أنها طلبت إجازة، إلا أن والدي الطفلة أخبراها بأن تؤجل سفرها لشهر واحد فقط لحين اكتمال أوراق إقامتها في الإمارات، ما دفعها للانتقام منهم بقتل الصغيرة – انتهى.
رحم الله أستاذنا ضياء الدين رجب عندما كان يردد دائماً: (يا أمان الخائفين).