مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

يا عيني على حارس العمارة!

وجهت محكمة الجنايات في ايفر تهمة الاشتراك في عملية سرقة، إلى ثلاثة عمال أخفوا على صاحب منزل كانوا يجرون أشغالاً فيه في منطقة أور في شمال فرنسا. إلا أن إيداع شيكات في حساب أحد العمال أثار شكوك هيئة الضرائب، وقد استدعوا العمال الثلاثة الذين أقروا بفعلهم.
وهم بعكس حارس عمارة مصري في منطقة (الفروانية) في الكويت، إذ ألقى طفل بصندوق خشبي في حاوية الزبالة الموجودة تحت العمارة.
وانتبه الحارس للصندوق، الذي عندما فتحه فإذا به يحتوي على مصوغات ذهبية ومجوهرات ثمينة، وما كان منه إلاّ أن كتب ورقة ولصقها في مدخل كل طابق وفحواها:
«لدي أمانة وعلى صاحبها التوجه إلى غرفتي ويدلي بأوصافها لكي أعطيها له».
وما أن قرأ صاحب الصندوق هذه الرسالة، حتى ذهب يجري إلى غرفة الحارس، وكاد يطير من الفرح، حيث أن الصندوق كان يخص مدخرات زوجته.
وعندما عرض عليه صاحب الصندوق عشرة في المائة من قيمة ما فيه، شكره الحارس ورفض قائلاً: إنني أريد مكافأتي من رب العباد.
معنى ذلك أنه لا يزال في أمتنا الأمانة والخير إلى أن تقوم الساعة – طبعاً مع بعض الاستثناءات.
***
لم يجد رجلان وامرأتان ألمان سبيلاً أمامهم للهرب من قطيع خنازير برية سوى الاختباء في حاوية قمامة مساحتها متران في مترين، وذلك ليلَي السبت والأحد، ومن هناك وجهوا نداء استغاثة إلى الشرطة.
وأفادت تقارير الشرطة بأن الرجل الذي أطلق نداء الاستغاثة، أبلغهم أنهم بوغتوا بقطيع الخنازير البرية بينما كانوا يتنزهون سيراً على الأقدام داخل الغابة، وقد حاولوا مرات عدة الخروج، لكنهم في كل مرة يرفعون فيها رؤوسهم، تنقض عليهم الخنازير المتوحشة؛ لهذا هرعت على الفور قوة مسلحة إلى مكان وجود الحاوية.
البياخة أو المفاجأة في الموضوع، أن رجال الشرطة ما إن كشفوا الغطاء، حتى كادوا يتساقطون صرعى من شدة الروائح الكريهة أين منها روائح الخنازير.
وهذا شيء طبيعي، فمن هو الذي يستطيع أن يتحمّل «مغصة البطن» من شدة الخوف طوال 48 ساعة، دون أن يفرّج عن كربته مرغماً؟!
علينا ألا نضحك على هؤلاء المساكين، والأفضل أن نقول: الله لا يبلانا مثل ما بلاهم... قولوا: آمين.
***
أقوى صفتين في غريزة الإنسان هما «الحب والخوف»، وهذا مما لا شك فيه، وأستطيع أن «أبصم، بل وأحلف عليه»؛ فالخوف من المجهول في أعماق الإنسان أكثر من الشجاعة - للمحافظة على الحياة - كما أن الحب أقوى من الكراهية بمراحل، ولو أن هذه المعادلة انقلبت ولم تكن هكذا، لذهب العالم برمّته إلى الجحيم قبل أن يأتي يوم القيامة.