مصر: تجميل المنطقة المحيطة بـ«المتحف الكبير» تمهيداً لافتتاحه

إنشاء ممشى سياحي بينه وبين الأهرامات

تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير (مجلس الوزراء المصري)
تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر: تجميل المنطقة المحيطة بـ«المتحف الكبير» تمهيداً لافتتاحه

تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير (مجلس الوزراء المصري)
تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير (مجلس الوزراء المصري)

بالتزامن مع العمل داخل المتحف الكبير (غرب القاهرة)، يجري العمل على نطاق واسع في محيطه تمهيداً لافتتاحه رسمياً خلال العام الحالي، وذلك بعد تشغيل أجزاء منه بشكل تجريبي في الآونة الأخيرة.

وتفقّد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، (السبت)، مشروع إنشاء الممشى السياحي الرابط بين المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات، الذي يمتدّ لنحو 1200 متر.

مصر تنوي افتتاح المتحف الكبير رسمياً العام الحالي (مجلس الوزراء المصري)

وخلال الجولة، قال اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، إن أعمال تجميل مدخل طريق الفيوم تُتابع، إضافة إلى المواقع والنقاط الجاري دعمها بالمسطحات الخضراء وتنسيق الموقع، وأعمال تجميل الأسوار، فضلاً عن وسائل الإنارة، وتطوير الأرصفة على جانبَي الطريق، كما تُتابع أعمال التطوير في ميدان الرماية، التي تشمل أعمال تنسيق الموقع وتحويل المرافق وتوسعة الطريق.

وأشار طارق صبحي، استشاري مشروع تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير، إلى أن أعمال الزراعات بدأ الانتهاء منها بنسب متقدمة، إذ أُنجز العمل من زراعة النخيل والأشجار، ومغطيات التربة، كما تم الانتهاء من شبكة الري، إضافة إلى الانتهاء من أعمال الكهرباء.

جانب من أعمال تجميل المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير (مجلس الوزراء المصري)

وأوضح الاستشاري أنه فيما يتعلق بالتمثال «Work Art» بجوار الطريق الدائري، فقد أُخذت جسات من التربة لعمل تقرير عنها وانتُهي منه، وأُنجز التصميم الإنشائي، في حين جارٍ البدء في الحفر للوصول لمنسوب التأسيس.

في سياق آخر، أصدر أحمد عيسى وزير السياحة والآثار قراراً وزارياً بتشكيل لجنة علمية عليا برئاسة عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، وعضوية عدد من كبار العلماء المتخصصين في الآثار، لا سيما الأهرامات، والهندسة من المصريين والأجانب من الولايات المتحدة الأميركية والتشيك وألمان؛ لمراجعة المشروع المشترك بين المجلس الأعلى للآثار وبعثة جامعة واسيدا اليابانية، والمقدم لإجراء أعمال الترميم المعماري لهرم منكاورع بمنطقة آثار الهرم.

كما ستُعدّ اللجنة، بعد الانتهاء من مراجعة المشروع، تقريراً علمياً مفصّلاً عن نتائج أعمالها، وما انتهت إليه المراجعة العلمية التي قامت بها، واتخاذ قرار بشأن المضي قدماً في المشروع من عدمه، على أن يتضمّن التقرير أيضاً جميع الإجراءات والخطوات الواجب اتّباعها للتنسيق المطلوب مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) في هذا الشأن.

رئيس الوزراء يتفقد أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير (مجلس الوزراء المصري)

وسيتولى المجلس الأعلى للآثار إمداد اللجنة بجميع البيانات والمعلومات والمستندات الخاصة بالمشروع، حتى يتسنّى لها إنجاز أعمالها على الوجه الأمثل.

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار (السبت)، سيُنظّم مؤتمر صحافي عالمي عقب الانتهاء من أعمال اللجنة لإعلان النتائج التي توصّلت إليها، والقرار الذي اتّخذ حيال البدء في المشروع من عدمه.

وشهد الأسبوع الماضي حالة من الجدل بين الآثاريين، إثر إعلان وزارة السياحة والآثار المصرية «بدء تنفيذ مشروع لدراسة وتوثيق الأحجار الغرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع، الموجودة في منطقة أهرامات الجيزة، تمهيداً لإعادة تركيبها»، وذلك بالتعاون مع البعثة الآثارية اليابانية برئاسة د. يوشيمورا ساكوجي.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الاكتشاف الأثري تضمن وجوهاً من المقابر القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مقابر منحوتة بجبال أسوان

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخر بأسوان (جنوب مصر).

