النزاع العربي ـ الإسرائيلي.. عقبة في سبيل التقدم أم مشجب لتعليق الفشل؟
TT

ربيع العرب.. زمن الإخوان

الكتاب: ربيع العرب.. زمن الإخوان
تأليف جمال خاشقجي
الناشر دار مدارك
سنة النشر 2013
مراجعة: عمر البشير الترابي

خاشقجي، كغيره من الصحافيين العرب، وخبراء الرأي، انفعل بتدفق مع “الربيع العربي”، وتعاطف حميمي، تبدّى في مقالات منثورة، جمعها وضمّنها بعض الدراسات وأخرجها في هذا الكتاب، ليصير شاهدًا، على فترة من أهمّ مراحل العرب، كان الكتاب توثيقًا لحظيًا، يصلح أن يكون إرشيفًا للأحداث، وجاء في ثمانية فصول، وفي نهايته، كانت ذاكرة مميزة ضمّت كل أحداث الربيع في كرنولوجيا، مميزة، بدأت بحرق جسد البوعزيزي النحيل في 17 ديسمبر(كانون الأول) 2010، وانتهت بدعوة سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين للحوار في 8 ديسمبر(كانون الأول)2012.

ما الربيع؟

بدأ الكاتب محاولاً تلمّس تعريف محايد للربيع، وحشد الذكريات العاطفيّة، وامتلأ في بدايته بالصورة الرومانسية، وبالرغم من أن الكاتب رفض في بداية كتابه نظرية المؤامرة واعتبر فرضية وجود مخطط لما حدث “طرح روجت له الأنظمة لتشويه حركة الربيع العربي”، إلا أنّه قبله حينما قدّمه الإخوان كمبرر لقرارات الرئيس المصري في 22 نوفمبر، وبرر له.
ليؤكد دحض نظرية المؤامرة، عدّ الكاتب أن التلويح بأعلام الاستقلال دليل على أن المتظاهرين يريدون البداية من نقطة الصفر، فالثورة كانت انقلابًا على كل ما وأد النهضة العربية الأولى، ومثلت استعادةً للحرية، التي سلبها العسكر، الذين عاشوا سنين وهم يتعلمون بحسب خاشقجي “فن البقاء على الحكم” بدلاً من تعلّم فن الحكم، فتمرسوا في التصنّت والتجسس، وحازوا رضا الغرب ومثقفيه، ولم يتوان خاشقجي في وصف “مقال” إحدى المثقفات الغربيات بالسخافة، لأنها قالت “شجعوا حقوق الإنسان.. لا الديمقراطية في العالم العربي”، وهو بذلك يرمي بثقله لتبيين الوجه الديمقراطي للربيع.

صراع طبقي.. وثورات الماضي “لم تكن”

تفسير آخر يقدمه خاشقجي، في حالة مصر، هو صراع طبقي وصعود للمهمشين، فثورة 25 يناير كانت نهايةً لما سماه “الطبقية التي حكمت العالم العربي لأكثر من ألف سنة”، وثورة يوليو(تموز) 1952 عند – خاشقجي – لم تكن سوى استبدال لطبقة الملك الخاصة، بطبقة جديدة من العساكر، ولم يكن وزراء مبارك، إلا امتدادًا لخارطة متشابكة وعميقة من المصالح، تحكمها التجارة والمصاهرات والقرابة، فالطبقية ثقافة يسمح لها الاستبداد بالتمدد، وكل من يدافعون عما قبل “الربيع” هم يدافعون عن طبقتهم ضد المهمشين الذين يوالون الصعود.
يؤسس الكاتب بذلك للقطيعة مع الماضي القريب، لينسف كل ما أسسته ثورة يوليو في مصر، وكل ما أهدته من جهود، ويهدّ كل ما بناه بورقيبة، ويقفز ليعتبر قادة احتجاجات “الربيع”، وسرّاق ثوراته، امتداداً لجيل النهضة العربي القديم، وهو أمر فيه نظر.

