العودة إلى الدراسة «بحذر» خلال جائحة {كورونا}

حيرة وجدل في العالم لتقرير العودة إلى «المدارس» أم «الدراسة عن بُعد»

العودة إلى الدراسة «بحذر» خلال جائحة {كورونا}
TT

العودة إلى الدراسة «بحذر» خلال جائحة {كورونا}

العودة إلى الدراسة «بحذر» خلال جائحة {كورونا}

رافقت جائحة كوفيد - 19 تغيرات مختلفة شملت معظم مناحي الحياة، وآخرها قرار العودة إلى الدراسة للعام الجديد، ما بين العودة «جسديا» إلى الفصول المدرسية أو «افتراضيا» عبر الدراسة عن بُعد. وتتحمل عبء هذا القرار الحكومات متمثلة في كل من السلطات المسؤولة عن التعليم والمسؤولة عن الصحة، إذ يتعين ضرورة الأخذ بالاعتبار وضع الصحة العامة، والفوائد والأخطار المتأتية عن طريقة استئناف التعليم، وعوامل أخرى متشعبة. ويجب أن نضع في مركز هذه القرارات مصلحة الطفل وسلامته الجسدية والنفسية ودعم الوالدين وقناعتهم وراحتهم على حدٍ سواء.
ولا شك في أن التعليم في المدارس حضوريا (جسديا) هو الطريقة الأفضل للتعليم ليس للقراءة والكتابة والرياضيات فحسب وإنما لتعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية وممارسة التمارين والحصول على دعم الصحة العقلية والخدمات الأخرى التي لا يمكن توفيرها بالتعلم عبر الإنترنت (عن بُعد). وتُعد المدارس، بالنسبة للعديد من الأطفال والمراهقين، أماكن آمنة للتواجد أثناء عمل الآباء أو الأوصياء وأيضا للحصول على وجبات صحية، والوصول إلى الإنترنت والخدمات الحيوية الأخرى. إلا أن ذلك لن يكون آمناً إلا عندما يكون المجتمع قد أحكم السيطرة على فيروس جائحة «كوفيد19»، ومن دون وجود زيادة في خطر انتشاره.
- الوضع العالمي
هناك أكثر من مليار طالب، في العالم، ظلوا خارج مدارسهم بسبب إغلاق المدارس على المستوى العالمي لوقف انتشار «كورونا المستجد». ومع بداية العام الدراسي الجديد، ونظراً لصعوبة الأوضاع وتنوعاتها في جميع أنحاء العالم، تخوض البلدان المختلفة حالياً نقاشات حول كيفية التخطيط لإعادة فتح المدارس، وتوقيت ذلك، أو إقرار جعلها عن بُعد. ووفقا لمنظمة «اليونيسيف» فقد قررت 105 من إجمالي 134 دولة (78 في المائة) التي أغلقت المدارس، إعادة فتح مدارسها. وبالفعل فقد عاد مئات الملايين من الطلاب إلى مدارسهم في الأسابيع الأخيرة.
ما هي المؤشرات وراء إقدام دُوَلٍ على إعادة فتح مدارسها وتوجه دُوَلٍ أخرى لبدء الدراسة عن بُعد؟
في الوضع المثالي، تعمل السلطات المسؤولة عن التعليم في كل دولة مع خبراء الصحة العامة وأولياء الأمور لتحديد أفضل طريقة للتعليم في ظل جائحة كوفيد - 19. وسواء عاد أطفالنا إلى الحرم التعليمي جسديا أو بقوا في المنزل للتعلم عن بُعد، فسوف نقدم هنا نصائح حول أفضل السبل للتعامل مع كل موقف منهما.
- عودة التعليم المدرسي
يتفق الجميع على ألا يُعاد فتح المدارس إلا عندما تكون آمنة للطلاب. ومن المرجح أن تبدو العودة إلى المدارس مختلفة عما اعتدنا عليه وما اعتاد عليه أطفالنا في السابق. ومن بعض السيناريوهات المحتملة أن تُفتح المدارس لفترة من الوقت ثم يصدر قرار بإغلاقها من جديد مؤقتاً، وذلك اعتماداً على التطورات المستمرة لوضع كورونا المستجد، وهذا يحتاج إلى مرونة عالية من السلطات للتكيف من أجل التحقق من سلامة كل طفل.
وحتى الدول التي لم تقرر بعد إعادة فتح المدارس، فمن الأهمية الحاسمة أن تبدأ بالتخطيط لذلك من الآن، للمساعدة على ضمان سلامة الطلاب والمعلمين والموظفين عند عودتهم وضمان اقتناع المجتمعات المحلية بإعادة الأطفال إلى المدارس.
ويجب أن تكون إعادة فتح المدارس، في الدول التي أقرتها، متسقة مع الاستجابة الصحية العامة لكوفيد - 19 في البلد المعني، وذلك لحماية الطلاب والموظفين والمعلمين وأسرهم. ومع ما تبديه معظم الحكومات من قدرتها على تخفيف بعض القيود بأمان، يتوق الكثيرون لعودة الطلاب إلى المدارس، وخاصة الأطفال الصغار، للسماح لأهاليهم بالعودة إلى العمل.