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق سبائك منسيّة تخرج من الأعماق (غيتي)

سبائك الغرقى تجرُّ كاتبة ثمانينية إلى محاكمة في فرنسا

تُواجه روائية أميركية تبلغ 80 عاماً، وزوجها، من بين أشخاص آخرين، مُحاكمة مُحتملة في فرنسا بتهمة البيع غير القانوني لسبائك ذهبية نُهبت من حطام سفينة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأرض تحفظ آثارهم (مؤسّسة فيندولاندا)

«أحذية عمالقة» عمرها 2000 عام تُحيّر العلماء في بريطانيا

أصيب علماء الآثار بالحيرة بعد اكتشاف أحذية رومانية «كبيرة بشكل غير عادي» عمرها 2000 عام في نورثمبرلاند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة معبد الغويطة من أبرز المعالم الأثرية في "الخارجة" (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

«الخارجة»... كنوز أثرية تحكي فصول التاريخ

في قلب الصحراء الغربية الشاسعة بمصر، في أقصى جنوب غرب البلاد، وعلى بعد نحو 600 كيلومتر القاهرة، تتربع مدينة «الخارجة»

محمد عجم (القاهرة)

13 فناناً دولياً ينجزون أعمالهم الإبداعية في إقامة عابرة للثقافات بالرياض

على امتداد 3 أشهر قدِم فنانون من دول مختلفة إلى الرياض للإقامة في مساحة فنية (الشرق الأوسط)
على امتداد 3 أشهر قدِم فنانون من دول مختلفة إلى الرياض للإقامة في مساحة فنية (الشرق الأوسط)
TT

13 فناناً دولياً ينجزون أعمالهم الإبداعية في إقامة عابرة للثقافات بالرياض

على امتداد 3 أشهر قدِم فنانون من دول مختلفة إلى الرياض للإقامة في مساحة فنية (الشرق الأوسط)
على امتداد 3 أشهر قدِم فنانون من دول مختلفة إلى الرياض للإقامة في مساحة فنية (الشرق الأوسط)

أعمال إبداعية عابرة للثقافات، تضمنت خلاصة تأملات منفردة ومتداخلة في وقت واحد، تتناول الكيفية التي يمكن بها للفن أن يردم الهوّة بين الماضي والحاضر، وبين الذاتي والجمعي، في مواجهة تعقيدات عالم سريع التحوّل.

وعلى امتداد 3 أشهر، قدِم فنانون من دول مختلفة إلى الرياض، للإقامة في مساحة فنية، من خلال الدورة التاسعة من برنامج الإقامة الفنية «مساحة»، التي نظمها معهد مسك للفنون، تحت عنوان «أثر في عالم متحوّل»، وتمحورت أعماله حول قضايا الهوية والذاكرة والمجتمع، وقد انبثقت خلالها 12 مشروعاً فنّياً استجاب كل منها، بطريقته الخاصة، لتحوّلات الإرث الثقافي وطبيعة الانتماء.

تتحوّل اللقاءات الهادئة والأحاديث المسجلة إلى أرشيفات سمعية نسيجية (الشرق الأوسط)

ومن خلال برامج تعليمية، وبحث دؤوب، وإشراف نقدي، انخرط 13 فناناً وفنانة في معالجة هذا الموضوع من زوايا متنوّعة، مثل الرموز الموروثة التي تستعاد عبر تخيّلات تكنولوجية، إلى الحكاية الشخصية المهشّمة، التي تُصاغ كأنها مرآة للذات؛ ومن فقدان اللغة والثقافة الذي يُعبّر عنه بطقوس وذاكرة مادية، إلى دفء المنزل وذاكرة الأجيال التي تصان كأرشيف حي.

وأظهر أكثر من عمل الصحراء أرشيفاً حيّاً تنصهر فيه الرموز بالذكاء الاصطناعي والعرض الحي، مشكّلة جسراً بين المعارف القديمة والآفاق المتخيَّلة، وتُستكشف الذاكرة الشخصية في دفاتر معلّقة، وتعكس للمُشاهد صوراً غير مكتملة، تُشبه التأمل الصامت، أما تآكل اللغات المهدّدة فيُعبر عنه بالصوت، والطين، والطقس، في استدعاء هشّ للرابط بين الأرض والصوت والانتماء.

وفي أعمال أخرى، تتحوّل اللقاءات الهادئة والأحاديث المسجلة إلى أرشيفات سمعية نسيجية، تحفظ الإيماءات اليومية وذاكرة النساء العابرة للأجيال. وكل هذه الخيوط تتألف لتُشكّل تفاعلاً عميقاً مع المكان، والذاكرة، وآثار الاستمرارية الثقافية في زمن التقلب، وقد أتت هذه الأعمال بوصفها دعوات عميقة للإنصات، والتذكر، والتخيّل، بحثاً عن طرائق جديدة للوصل في عالم متغيّر.