القمع يولّد التطرف.. ووهم موت “القاعدة”

خاشقجي، مسكون بثورة مسلوبة في الجزائر، يعاملها بحنين خاص، ويلفها بأسىً متعمّد، كلمّا مرّ عليها، يتذكر ذكرى احتجاجات “ساحة ماي” 1988 بالجزائر، وكيف تمّ قمعها، وتفريق حلم الجماهير، يذكر ذلك في معرض ذكره لمحاولة ليبيا وسوريا واليمن استعادة التجربة وقمع المظاهرات كما فعلت الجزائر القديمة، ولكن شعوب اليوم غير الأمس، كما أن العالم لم يعد يقبل بما قبل به بالأمس.
يستغل ذكرى الجزائر، للترويج لفكرة ارتباط التطرف بالإقصاء، فأسلوب قمع المظاهرات التي كانت تهتف في الجزائر “إسلامية.. إسلامية”، ولّد عشرية الموت في الجزائر، وتولّدت معها “القاعدة” والتطرف فيها.
يستعيد الكتاب في مراحل متقطّعة التجربة الجزائرية، وذكرى باب الواد، وذلك ليكرر القصة “فبعد مئات القتلى استجاب الرئيس الشاذلي بن جديد وأقام انتخابات اكتسحها الإسلاميون، ولكن انقلب الجيش على الديمقراطية ليتسبب بكارثتين، الأول حمام دم قضى على 150 مواطنا، والثانية ولادة القاعدة في الجزائر”. ويعاود ليربط القمع بالتطرف، ويقول إن حرمان الإسلاميين من الممارسة السياسية، تسبب لفترة طويلة بقتل التيارات الوسطية، وسيادة فكر “القاعدة”.

لا يستنكف خاشقجي تصنيف فترة “الربيع” بأنها تأشير لنهاية “القاعدة” وعودة الإسلام الوسطي، ويقول يوم سقط الاستبداد سقطت معه “القاعدة”. يصل خاشقجي حدًا من الزهو ليقول إن “القاعدة” دفنت في ميدان التحرير، مع اعترافه إن فكر “القاعدة” مازال حيا، فـ”الربيع” ساهم في إلغاء خيار “القاعدة”، في مصر، وادعى الكتاب أن “القاعدة” لم تظهر في سوريا بقوة، على الرغم من أن النظام يروج لها، وأفرج عن “أبو مصعب السوري”.
يختلف كثيرون مع هذه النظرة الرومانسية، وقد لا يحتاج الكاتب نفسه لأكثر من أشهر قليلة ليكتشف أنها رؤية خاطئة، فـ”قاعدة” اليوم أشد عودًا، وأكبر تأثيرًا وخطرًا، وقد انكشف لكل المهتمين، أنّ التوصيف الدقيق لاحتجاجات 2011 إنما هو، “ربيع القاعدة”.
ولكن أيّ نظام تولّد عن هذه الاحتجاجات؟

النظام العربي الجديد.. محاور وهمية.. تتصارع!

