علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

G20 زاوية أخرى

قبل نحو 8 سنوات قررت أن أذهب مع ابني سلمان وعبد الملك لأستراليا والهدف أن يستفيدا من إجازة الصيف لدراسة اللغة الإنجليزية، وكنت قد أرسلتهما قبل ذلك بعام لأستراليا لوحدهما لذات الغرض، لكني في ذلك العام قررت أن أذهب معهما.
كانت محطتنا الأولى مدينة مالبورن قادمين من سنغافورة نزلنا من الطائرة وأنهينا إجراءات القدوم وخرجنا من المطار وركبنا سيارة أجرة لتوصلنا إلى الفندق المحجوز. في الطريق رأيت لوحة كبيرة تشير إلى سعر غالون البنزين في أستراليا، وكان سعره 4 دولارات أسترالية، أي ما يعادل 16 ريالاً سعودياً (4.2 دولار أميركي). قلت في نفسي ولأولادي: ما دام هذا سعر غالون البنزين فالكل سيعرفنا ويعرف بلادنا. بعد ذلك بقليل فتح سائق التاكسي حواراً بيننا ليسألنا من أين أنتم؟
أجبت بكل ثقة: نحن من المملكة العربية السعودية. لم يعرف بلادي... كررت: من السعودية، ليعاود السؤال بصيغة أخرى هل أنتم من المنطقة العربية؟ قلت: نعم، نحن من المنطقة العربية. وتابع: هل أنتم من دبي؟ ولكي أنهي الحديث قلت نعم، لأني عرفت أنه يجهل منطقتنا تماماً، ولكني قلت: هذا سائق تاكسي بسيط من حقه ألا يعرف منطقتنا. جلسنا في مالبورن نحو خمسة أيام، وكانت محطتنا الثانية سيدني، وفي سيدني زرنا جامعتها العريقة، وسئلت السؤال ذاته. وللحقيقة البعض عرف بلادي، والبعض تظاهر بذلك.
خطرت ببالي هذه القصة وأنا أسترجع مكاسبنا الاقتصادية من قمة العشرين، وأنا لن أتحدث عن مكاسبنا الاقتصادية المباشرة التي أشبعها زملائي الصحافيون بحثاً عبر تقاريرهم المكتوبة والمتلفزة، ولكني سأطل على الموضوع من زاوية أخرى، وهي المكسب الإعلامي الذي سنكسبه من خلال تنظيمنا لقمة العشرين، أولاً: سيطير اسم بلادنا في كل الآفاق وكممثلة للعرب في مؤتمر القمة، ثانياً: سيعرف الناس والمتابعون أين موقعنا في الكرة الأرضية، ومما يجعل الأمر أكثر إثارة أن سكان الأرض يتطلعون إلى المؤتمر ليتعرفوا كيف يعالج المؤتمر آثار كورونا الصحية والاقتصادية.
الدول تصرف ملايين الدولارات لتعرّف بنفسها... نحن جاءتنا الفرص عبر المؤتمر لنعرف بأنفسنا بطريقة راقية، ولنصل للجميع عبر مؤتمر افتراضي يدار عن بعد، وهو ما يجعل الموضوع أكثر إثارة بحكم فوارق التوقيت. إن تنظيمنا للمؤتمرات والفعاليات الاقتصادية سيعرف ببلادنا أفضل من ألف وسيلة إعلامية، بل إن تنظيمنا للفعاليات سيجبر وسائل الإعلام على الحضور والتغطية، فلا توجد وسيلة إعلامية محترمة ترغب في أن يفوتها حدث.
التعريف بالسعودية وبالمنطقة العربية عبر ممثلها الوحيد في المنطقة مكسب إعلامي واقتصادي لا يقدر بثمن، لأنه يحظى بموثوقية لدى الناس بحكم مصداقية وسائل الإعلام الناقلة للحدث. ودمتم.