وقد أعادت دول مثل الصين وتايوان فتح المدارس، كما توجهت المملكة المتحدة لإعادة فتح المدارس للأطفال الصغار. وفي الدنمارك، على سبيل المثال، تم تنظيف الفصول الدراسية بشكل عميق، وتم فصل المقاعد بشكل جيد.
- نصائح السلامة
أصدرت اليونيسف «إطار إعادة فتح المدارس» وذلك بالتعاون مع اليونيسكو ومفوضية الأمم المتحدة بهدف البقاء في أمان ومنع انتشار «كوفيد - 19». وفيما يلي عدد من الخطوات التي أوصت باتخاذها:
> التباعد الجسدي: وهو بقاء الطلاب وكذلك المدرسين على مسافة (1 - 2) متر على الأقل مع تجنب الاتصال الوثيق بينهم وتغطية الأنف والفم بكمامة من القماش تساعد في منع انتشار الفيروس. ويجب الحد من الاجتماعات الشخصية مع البالغين الآخرين وتجنب مناطق قاعات الموظفين، مثلا. ويستحسن استخدام المساحات الخارجية للمدارس والمساحات غير المستخدمة للتعليم والوجبات والأنشطة والتمارين الرياضية للمساعدة في التباعد.
> استخدام الكمامة ونظافة اليدين: يجب على جميع الأطفال فوق سن عامين وجميع البالغين ارتداء كمامة من القماش بشكل صحيح بحيث تغطي الأنف والفم لمنع انتشار الفيروس وهي آمنة للارتداء لفترات طويلة من الوقت مثلا طوال اليوم الدراسي.
> غسل اليدين: بالماء والصابون، وتطبيق الآداب التنفسية (أي احتواء السعال والعطس بالذراع بعد ثني الكوع).
> الحد من التقاء الطلاب في الممرات خارج الفصل الدراسي: ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- انتقال المعلمين بين الفصول الدراسية، بدلاً من ذهاب الطلاب إلى فصول المعلمين.
- السماح للطلاب بتناول وجبات الغداء في مكاتبهم أو في مجموعات صغيرة بالخارج بدلاً من غرف الطعام المزدحمة.
- ترك أبواب الفصل الدراسي مفتوحة.
> قياس درجات حرارة الطلاب في المدرسة: قد لا يكون عمليا، وعليه تتم مراقبة صحة الطفل في المنزل وإبقائه إذا ارتفعت حرارته إلى 38 درجة مئوية أو أكثر أو ظهرت عليه أي من علامات المرض.
> مراقبة الأعراض: يقيس الممرض بالمدرسة درجة حرارة أي شخص يشعر بالمرض أثناء اليوم الدراسي، ويجب أن تكون هناك منطقة محددة لفصل أو عزل الطلاب الذين لا يشعرون بتحسن. وللبقاء في أمان، يجب على الممرض استخدام معدات الوقاية الشخصية مثل قناع N95 ودرع الوجه والقفازات والرداء الطبي ذو الاستخدام لمرة واحدة.
> التنظيف والتعقيم: يجب أن تتبع المدارس الإرشادات الطبية بشأن تعقيم الفصول الدراسية والمناطق المشتركة في المدرسة.
> التدرج في بدء اليوم الدراسي وإنهائه، بحيث يبدأ وينتهي في أوقات مختلفة لمجموعات مختلفة من الطلاب.
> تدريب الموظفين الإداريين والمعلمين على ممارسات التباعد الاجتماعي وممارسات النظافة الصحية في المدرسة.
> أن تكون جميع مرافق المياه والنظافة الصحية جيدة وعلى نحو آمن عند إعادة فتح المدارس.
ومهما كانت الإجراءات التي تتخذها المدارس، تظل العودة إلى المدرسة أثناء جائحة «كوفيد - 19» غير طبيعية - على الأقل لفترة من الوقت - وتتطلب دعم الجميع للتأكد من أنها صحية وآمنة ومنصفة للطلاب والمعلمين والموظفين والأسر.
- التعليم الافتراضي
> تحذيرات العودة المدرسية. حذر منتدى الاقتصاد العالمي (The World Economic Forum) من العودة السريعة للمدارس وأشار عبر موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) أن إعادة فتح المدارس مبكراً جداً قد تؤدي إلى نشر الفيروس بشكل أسرع - خاصة في العالم النامي، مؤكداً أن البلدان منخفضة الدخل تواجه مجموعة مختلفة تماماً من الظروف عن البلدان ذات الدخل المرتفع عندما يتعلق الأمر بإعادة فتح المدارس بعد الإغلاق.
ومما يؤكد ذلك أن أعداد حالات المصابين بكوفيد - 19. في العديد من البلدان، تناقصت بعد تنفيذ التباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس.