تبدّلت الصورة، وظهرت صورة جديدة، ودول بثياب إسلامية، وانهارت شبكة العلاقات القديمة، لذلك بدأ خاشقجي، بتوصيف النظام الجديد، بتصنيف الدول العربية، بين دول الاستقرار كدول الخليج، ودول “الربيع” كدول تونس، ومصر، واليمن، وليبيا، وسوريا، ودول الإصلاح الدستوري التي تمثلها المغرب، الأردن، ومن ينتظر مثل الجزائر، وبين هذه الدول يرسم الهلال الإخواني الذي يتناوله الكتاب والمحللون، متسائلاً إن كان يوجد بالفعل محور للإخوان، ومضى يقدّم أفكارًا تجعل الإخوان أوهى من أن يصمموا محورًا متماسكًا، ويتساءل إن كان هذا “المحور” موجودًا بالفعل، وبعد إجالة النظر يجيب بالنفي، فالمحور النظري ليس بالمحور أو الحلف الذي يمكن أن يتفق على سياسة خارجية واقتصادية واحدة، ويصل ليقول، يجب أن نلغي فكرة صراع المحاور.
في النظام العربي الجديد، يركز الكاتب على تحوّل العلاقات من علاقات بين الزعماء فقط، إلى علاقات يجب أن تصبح بين الدول، بشكل أفقي، يمثلها رئيسان منتخبان وعلى الرئيس أن يحسب حساب أن نظيره لا يتمتع مثلاً بدعم حزب واحد، وإنما هو نتاج ائتلاف بين اثنين.
على هذه الزعامات ألا تستمع لأعدائها، ويحاول تخفيف التخوّف من الإخوان، بتخوين من يفعله، ويتحدث عن الإخوان كفزاعة، ويقول بصوت قاطع إن أكثر المقالات “عدوانية” صدرت من دوائر اليمين الأميركي المحافظ، ومراكز البحث اليهودية، ويحذر من الآخرين من وقوعهم في ما سماه فخ تصنيفات جديدة كالقول بخطر “الهلال الإخواني”، ويتبع ذلك بالدعوة إلى ما يسميه وقت التضامن الإسلامي، مؤكدًا أن لا خطر من الإخوان!
بدا الكتاب هنا أكثر اندفاعًا، ليتحوّل كتالوج علاقات عامة، يقدّم للإخوان خدمات جادة، ويلطف العلاقات، برؤية يحدوها التفاؤل.

جيران “الربيع العربي”.. مشروع مارشال عربي

في معرض حديثه لتحليل من ضربه “الربيع” ومن نجا، استثنى من الجمهوريات التي سقطت في عين العاصفة، الجزائر، التي يرد تكرارها بأنها ما زالت تنتظر، بينما استثنى السودان، بصورة عجيبة، فقدّم له وصفًا غريبًا وتفسيرًا عجيبًا فقال إنه “يعيش نهضة اقتصادية”، ومضى ليقول إن “صعود الإسلاميين من حول حكومة الإنقاذ خصوصًا في مصر، هو أفضل خبر بلغهم”، قبل أن يصنّف كارثة “انفصال الجنوب” على أنه خبر جيد!، نسبة لما يظنّه من “كلفته الباهظة”. مرّ على موريتانيا التي تترنح والعراق الذي يعترك سياسيوه. نجت الملكيات العربية بجانب نظامها الاقتصادي الحر والاحترام، بسبب طبيعة «العقد الاجتماعي» الواضح بين الحاكم والمحكوم في الملكيات العربية.
في الحديث عن الجيران أبدى إعجابه بأردوغان، ورغبته في التدخل لدعم الديمقراطيات الإسلامية الناشئة في المنطقة، فهو يشارك في مكافحة “الفكر المتطرف” المولّد للإرهاب ويحب مصر، وتركيا التي يقودها تتحرك بالاقتصاد. مرحبًا بإيران في الشرق الأوسط الجديد.. إن رغبت، وقال إن تجربة الصداقة السعودية – الإيرانية لبضع سنوات قصار، تثبت أن ليس ثمة حتمية عداء بيننا وإنما الأصل تعاون وإخاء.

الاقتصاد.. كلمة السر.. الفريضة الغائبة

في فصل ذكي، يتناول أهمية الاقتصاد الغائبة، ينتقد غياب الاقتصاد من نقاشات العرب، على الرغم من أنه هو المحرك الرئيس لكل القضايا وهو سبب الثورات، وقال حتى في تناولنا له فإن السطحية تغطي على النقاشات ويستدل على ذلك بتناول البعض لفكرة راتب “حافز” على العمل؟ ويعلق مؤكدًا أن الأمر ليس له علاقة بالاقتصاد الإنتاجي الذي نريد، بل هو “مناحلة” الشكاة الواقفين في نهاية خط الإنتاج ويتساءلون “أين نصيبنا؟ فليس النقاش اقتصاديًا، ويواصل انتقاده الذكي ليقول حتى القضايا “الاجتماعية” مثل عمل المرأة وقيادتها للسيارة التي نتجادل حولها في إطار “صراع التيارات”، ما هي في حقيقتها إلا قضايا اقتصادية تمامًا، ولكن غياب العقل الاقتصادي، أدى لحرف النقاشات. ويمهّد بذلك لما ينبغي أن ينتبه له الإخوان الحاكمون في دول “الربيع”.

