مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

اغرب عن وجهي... ثكلتك أمك

ليس هناك أسخف من {المزحة عندما تتحول إلى رزحة} – وسوف أستعرض معكم على السريع بعض هذه المزحات الغبية - لكي تكون عبرة لبعض المدمنين منكم على {ثقالة الدم}.
فهذا شاب فرنسي حصل خلاف بسيط بينه وبين حبيبته، ففكر في أن يرسل لها رسالة يعبر فيها عن أسفه وعتبه، فأرسل لها إيموشن عبارة عن صورة لمسدس، فقامت الفتاة الحمقاء بالتوجه فوراً إلى المحكمة واتهمته بأنه يهددها بالقتل، واستغرب هو عندما تلقى من الجهات المسؤولة تهمة التهديد بقتلها فأنكر ذلك وقال إنه مجرد تعبير بسيط عن الغضب المشوب بالمزاح، ولكن تم الحكم عليه بالسجن لمدة 8 أشهر ودفع تعويضاً كبيراً للفتاة، وأخذت هي كامل التعويض، وفوق ذلك {أعطته الطرشّة} – أي تركته نهائياً يستمتع بسجنه.
وإليكم المزحة الثانية التي لا تنزل من الزور: توفي في أميركا رجل يرتدي زياً يشبه حيوان {بيغ فوت} الأسطوري، بعد أن دهسته سيارتان على طريق سريع، من شدة الخوف منه، وذلك في مقاطعة فلاتهيد واسمه راندي لي تبتلي، وعمره 44 عاماً، وقال أصدقاء الضحية إن تبتلي كان يحب المزاح فارتدى البزّة، على أمل أن يخلق خدعة المخلوق الأسطوري، لكي نضحك ونتسلى جميعاً برؤية عابري الطريق وهم يتراكضون مذعورين.
أما المزحة الثالثة التي لا أظن أن هناك مزحة أغبى منها، بطلها رجل صيني، وهي كالتالي:
فتلك المزحة الرومانسية كادت تتحول إلى فاجعة رهيبة، بعدما شارف بطلها على الموت، وذلك عندما أرسل نفسه في صندوق بالبريد إلى حبيبته، وأفادت صحيفة {الصن} بأن هو سنغ كاد يختنق ويفارق الحياة بعدما أرسل نفسه بالبريد إلى مكتب حبيبته في صندوق مغلق تماماً ضاع في مكتب البريد طوال 3 ساعات.
وأوضحت أنه عندما وصل الصندوق إلى عنوانه وفتحته الحبيبة لي وانغ لتصعق برؤيته غائباً عن الوعي، فأجرت اتصالاً بالمسعفين لإنعاشه، وقال سنغ: لم أكن أعلم أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، وحاولت ثقب الصندوق لكنه كان سميكاً، كما أنني لم أرغب في إفساد المفاجأة بصراخي طالباً النجدة – ويا ليته أفسدها.
المهم كانت نتيجة تلك المزحة الثقيلة لذلك الرجل أنه أولاً كاد {يفطس} لولا لطف الله، وثانياً أن حبيبته لم تحتقره فقط، ولكنها فوق ذلك {رفسته} من حياتها نهائياً، قائلة له باللغة الصينية الفصحى المعربّة: اغرب عن وجهي أيها الأحمق. ثكلتك أمك!