في أكثر من عمل تظهر الصحراء أرشيفاً حيّاً تنصهر فيه الرموز بالذكاء الاصطناعي والعرض الحي (الشرق الأوسط)

أعمال عابرة للثقافات

ماريا دافا، الفنانة متعددة التخصصات من ليتوانيا، تعمل في مجالات الرسم والنحت والتراكيب الفنية والتصوير الفوتوغرافي، أقامت مساحة، لتطوير مشروع يستكشف اللغات المهددة بالاندثار وعلاقتها بالأرض. تقول إنها في هذه الرحلة، أتيحت لها علاقات قيّمة مع مجتمعات محلية وباحثين وأفراد شاركوها أصواتهم وقصصهم، وترى أن هذه الروابط ستستمر بعد انتهاء الإقامة في الرياض، لتشكل إطاراً لتعاونات مستقبلية في مناطق أخرى تواجه خطر فقدان اللغة.

وتضيف دافا، أن هذه التجربة وسّعت ممارستها لتشمل وسائط أخرى، مثل الصوت والأداء، وعمّقت تفاعلها مع العمليات المادية والتقاليد الأثرية، وجعلتها تتأمل في كيفية استمرار التقاليد عبر أشكال تعبيرية حرة لا تخضع للأحكام المسبقة.

وتتابع: «أصبحت أرى هذا المشروع أرشيفاً حيّاً، يدعو للمشاركة، ويتطور من خلال العمل الجماعي، وآمل أن أتمكن من نقل هذا المشروع إلى أماكن أخرى، ومواصلة التواصل مع المجتمعات المحلية واللغات الفريدة لإيجاد مساحة لإحياء الذكرى والتبادل الثقافي».

جسر بين المعارف القديمة والآفاق المتخيَّل تُستكشف خلاله الذاكرة الشخصية في دفاتر معلّقة (الشرق الأوسط)

من جهتها، شاركت آيتشا جيلان، التي تعيش وتعمل في إسطنبول، بصفتها فنانة أداء بيئي، وكاتبة في الشؤون البيئية لصحيفة يومية تركية تُركز على التنوع البيولوجي والشفاء الإبداعي والسياسات الجسدية.

وترى آيتشا أن الإقامة التي حظيت بها في الرياض، لم تكن مجرد تعاون مؤقت، بل مدخل نحو التعاون في مسيرة طويلة الأمد، وأن الروابط التي حظيت بها في الرياض، كان أساسها القيمة، وعلم البيئة وسرد القصص والتقاليد، وإعادة تصور المستقبل المستدام. وتضيف: «التقيتُ فنانين موهوبين وقيّمين فنيين وممارسي فنون رائعين من الساحتين المحلية والعالمية، وأنا مقدرة لذلك». وكان الوجود في الرياض بالنسبة لها فرصة ثمينة للإصغاء إلى الكوكب والأرض والطبيعة، والبحث والتفكير في الصحراء بوصفها تجربة حقيقية، بما يحول الحياة ويفتح آفاقاً جديدة.

جاءت الأعمال دعوات عميقة للإنصات والتذكر والتخيّل (الشرق الأوسط)

تطوير الفنون ودعم ممارستها

وتسعى برامج إقامة مسك للفنون إلى دعم تطوير الفنون وممارستها، وتعزيز فرص التبادل الثقافي بين الفنانين والمجتمع المحلي والمشهد الثقافي العالمي؛ ومن ذلك تأتي «إقامة مساحة» في دوراتها التسع، لتنمية قطاع الفن، من خلال توفير الفرص والمساحات التي تُساعد في تسهيل الحوار والبحوث والتجارب حول الموضوعات التي تهم المجتمع المحلي.

وفي الدورة التاسعة من «إقامة مساحة» تحت عنوان «أثر في عالم متحوّل»، شارك الفنانون القادمون من دول مختلفة في استكشاف دور التعبير الإبداعي في التغيير والتحول، وكيف يُمكن للفن والإبداع أن يُغير النظرة إلى العالم المتغير، بالتركيز على أهمية بناء علاقات أصيلة بين مختلف أطياف المجتمع، وكيف يُمكن للحوار المثمر أن يعمق فهم الآخرين، سواء كان ذلك عبر الفن البصري، والحوارات الجماعية، أو أي شكل إبداعي آخر.

من خلال برامج تعليمية وبحثٍ دؤوب وإشرافٍ نقدي انخرط 13 فناناً وفنانة في معالجة موضوع الإقامة (الشرق الأوسط)

وهيأت «إقامة مساحة» في دورتها التاسعة، التعمق في فهم كيف تؤثر الممارسات والموروثات الثقافية على الرؤية الفردية والجماعية، وكيف يلهم تطور المجتمع الرؤية الإبداعية والأعمال الفنية، وعبر خليط من دروس الماضي والتصورات المعاصرة، قدمت أعمالاً فنية تمد الجسور بين الأمس واليوم، وتقدم رؤى إبداعية لتحديات العالم المتسارع.