تحولات “الإخوان”.. مائدة من السماء!

يقول الكاتب، إنّ انتصار الإسلام المعتدل في تركيا مثّل طوقًا لنجاة للإسلام الحركي المعتدل في مصر والعالم العربي، وتحدث عن تأثير أردوغان، وحاجة الإخوان إلى الاستفادة من تجربته، في تصريحه الذي قال فيه، “الدولة يمكن أن تكون علمانية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون قادتها علمانيين”، و”إن الدولة علمانية، ولكنني أنا غير علماني”، وقال إن الفارق بينه وبين الإخوان، أن رئاسته بلدية إسطنبول، علمته أن يتعامل مع الواقع، ومع حقيقة الحكم، بقوانينه العلمانية التي تسمح حتى بالحرام، ومضى ليقول هذا التحول الذي يحتاجه قادة الإخوان.

الأمن داخليًا.. والتحالف مع الخليج

سجل الكتاب المطلوب من الرئيس المصري الجديد، وحنّط مطالباته له، وقال إن الإخوان وكل ما سيفعلونه خلال المائة يوم الأولى في مصر، سيرتد إيجابًا أو سلبًا عليهم في الخارج، وقدم مقترحه لخارطة طريق، تبدأ باستعادة الأمن على المستوى الداخلى، وعلى النطاق الخارجي بدأ بالتأكيد على التحالف مع السعودية.
حازت العلاقات بين مصر بسبب قضية الجيزاوي، حيزًا من النقاش، وفي خلاصته وصل إلى أن الدولة الجديدة في مصر فقدت السيطرةَ على الإعلام، وأما المملكة، فتحتاج إلى أن تطور أدوات جديدة قديمة في علاقاتها الخارجية مع دول “الربيع العربي”. واعتبر أن استقبال المملكة الحافل للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وجه ثلاثة رسائل صريحة وواضحة لمصر ورئيسها الجديد والقوى السياسية فيها، وهي “لا مشكلة عندنا مع الثورة، ولا مع الإخوان، وتجاوزنا مثلكم مرحلة مبارك”، وقال إن رسالة رابعة كانت للداخل السعودي.

سوريا الثورة التي لم يتوقعها أحد

في تناوله لثورة الدمّ والخراب السورية، بدأ بتحليل موقف إيران، ليضع أطراف المأساة الطائفية، فإيران الشيعية لن تدعم ثورة إسلامية سنية، في ما فهمه من رسالتها، وتسبب ذلك بدخول الجميع في مواجهة مذهبية بين الإسلاميين السنة ونظرائهم الشيعة، وتطوّر “آلة القتل” السورية، واصفًا النظام بأنه نظام فقد عقله.
دعا خاشقجي إلى اغتنام عرض التفاوض، وقال إنه فرصة لفرض الشروط كوقف تام لإطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين، وأن يكون الحوار علنيًا وبحضور الإعلام العربي والعالمي، وأن تشارك فيه الحكومة التركية كمراقب، وأن نحصل على ضمانات بسلامة المشاركين، وأن يشارك الرئيس شخصيًا وفلان وفلان. وتساءل شروط عالية؟ ليجيب أبدًا، إنه زمن الشعوب.

