مارك غونغلوف
TT

اليأس يزحف على البنوك المركزية

من أفضل الأفلام التي طرحت في دور العرض خلال عام 2019 فيلم «ميدسومار» الذي يتناول حفلة سويدية غير تقليدية بحلول انقلاب الشمس الصيفي. اليوم، يبدو أن البنك المركزي يقيم احتفالية مشابهة بانقلاب الشمس الشتوي، لكن نأمل أن يخلو من القرابين البشرية.
كان بنك السويد المركزي قد أقر لتوه رفع معدلات الفائدة، رغم القلق المحيط بالوضع الاقتصادي وتباطؤ معدلات التضخم. ويرى الخبير المالي محمد العريان أن هذه الخطوة تعبر عن تملك حالة من اليأس للبنك المركزي السويدي. وتقف معدلات الفائدة حول العالم اليوم عند أو دون الحد الأدنى، لكن هذا لم يعزز النمو. وفي تلك الأثناء، يعاني المدخرون والبنوك، الأمر الذي قد يقوض الهدف من وراء معدلات الفائدة المنخفضة، ويعزز المغامرة غير المحسوبة بالأموال الرخيصة وجود شركات مدينة ويؤجج احتمالات حدوث أزمة اقتصادية نهاية الأمر.
من جهته، أعرب فرديناندو غيليانو عن اعتقاده بأن السويد أصابها الذعر تجاه المعدلات السلبية. ومع هذا، فإنه ليس ثمة دليل على أنها تعاني ضرراً حقيقياً بعد. وفي تلك الأثناء، فإن المعدلات الآخذة في الارتفاع ستضر الاقتصاد بالتأكيد، وتجبر البنك السويدي المركزي على تغيير قراره بالاتجاه المعاكس.
ومع هذا، من الواضح أن مسؤولي البنوك المركزية حول العالم يخشون أدوات التيسير الكمي في الوقت الذي فقدت فيه المعدلات السلبية ميزتها. من بين الأسباب الكبرى وراء ذلك، حسبما ذكر العريان، أن السياسة النقدية لم تقم بواجبها. واليوم، يدعو مسؤولو البنوك المركزية الحكومات علانية لفعل المزيد، مما يشكل طريقاً منحدراً تجاه دمج الاثنين، حسبما ذكر ألبرتو غالو. ومع أن وقوف مسؤولي البنوك المركزية مع السياسيين صفاً واحداً قد ييسر مسألة تحفيز الاقتصاد، فإن هذا سيأتي على حساب استقلال البنوك المركزية. وربما يفاقم ذلك من التشوهات التي تعانيها الأسواق.
في تلك الأثناء، يعاني بنك إنجلترا من مجموعة مشكلات خاصة به، أهمها أنه سيحتاج قريباً إلى رئيس جديد ليحل محل محافظه النجم الذي يوشك على الرحيل، مارك كارني. ومن وجهة نظر غيليانو، تبدو الأسماء التي يروج لها رئيس الوزراء بوريس جونسون غير ملهمة. وتكمن المشكلة في أن بنك إنجلترا بحاجة إلى قائد يتميز بمهارات خاصة للتعامل مع «البريكست» - لكن بفضل «البريكست»، فرت أفضل العناصر المرشحة بعيداً.
وفي تلك الأثناء، يواجه بنك إنجلترا فضيحة مثيرة للحرج تدور حول بيع متعاقد يتولى تسجيل المؤتمرات الصحافية التسجيلات الصوتية لمضاربين كي يمنحهم ميزة زمنية تتمثل في فرق ثماني ثوانٍ عن الآخرين المساكين الذين يعتمدون على بث الفيديو الأبطأ. ويعكس هذا خطأً رقابياً من جانب بنك إنجلترا، حسبما يرى ماركوس آشورث، رغم أن كارني نادراً ما يتفوه بأي معلومات مثيرة في هذه المؤتمرات.
- بالاتفاق مع {بلومبيرغ}