وجدت أن أغلب أمنيات البشر في العام الجديد كانت لصالح إحلال السلام في العالم. وعلى عكس الأمنيات قرأت أن معظم الحروب مرشحة للانتشار والتصعيد أكثر، بل إن هناك حروبا صغيرة قادمة في الطريق.
مع الأسف الشديد، فقد أصبحت «طرق الأمنيات» محفوفة بالمخاطر ومليئة بالأشواك.
كان الناس يقولون أمنياتهم بشكل أكثر تفاؤلا وسعادة وعندهم أمل كبير في تحقيقها، وإذا لم تتحقق كلها فبعضها على الأقل.
لكنّ الأمنيات اليوم مزّقتها الخيبة وفقدان الأمل واليأس والمجهول. وتغيرت الأمنيات من تحقيق الطموحات الكبيرة والآمال العريضة في النهضة والتقدم وتحرير فلسطين والوحدة، وغيرها، إلى مجرد استمرار العيش، وعدم الطرد من العمل، وانتهاء العنف، ووقف الفوضى، وتوفر الخبز الساخن كل يوم، وحل المشكلات بالطرق الودية. وهي كلها أمنيات لم نكن نسمع عنها من قبل، وغدت ليست أمنيات، بل كأنها تعبير عن قلق عام وخوف من مآسٍ قادمة، وأن الموجود الآن أفضل مما سيأتي.
من المؤكد أن الأمنيات سهلة، والحلم بها أسهل، غير أن الدنيا التي تغيّرت حاليا وأصبحت في قمة تطورها تراجعت فيها أمنيات الناس إلى أمنيات كان أجداد أجدادهم يتمنونها قبل قرون مضت!
كان بطل إحدى قصص الكاتب الروسي الشهير أنطوان تشيخوف يقول لزوجته: «هذه السنة سأتمنى كل شيء لسعادتنا. سأتمنى المزيد من الحب لنا، والمزيد من السعادة والصحة لأطفالنا. وسأتمنى أن يمنحني الله بعض المال لأحقق طموحاتي المؤجلة. سأدعو في هذه السنة الجديدة أن يتحابَّ الناس وألا يكره أحدهم أحدا، وأن تجد كل امرأة رجلا يعشقها ويدللها، وأن يحصل كل فلاح على المحصول الذي يريد، وأن يخرج كل مظلوم من السجن فورا، و..».
وهنا قاطعته الزوجة قائلة: «على مهلك.. على مهلك. ماذا تركت لأمنيات السنة المقبلة؟».
ومع أنني على يقين أن أمنيات السنة المقبلة لن تتغير كثيرا عن هذه السنة، إلا أنني أكتفي بامرأة قالت لإحدى الإذاعات، إن أمنيتها في السنة الجديدة هي أن تسمع أغنية جديدة لمطربها المفضل.
قال أمنيات قال!
7:52 دقيقه
TT
قال أمنيات قال!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة