TT

الملك عبد الله ودوره في حل أزمة لوكربي

رحل الملك عبد الله بن عبد العزيزالذي جمعتني به لقاءات عديدة في السعودية وخارجها من خلال عملي وزيرا لخارجية ليبيا.
التقيته للمرة الأولى في نيويورك سنة 2000.
كانت ليبيا آنذاك كما هي الآن، في عنق زجاجة قضية لوكربي التي استمرت لسنوات. قابلته في مقر إقامته بأحد فنادق نيويورك. كانت قضية لوكربي محور الحديث. قال ولي العهد آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز: غدا سأقابل الرئيس الأميركي بيل كلنتون، سأتحدث معه بصراحة عن هذا الموضوع، أعتبر نفسك أنت الذي تتحدث، وسأقابلك بعد عودتي من الاجتماع بالرئيس. في اليوم التالي اتصل بي أحد مساعدي الأمير ودعاني إلى مقر الإقامة. بادرني الملك عبد الله بالتحية قائلا: أهلا يا جدنا.
تذكرت أن والد أبيه عبد العزيز هو ـ عبد الرحمن آل سعود.
تحدث مطولا عن لقائه مع الرئيس كلنتون، وأنه طلب منه ضرورة معالجة موضوع لوكربي ضمن مراجعة كاملة للعلاقات الأميركية الليبية، واستعداد ليبيا لتطبيع العلاقات مع واشنطن بما يخدم مصالح الطرفين بعد إيجاد حل عادل وعملي لقضية لوكربي.
قال الملك عبد الله إن ملف لوكربي سيكون بين يديه ولن يلقيه حتى يخرج الشعب الليبي من هذه الأزمة.
وبالفعل، كما يعلم الجميع، أن الملك عبد الله بن عبد العزير بذل جهدا متواصلا مع الزعيم الجنوب أفريقي الراحل الرئيس نيلسون مانديلا حتى وصلنا إلى حل لتلك القضية المعقدة. وكان القذافي يبحث عن مخرج لتلك المشكلة مهما كلف ذلك، ولكنه يتحدث كعادته بصوت القائد الذي لا يتنازل.
العلاقة بين ليبيا والمملكة العربية السعودية علاقة قديمة ومتشعبة.
فقد عاش الراحل محمد بن علي السنوسي قبل أن يتولى الحكم ملكا على ليبيا فترة في الحجاز، وأقام فيها زوايا سنوسية، وكان من بين مستشاري الملك عبد العزيز آل سعود، عدد من الليبيين أبرزهم الشيخ محمد خالد القرقني، ونوري السعداوي، كما ارتبطت عائلة السعداوي بعلاقة مصاهرة بعائلة آل سعود. واستمرت العلاقات الليبية السعودية مستقرة خلال العهد الملكي الليبي، إلى أن أصابها التوتر بعد تولي معمر القذافي السلطة في ليبيا، حيث شهدت العلاقة مع المملكة السعودية وعلى فترات، حلقات متصلة من الاضطراب والتوتر.