عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

أبطال سنغافورة في «خليجي22»

كلفتني صحيفة العرب الدولية «الشرق الأوسط»، قبل 30 عاما بمرافقة المنتخب السعودي لكرة القدم وتغطية معسكره في مدينة إيشتوريل الساحلية المجاورة للعاصمة البرتغالية لشبونة، حيث كان الفريق يستعد للذهاب إلى لوس أنجليس للمشاركة في نهائيات الدورة الأولمبية.
وكم كانت سعادتي كبيرة، فقد كنت الصحافي الوحيد الذي قررت صحيفته أن يكون قريبا من المنتخب، وحضوري ممثلا لمطبوعة لها وزنها أسعد مسؤولي الفريق وفي مقدمتهم الأمير فهد بن سلطان الذي كان رئيسا للوفد آنذاك. ولا شك أنني عشت تجربة فريدة على اعتبار أنني الصحافي الوحيد، ولذلك وجدت نفسي وقد أصبحت أحد أعضاء الوفد، والواقع أنني فرضت نفسي فرضا، ما جعل المهمة مميزة تختلف عن كل المهمات التي تلتها.
تذكرت ذلك المعسكر التاريخي والمباريات الودية التي لعبها الفريق وإبداعات ماجد عبد الله وأنا أقرأ تفاصيل الحفل الكبير بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس اللجنة الأولمبية السعودية.
تكريم لقيادات كبيرة لا يمكن أن ننساها وفي مقدمتهم الأمير فيصل بن فهد، وأبطال أولمبيين وفي مقدمتهم الأمير عبد الله بن متعب وهادي صوعان. من ينسى صالح بن ناصر وعثمان السعد؟! ومن ينسى أبطالنا الأولمبيين الذين شاركوا أول مرة في دورة مونتريال؟!
والحقيقة أنني أشعر بالسعادة كلما جاء ذكر أول إنجاز للمنتخب السعودي الذي تحقق في سنغافورة عام 1984 عندما أطاح الفريق بمنتخبات نيوزيلندا والكويت وكوريا الجنوبية وتأهل بقوة إلى لوس أنجليس محققا أول إنجازاته. وأجدني ميالا مستمتعا بالحديث عن إنجاز سنغافورة حيث تأهل المنتخب، وأستمتع أكثر حين يأتي الحديث عن مباريات المعسكر البرتغالي، بيد أنني لا أحبذ تجربة لوس أنجليس تحديدا لأن النتائج لم تكن على ما يرام. فرحنا كثيرا بالتأهل لكنّ لاعبينا لم يظهروا بمستوى جيد في كل المباريات الثلاث التي لعبوها، ومن هنا أقول إن من يستحق التكريم هم الذين أوصلوا الفريق إلى لوس أنجليس.
لا شك أن اللجنة الأولمبية السعودية وفقت في اختيار التوقيت المناسب للاحتفال الذي تزامن مع منافسات دورة الخليج لكرة القدم، وما أجمل هذه المناسبة التي نشاهد فيها المدرب الوطني الكبير خليل الزياني الذي استفدت منه كثيرا واقتربت منه في البرتغال مستغلا وجودي منفردا كإعلامي، وما أجمل الالتقاء مجددا بالأبطال ماجد عبد الله وفهد المصيبيح وصالح خليفة ومحيسن الجمعان وعبد الجواد وسمير عبد الشكور وحسين البيشي وخالدين والمطلق وعبد الله الدعيع وسامي جاسم وبايزيد وعمر باخشوين وشايع النفيسة وأحمد البيشي وسلمان النمشان وعبادي الهذلول وخميس وسويد وطلال صبحي وجاسم الحربي وبراك عطية، وغيرهم.
في كرة القدم من أوصلونا بالذات يستحقون الشكر الأول، وخصوصا من أبدعوا في سنغافورة، وفي بقية الألعاب أكثر من يستحق الشكر من فازوا بميدالية ودخلوا التاريخ الأولمبي من أوسع الأبواب. جميل جدا أن نحتفل بأبطال آسيا بينما نحتضن البطولة الأم... دورة الخليج.
[email protected]