تيم كولبان
كاتب من خدمة بلومبيرغ.
TT

«تيك توك» وصفقة «مايكروسوفت» للعقد الحالي

دعونا نطرح أمراً واضحاً في البداية: إن استحواذ شركة «مايكروسوفت» على تطبيق «تيك توك» لا يستحق مبلغ 50 مليار دولار على الإطلاق.
هذا رأيي الشخصي، ومرة أخرى النقود ليست نقودي. ويعتقد بعض المستثمرين في شركة «بايت دانس ليمتد» الصينية - الشركة الأم لتطبيق «تيك توك» - أن الاستحواذ يستحق ذلك المبلغ الكبير، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة «رويترز» الإخبارية في الأسبوع الماضي. ولسوف نكتشف القيمة الحقيقية في وقت قريب، غير أن الأهم من ذلك هو رأي الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت».
وبعد جملة من التكهنات، خرجت علينا شركة البرمجيات الأميركية العملاقة صباح الاثنين - بتوقيت بكين - لتأكيد المحادثات الجارية لشراء تطبيق الفيديوهات القصيرة الذي يضم أكثر من 100 مليون مستخدم في أميركا وحدها؛ إذ جاء في العبارة الافتتاحية لبيان المدونة: «في أعقاب المحادثة التي جرت بين ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة (مايكروسوفت) والرئيس دونالد ترمب». جاء ذلك بعد اقتراح من جانب الرئيس الأميركي بأنه قد يُقدم على حظر تطبيق «تيك توك» داخل الولايات المتحدة بالكلية.
ولم يأتِ ذكر شركة «بايت دانس» الصينية، الشركة الأم لتطبيق «تيك توك»، إلا في الفقرة الثالثة. ولا أحاول الإقلال من أهمية تشانغ يمينغ مؤسس الشركة الصينية أو فريقه التنفيذي، والذين قاموا بعمل رائع للغاية في بناء قوة الأعمال لشركة الإنترنت الصينية، غير أن هذه الصفقة الجديدة سوف تتجاوزهم بالفعل.
يعد ساتيا ناديلا، مهندس تحويل شركة «مايكروسوفت» من مجال أنظمة تشغيل الحواسيب إلى مجال الحوسبة السحابية، من أبرز المشرفين على بعض الصفقات الكبرى التي أبرمتها الشركة خلال السنوات الأخيرة. وفي غضون عام واحد من توليه منصبه عام 2014، تمكن من الاستحواذ على شركة «ماين كرافت» السويدية للألعاب، ثم نجح في إبرام صفقة أخرى للاستحواذ على موقع الشبكة المهنية «لينكد إن».
كانت فكرة سابقة للاستحواذ على تطبيق «تيك توك»، قد جرى استبعادها تماماً وتم الشراء من قبل مستثمري شركة «بايت دانس» في الصين وإنما على الورق فقط. ولكن ذلك من غير المحتمل أن يخفف من شواغل أميركا بشأن خصوصية البيانات والسيطرة الصينية على الشركة.
وكما كتب زميلي تاي كيم قائلاً: «تعدّ صفقة شركة (مايكروسوفت) لشراء تطبيق تيك توك منطقية، لأنها ربما تتمكن من تبديد مخاوف مكافحة الاحتكار. كما اعتقد أن تلك الصفقة من شأنها أن تحل مسألة شفافية البيانات من خلال تحويل العمليات الأميركية في تطبيق (تيك توك) إلى شركة أميركية معروفة وموثوق بها».
وقالت الشركة إنها سوف تضمن نقل كل البيانات الخاصة بمستخدمي التطبيق من الأميركيين إلى الولايات المتحدة وبقاءها هناك.
لكن في المقام الأول، سوف تحتاج شركة «مايكروسوفت» إلى إقناع الإدارة الأميركية بجدية الصفقة. وكان السيناتور ريتشارد بلومنتال من أكثر المشرعين حذراً بشأن الصفقة الجديدة.
ومن المحتمل أن تظهر أسماء أخرى في الأجواء بصفتها جهات محتملة للتسريبات من قبل المصرفيين أو الموظفين المطلعين على مجريات الأمور في شركة «بايت دانس» على أمل منهم في إشعال حرب المزايدات الوهمية. بيد أن شركة «مايكروسوفت» تملك قدراً كبيراً من المصداقية والاستراتيجية للحصول على صفقة يمكن تمريرها لدى الشخصيات الكبرى النافذة في العاصمة واشنطن.
ويقع العبء الأكبر في ذلك على ساتيا ناديلا في إنجاز الأمر سريعاً. وقالت شركة «مايكروسوفت» إنها تعتزم استكمال المحادثات بشأن الصفقة بحلول 15 سبتمبر (أيلول) المقبل.
والآن، دعونا نلقي نظرة على المنتج المعروض للبيع.
حققت شركة «بايت دانس» الصينية إيرادات بلغت 17 مليار دولار العام الماضي بأرباح بلغت 3 مليارات دولار. ولكن هذا يتعلق بأعمال الشركة بأكملها، مع مجموعة من التطبيقات بلغت 20 تطبيقاً حتى الآن - بما في ذلك تطبيق «دوين» وتطبيق «توتياو» للخدمات الإخبارية. ووفقاً لموقع «ذا إنفورميشن» الإخباري، حقق تطبيق «تيك توك» العام الماضي أرباحاً بلغت نحو 300 مليون دولار من أعمالها على مستوى العالم - أي أقل من نسبة 2 في المائة من إجمالي إيرادات الشركة بأكملها التي تبلغ قيمتها السوقية الإجمالية نحو 140 مليار دولار. وخلال العام الحالي، يهدف تطبيق «تيك توك» إلى الوصول إلى أرباح بقيمة 500 مليون دولار من المبيعات في الولايات المتحدة وحدها.
- بالاتفاق مع «بلومبرغ»