مصر: اكتشاف مقبرة أثرية في سقارة

تضم قناعاً ملوناً وتمثالين لإيزيس وحربوقراط

منطقة سقارة الأثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
منطقة سقارة الأثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف مقبرة أثرية في سقارة

منطقة سقارة الأثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
منطقة سقارة الأثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف مقبرة أثرية في منطقة آثار سقارة بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) تعود إلى عصر الأسرة الثانية (2686 - 2890) قبل الميلاد.

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي (الخميس)، إن «البعثة الأثرية المصرية - اليابانية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة واسيدا نجحت في الكشف عن مقبرة صخرية وعدد من العناصر المعمارية والدفنات واللقى الأثرية تعود لعصور تاريخية مختلفة».

وأضاف أن «دراسة التصميم المعماري للمقبرة المكتشفة وما عثر عليه داخلها من أطباق وأوانٍ فخارية تشير إلى أنها بنيت في عصر الأسرة الثانية».

قناع ملون بين المكتشفات (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعثرت البعثة على المقبرة خلال موسم حفائرها الحالي داخل أعلى مقابر الكتاكومب (المقابر الصخرية المحفورة تحت سطح الأرض)، في منطقة سقارة الأثرية.

بدوره، أوضح الدكتور نوزومو كاواي، رئيس البعثة من الجانب الياباني، أنها «عثرت على عدد من اللقى الأثرية، بينها تمثالان من التراكوتا للمعبودة إيزيس عليها بقايا لون أبيض، وللمعبود حربوقراط الطفل يمتطي طائراً، إضافة إلى قناع به بقايا ألوان من الأخضر والأبيض».

وعثرت البعثة أيضاً على أجزاء من تميمتين من الفيانس للمعبودة إيزيس والمعبود بس، وجزء من أوشابتي من الحجر الجيري عليه بقايا كتابات هيروغليفية، وتميمة من الفيانس لعين أوجات، ومسرجة من الفخار، وأوستراكا من الفخار عليها كتابات بالهيراطيقية، بالإضافة إلى بعض الأدوات الفخارية وكسرات من الفخار، حسب البيان.

لوحة أثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

من جانبه، قال الدكتور محمد يوسف، مدير عام آثار سقارة ورئيس البعثة من الجانب المصري، إن «الدفنات التي كشف عنها داخل المقبرة هي عبارة عن بقايا دفنة آدمية لرجل بها قناع ملون، ودفنة أخرى لطفل صغير، إضافة إلى عدد من الدفنات من العصر المتأخر والبطلمي، وتابوت من عصر الأسرة الثامنة عشرة في حالة سيئة من الحفظ بداخله إناء من الألباستر حالته جيدة».

وتعكف البعثة المصرية - اليابانية حالياً على تسجيل وتوثيق جميع المكتشفات، وسط توقعات بأن تشهد مواسم الحفائر المقبلة مزيداً من الاكتشافات الأثرية للكشف عن أسرار منطقة سقارة الأثرية.

جانب من دفنة عليها قناع ملون (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «منطقة آثار سقارة كانت بمنزلة أقصر الشمال في مصر من حيث القيمة الأثرية، فهي الجبانة الشمالية، في حين أن الأقصر كانت الجبانة الجنوبية».

وقال عبد البصير إن «سقارة استُخدمت في العصور العتيقة أي فترة الأسرتين الأولى والثانية، التي تُعدّ عصر تأسيس الدولة المصرية ومع قدوم الأسرة الثالثة والملك زوسر أصبحت مكاناً مقدساً للدفن، ما يفسّر استمرار استخدام مقابرها في عصور تالية».

بقايا دفنة آدمية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وترجع تسمية منطقة سقارة الأثرية إلى إله الجبانة «سوكر»، وهي إحدى المناطق المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو» منذ عام 1979، ومن أشهر آثارها هرم زوسر المدرج أول بناء حجري في التاريخ، وشهدت المنطقة اكتشافات عدة في الأعوام الأخيرة، ويُعدّها علماء المصريات «منطقة واعدة أثرياً، لم يُكشف عن أسرارها بعد».


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف 63 مقبرة ودفنة أثرية بدمياط

يوميات الشرق مقتنيات تم اكتشافها في دمياط (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف 63 مقبرة ودفنة أثرية بدمياط

نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، في الكشف عن 63 مقبرة من الطوب اللبن وبعض الدفنات البسيطة بداخلها مجموعة من الرقائق الذهبية من الأسرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الآثار المصرية تصدرت متحف شنغهاي في معرض «قمة الهرم»  (وزارة السياحة والآثار المصرية)

«قمة الهرم»... معرض يحكي قصة الحضارة المصرية

حظي المعرض الأثري «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» الذي أقيم في متحف مدينة شنغهاي بالصين، الجمعة، بإقبال جماهيري كبير.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق نقوش أثرية تم اكتشافها خلال المسح الأثري الفوتوغرافي تحت مياه النيل بأسوان (وزارة السياحة والآثار المصرية)

اكتشاف نقوش أثرية فريدة تحت مياه النيل بأسوان

أعلنت البعثة الأثرية المصرية - الفرنسية المشتركة اكتشاف عدد من اللوحات والنقوش المصغرة للملوك أمنحتب الثالث وتحتمس الرابع وبسماتيك بسماتيك الثاني وإبريس بأسوان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» جذب الزوار في ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

«رمسيس وذهب الفراعنة» يجذب آلاف الزوار في ألمانيا

حلّ معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» ضيفاً على مدينة كولون الألمانية، في محطته الخامسة حول العالم، متضمناً 180 قطعة أثرية منتقاة بعناية من المتاحف والبعثات الأثرية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق صورة أرشيفية لاكتشاف سابق عن عظام هيكل عظمي بشري اكتشفت بمقبرة أنجلوسكسونية لم تكن معروفة من قبل في نورفولك... الصورة في مكاتب متحف لندن للآثار بنورثامبتون وسط إنجلترا يوم 16 نوفمبر 2016 (رويترز)

باحثون يرجّحون مشاركة شعب الأنجلوسكسون في حروب بشمال سوريا

اقترح باحثون أن رجالاً من شعوب الأنجلوسكسون في القرن السادس الميلادي ربما سافروا من بريطانيا إلى شرق البحر المتوسط ​​وشمال سوريا للقتال في الحروب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.