مصر تعثر على مخزن آثار مغلق منذ نصف قرن بسقارة

يضم توابيت خشبية ومومياوات وقطعاً حجرية

إحدى المومياوات المكتشفة داخل المخزن
إحدى المومياوات المكتشفة داخل المخزن
TT

مصر تعثر على مخزن آثار مغلق منذ نصف قرن بسقارة

إحدى المومياوات المكتشفة داخل المخزن
إحدى المومياوات المكتشفة داخل المخزن

أعلنت وزارة الداخلية المصرية العثور على مخزن آثار في منطقة آثار سقارة بالجيزة (غرب القاهرة)، وصفته بأنّه «مجهول» ويعود إلى مفتشي آثار قدامى، بجوار مقبرة بتاح حتب الأول، ويضم المخزن مجموعة من التوابيت الخشبية والمومياوات والقطع الحجرية.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان صحافي أمس، إنّ «معلومات وتحريات الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار كشفت عن وجود مخزن آثار تابع لبعثة أثرية قديمة بجوار مقبرة فرعونية داخل المنطقة الأثرية بسقارة، غير مدرج بكشوف مخازن الآثار بسقارة وغير معلوم لمفتشي آثار المنطقة»، وأثار الإعلان جدلاً في الأوساط الأثرية المصرية، وتساؤلات حول كيفية وجود مخازن للآثار غير مسجلة.
لكن الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة السياحة والآثار، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «المخزن مدرج بالتأكيد في سجلات وزارة الآثار، فهو مخزن رسمي وعليه أختام رسمية، ولو بُحث في السجلات سيُعثر على كل المعلومات عنه، لكنّه ربما لم يكن معلوماً لمفتشي المنطقة، نظراً إلى وجود حائط بُني أمام بوابته الخشبية أخفاه لسنوات».
وأوضح عشماوي أنّ «المخزن يعود لفترة الستينات من القرن الماضي، وأُغلق بباب خشبي، وبُني أمام الباب جدار، وبناءً على المعلومات والتحريات التي قامت بها وزارة الداخلية تمت إزالة الجدار وكشفت عن المخزن الذي كان مغلقاً بأختام مفتشي الآثار».
وعُثر على المخزن بإحدى الغرف الملحقة بمقبرة بتاح حتب الأول، خلف جدار مكون من مجموعة من القطع الحجرية محكمة الغلق بالطين الطفلي، وكان المخزن مغلقاً بباب خشبي عليه قفل مختوم بالرصاص بأختام 2 من مفتشي آثار منطقة سقارة الأثرية في فترة الستينات من القرن الماضي.
وأوضح عشماوي أنّه «خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لم يكن هناك مخازن آثار بالمعنى الحالي (مبنى مخصص لتخزين القطع الأثرية)، حيث كانت المقابر أو المناطق الأثرية أو أي مكان مؤمّن تُستغل كأماكن لتخزين الآثار، لكنّ هذا الأمر انتهى الآن»، وقال: «بنينا مخازن مخصصة للآثار، وراجعنا جميع سجلات المخازن المعروفة ونقلناها لهذه المخازن الجديدة المؤمّنة على أعلى مستوى».
وعن عدم العلم بوجود المخزن المكتشف حديثاً، قال عشماوي: «قد تحدث حالات شبيهة ويتم العثور على مخازن كانت مخفية وراء جدران كما حدث مع المخزن المكتشف بالقرب من مقبرة بتاح حتب الأول، لكن في النهاية هذه حالات نادرة جداً بعد الإجراءات التي اتخذتها وزارة الآثار لنقل وتسجيل جميع المخازن الأثرية».
ويتكون المخزن المكتشف من غرفتين عُثر بهما على 12 تابوتاً خشبياً، بها مومياوات، وغطاء لتابوت خشبي، و3 قطع حجرية نُقشت عليها رسومات وكتابات باللغة الهيروغليفية، وقال عشماوي إنّ «التوابيت المكتشفة تعود لعصر الدولة الحديثة أو الدولة المتأخرة».
في سياق متصل، أعلنت وزارة الآثار المصرية، أمس، عن إحباط محاولة للحفر خلسة بمنطقة أبورواش الأثرية، (غرب القاهرة)، والقبض على «تشكيل عصابي» من أربعة أشخاص كانوا يحفرون خلسة داخل المنطقة، وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنّ «حراس المنطقة راقبوا الجناة في أثناء محاولتهم دخول المنطقة الأثرية، وأُلقي القبض عليهم متلبسين في أثناء حفرهم خلسة».
وتقع منطقة أبورواش الأثرية على بُعد 8 كم شمال الجيزة، وبها «هرم جدف رع» ابن الملك خوفو، وهي منطقة مملوكة لوزارة الآثار المصرية، وتضم مجموعة من المقابر الصخرية التي تعود لعصور تاريخية مختلفة.
وقال عشماوي إنّ «الأشخاص الذين قُبض عليهم استولوا على جزء من الأراضي التابعة للمنطقة، وأحاطوها بسور وحفروا خلسة، حيث وصلوا إلى بئر منقور في الصخر، لكنّهم لم يصلوا لنهايته».
وأضاف عشماوي أنّ «وزارة السياحة والآثار ستتولى استكمال الحفائر في المنطقة، فمن المتوقع أن تؤدي البئر المكتشفة إلى مقبرة أثرية».
وهذه ليست المرة الأولى التي تقود فيها الحفائر خلسة إلى اكتشافات أثرية، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار الشهر الماضي الكشف عن تمثال لرمسيس الثاني على هيئة «الكا» بمنطقة آثار ميت رهينة، بالجيزة، في أثناء حفائر الإنقاذ في منطقة مملوكة لأحد الأشخاص كان يحفر فيها خلسة، وفي سوهاج (جنوب القاهرة) كشفت الحفائر خلسة عن مقبرة توتو الأثرية التي تعود للعصر البطلمي، بمنطقة الديابات في شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.