حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.
TT

الوباء والخمينية

يحاول الحوثيون وميليشياتهم الإجرامية هذه الأيام تجديد نشاطهم عبر محاولات اختراق الجسد السعودي القوي، وذلك من خلال إطلاق عدد من الفيروسات الحوثية على الرياض وجيزان. ولأن الجسد السعودي ذو مناعة قوية فقد تهشمت الفيروسات الإيرانية، وتهاوت خائبة ذليلة ميتة.
فيروسات كورونا تتسلل بصمت إلى جسد الضحية فتتمسكن حتى تتمكن، وفي مرحلة التسلل لا يشعر بها الجسد المستهدف، وكذلك تفعل هذه الفيروسات الآيديولوجية الملوثة العابرة للدول والأقاليم والقارات، ينشرها النظام الإيراني، ويعزز سمومها ويلوثها، فتتغلغل في أجساد الدول السليمة تحت لافتات مختلفة، فيروسات تحت لافتة التأهيل والتدريب، تحمل معها القلم والسبورة تستغل الجهل وطلب العلم، وترفع لافتة المراكز الثقافية، وفيروسات تلبس زي الأطباء والتمريض، وفيروسات ترفع شعار الحوار والتقارب، وأخطر الفيروسات الإيرانية القاتلة هي التي ترفع شعار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومدافعة النفوذ الصهيوني، وكان أكبر ناقل لهذا الفيروس قاسم سليماني، ومن هذا الفيروس الخطر تغلغلت الخمينية في فصائل المقاومة الفلسطينية وساهمت هذه الفيروسات الخطرة في خلخلة وحدة الصف الفلسطيني وتشتيت أحزابه كل حزب بما لديهم فرحون.
وكما احتار العالم بأطبائه وعلمائه وجامعاته ومعامله وتقنياته في إيجاد الترياق المناسب لقتل وباء كورونا، احتار العالم بدوله الكبرى والصغرى وترساناتها النووية والتقليدية ومؤسساتها الدولية والإقليمية في قتل النظام الإيراني، بؤرة الفيروسات والآيديولوجيات الطائفية والعرقية والقضاء عليها، وضرب البلطجة الإيرانية التي أمرضت وأهلكت الجسد العراقي والسوري واللبناني واليمني، وتغلغلت في بقية الدول العربية والإسلامية، بل وفي بقية دول العالم، تصيبها بحمى الفتن والقلاقل.
وكما شاعت نظرية المؤامرة في تفسير ظاهرة كورونا فرأى بعض «المؤامراتيين» أنها حرب بيولوجية خفية بين الدول الكبرى، فقال بعضهم إن الفيروس أطلقته الصين في مسار صراع الحضارات مع الدول الغربية، إلى قائل إن أميركا تسللت بالفيروس خلسة إلى الصين، فتحول الفيروس إلى كرة لهب تتقاذفها الدول العظمى. أيضاً شاعت نظرية المؤامرة في تفسير سر صمت دول الغرب العظمى المطبق عن الانتشار المميت لفيروسات الآيديولوجية الخمينية في دول منطقة الشرق الأوسط حيث الخزن الاستراتيجي النفطي للعالم الذي اخترقته الفيروسات الحوثية مرة والإيرانية تارة أخرى، والكل يعلم أن هذه الفيروسات وجهان لعملة فيروسية واحدة، وتحت نظر الدول الكبرى وسمعها تسللت الفيروسات الإيرانية للعراق وهيمنت على بغداد بعد سقوط صدام، ثم تسللت هذه الفيروسات نفسها، وتسلمت الموصل بعد سقوط داعش، مع أن «داعش» و«الحشد» وغيرها كلها فيروسات إرهابية متشددة.