سوريا الأفغانية.. ليبيا واليمن

يعد تناوله لمسألة وجود “القاعدة”، وتبريره لخيار التسليح، حاول قراءة الأحداث بذاكرة رجل شهد الحرب الأفغانية، فيورد ملاحظات من التجربة الأفغانية تتكرر اليوم في سوريا، قال فيها في أن كل محاولة لتوحيد الثوار ستولد تنظيمًا جديدًا، وأن السوريين ليسوا مثل الفرنسيين يتفقون على “ديغول” واحد، كما أن المعلومات التي تصل من الداخل دائمًا متناقضة، والأنشط إعلاميًا ليس بالضرورة أنه الأنشط على الأرض، وصف الثوار ليس جيدًا بل ربما أسوأ، قد تتهم بالتآمر على الثورة، كما أن الثورة للشرفاء، وعشاق الحرية، ولكنها أيضًا ساحة للانتهازيين والتجار والمقامرين، وفكرة توحيد الثوار في الداخل مُغرقة في الرومانسية، ويقول من يقول إن “الإخوان المسلمين” هم الفصيل الأكبر في الداخل لا تصدقه، ومن يقول العكس لا تصدقه أيضًا، فلا أحد يعرف الحقيقة.
قدّم الكتاب نصائح إلى ليبيا الجديدة، بأن تتحرر من إدمان العمالة الرخيصة وتهمش القبلية، وتحرص أن تكون الحكومة «صغيرة» بمسؤوليات محدودة ولكن فعالة، وأن تتحرر من لعنة النفط، أما لأهل اليمن فقال لهم اكسروا السيف واحتكموا لصندوق الاقتراع.

خريف الإخوان.. الرسوم المسيئة

بدأ خريف الإخوان في 11 سبتمبر (أيلول) 2012، عندما قرر السلفيون مهاجمة سفارات أميركا بعد فيلم مسيء للرسول صلى الله عليه وسلم سببًا، وتساءل بأسى، لماذا هذا التيار يسعى دومًا إلى حتفه؟ يحقق انتصارًا ثم يستفز من حوله، السكان المحليين، العالم. للتو انتصروا في ليبيا، بمشاركتهم في الثورة، وقال إنهم غسلوا ما سماه “عار فتاواهم القديمة في عدم جواز الخروج على ولي الأمر (القذافي)”، فانطلقوا في حماقة يدمرون الأضرحة ويقصفون السفارة الأميركية التي باتت صديقة للشعب الليبي الذي صبر عليهم.
بعد أن قدم خاشقجي تفسيره حول تحالف الإخوان والسلفيين، وتفكك التيار السلفي إلى تيارات يتأخون بعضها، قال يبدو أنه حان الوقت أن يقبل السلفيون بقاعدة الإخوان الذهبية الشهيرة “نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه”.

هل هناك مؤامرة على الإخوان؟

تحدّث عن مبررات قرارات 22 نوفمبر (تشرين الثاني) التي فجأ بها الرئيس المصري المتابعين، وتناول الحديث عن وجود مؤامرة، سماها “مؤامرة الليل “، وقال إنها ربما كانت تقضي أن يكون أولئك المعارضون المعتصمون بخيامهم حول القصر، رأس حربة تجتمع آلافها المؤلفة لاحقًا، للانقضاض على القصر وطرد الرئيس منه أو اعتقاله بشكل مهين ما يسقط اعتباره ومن ثم شرعيته، وبناء على هذا التفسير فكان من الضروري للإخوان استعراض قوتهم، وإرسال رسالتهم وإبعاد هؤلاء عن القصر وهو ما تحقق لهم، ويواصل قائلاً قد تكون “المؤامرة” حقيقية ومخططا لها ونتيجة اجتماعات محكمة وأموال وتدخلات خارجية وامتدادات للنظام القديم، كما يقول الرئيس وأنصاره، وقد تكون مجرد غضب عفوي صادق، تقرير ذلك ليس مهمًا، المهم أن الإخوان معتقدون بوجود مؤامرة، وأن واجبهم إسقاطها، وإن دفعوا ثمن ذلك غاليًا، فسقط 6 من شبابهم وأحرقت العشرات من مقارهم.

الكتاب يقدم وجهة نظر متفائلة، للكتاب العرب، عن “الربيع”، من معسكر المتعاطفين معهم ومن يظنون أن فرصة للإسلاميين قد تغير الأوضاع، وأن الأزمة العربية يمكن حلّها بمجموعة من دفقات التفاؤل، وهي تجربة ناجحة تثبت شجاعة خاشقجي، الذي فتح صدر كتابه للرياح، وحنّط أفكاره، دونما خشية، أن يلتفت يومًا ليجد أنه أغل الدرس القديم.. ليس كل ما يلمع ذهبًا.