> فوائد التعليم عن بعد. هناك عدد من الدراسات التي تدعم التعليم عن بُعد:
- أشارت إحدى الدراسات التي أجريت في الصين خلال الجائحة ونشرت في مجلة «Science» إلى أن إغلاق المدارس يمكن أن يقلل من العدوى ويؤخر الوباء.
> قدر باحثون من الصين وبوسطن الأميركية وإيطاليا في مسوحات «ووهان» أن إزالة جميع الفعاليات التي تجري عادة في المدارس للأطفال حتى سن 14 عاماً، سيؤدي إلى انخفاض متوسط العدد اليومي للحالات الجديدة بحوالي 42 في المائة.
- وجدت دراسة من شنزن، في جنوب شرقي الصين، نُشرت في مجلة «ذا لانسيت» في أبريل (نيسان) الماضي أن الأطفال معرضون لخطر الإصابة بالفيروس تماماً مثل بقية السكان ولكن نادراً ما تظهر عليهم أعراض حادة، ويجب توخي الحذر لدى الدول في إعادة فتح المدارس.
- أخبر الدكتور توم وينجفيلد، كبير المحاضرين السريريين والطبيب الفخري في مدرسة ليفربول لطب المناطق الحارة، شبكة CNN أن الأدلة الموجودة في جميع المجالات تُظهر أن إغلاق المدارس سيقلل من انتقال العدوى، إلى جانب مجموعة من التدخلات الاجتماعية الأخرى عن بعد.
وبالنسبة لإعادة فتح المدارس فهناك العديد من الطرق المختلفة، بما في ذلك إعادة الفتح الجزئي لفئات عمرية معينة وساعات متداخلة.
- الدراسة عن بُعد للفصل الدراسي الأوّل في السعودية
> في السعودية، واستشعارا للمسؤولية في حماية الطلاب والطالبات والمجتمع السعودي بكامله من تزايد وانتشار حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فقد قررت المملكة تطبيق الدراسة عن بُعد للفصل الدراسي الأول لهذا العام. ووفقا لعضو مجلس الشورى الدكتورة نهاد الجشي، فقد جاء هذا القرار بناء على متابعة تجارب بعض الدول التي افتتحت مدارسها حيث كشفت التقارير الواردة من بعض تلك البلدان ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بين الطلاب خاصة أن الفيروس سريع الانتشار ولديه العديد من طرق العدوى منها ملامسة الأسطح والتعرض لإفرازات المصاب أو الرذاذ العالق في الهواء. ورغم الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها تلك الدول فقد انتقلت العدوى بسبب تجمعات الطلاب الذين يصعب تقيدهم بالإجراءات الاحترازية إضافة إلى ما يميز الطلاب الشباب من الاندفاع وخلق ثغرات قد تؤدي للإصابة ونشر العدوى.
- نصائح لصحة طلاب التعليم الافتراضي
هناك أربع نصائح مهمة لصحة وسلامة الطالب خلال التعلم الافتراضي بالمنزل:
> صحة العينين. مع نظام التعلم الافتراضي سوف يقضي الطالب ساعات طويلة يومياً في النظر إلى شاشة الكومبيوتر. فلا بد للوالدين من ملاحظة أي علامة تدل على إجهاد العين مثل الصداع، وعندها يمكن ضبط عناصر التحكم في الضوء الأزرق على جهاز الكومبيوتر والتأكد من أن الطفل يأخذ قسطا من الراحة على فترات متكررة، وإذا استمر إجهاد وحساسية العين وجبت استشارة طبيب العيون.
> الرقابة الأبوية. قد يتم، تلقائيا، إغلاق وحظر أي موقع إلكتروني غير معتمد من المدرسة في أجهزة التعليم المنزلية، كما تتوفر في معظم أجهزة الكومبيوتر برامج للرقابة الأبوية يمكن من خلالها ضبط جهاز كومبيوتر الطفل على حظر المواقع الإباحية، والأخرى الأكثر عنفاً. كما يمكن أيضاً تحديد الوقت الذي يمكن للطفل أن يقضيه على الكومبيوتر.
> الصحة النفسية. خلال التعلم الافتراضي بالمنزل، من المحتمل أن يفتقد الطفل أصدقاءه ويصاب بأحد الاضطرابات النفسية كالاكتئاب. وعلى أفراد الأسرة التقرب أكثر للطفل ومشاركته اللعب والمرح تخفيفا من هذا الشعور.
> المحافظة على النشاط البدني. من المهم أن توفر لطفلك متنفساً خلال فترة بقائه بالمنزل في التعلم الافتراضي يساعده على حرق بعض الطاقة المكبوتة التي قد يشعر بها، ويعوضه عن النشاط البدني الذي كان يبذله في المدرسة.
- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.