جستن فوكس
TT

في بياريتز... ترمب الأكثر شعبية

في خضم لقاء الرئيس مع قيادات الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة السبع في منتجع بيارتز الفرنسي خلال عطلة نهاية الأسبوع، يمكن لترمب أن يشعر ببعض العزاء لدى النظر إلى حقيقة أنه أكثر شعبية تقريباً عن جميع أقرانه. وعلى ما يبدو، يكمن الاستثناء الوحيد في رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي تقدر نسبة الرضا الشعبي عن أدائه بـ48.8 في المائة (مقابل رفض بنسبة 35 في المائة فقط)، وذلك تبعاً لإجمالي نتائج استطلاعات رأي أجرتها مؤسسة «جابان بوليتيكال بلس»، قدرتها مؤسسة «ساساكاوا بيس فاونديشن» بالولايات المتحدة.
وأظهر استطلاع أجرته قناة «إيه آر دي» منذ أسابيع قليلة أن 32 في المائة فقط من الألمان راضون عن حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وفي كندا، بلغ معدل تأييد رئيس الوزراء جاستن ترودو 41 في المائة حسب استطلاع رأي عقد مؤخراً، و39 في المائة حسب آخر.
داخل المملكة المتحدة، أظهر 31 في المائة فقط رأياً إيجابياً تجاه رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون، تبعاً لاستطلاع أجرته مؤسسة «يوغوف».
أما رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي فقد استقال لتوه. لذلك، فإنه بينما ما يزال في السلطة لحين تشكيل حكومة جديدة وما يزال الائتلاف الحاكم حالياً يحظى بأغلبية الأصوات في استطلاعات الرأي، لا أعتقد أنه يحظى بشعبية كبيرة.
وهناك كذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يبدو في الكثير من النواحي بمثابة المقابل لترمب: فهو شاب وكوزموبوليتاني ويتحدث بلباقة وتكنوقراط. ومع هذا، فإن الأقل شعبية بين قادة دول المجموعة بنسبة تأييد تقدر بـ28 في المائة تبعاً لأحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها صفحة «ويكيبيديا» معنية برصد الآراء والتقييمات لرئاسة إيمانويل ماكرون، و22 في المائة تبعاً لاستطلاع الرأي السابق.
بالنسبة لمعدلات تأييد ترمب فقد اتسمت باستقرار لافت، حيث ظلت محصورة منذ مطلع عام 2018 في نطاق ضيق بين 40 في المائة و45 في المائة. وربما يكون ذلك نتاجاً لحالة استقطاب شديد - خاصة أن ترمب ما يزال يحظى بشعبية كبيرة، وإن كان ليس بالدرجة التي يدعيها ترمب، في صفوف الجمهوريين - أو إضفاء طابع شخصي واضح على منصب الرئيس. أو ربما السبب أن الاقتصاد الصحي بدرجة معقولة والأداء الرئاسي الفوضوي عادة ما لا يجتمعان.
على أي حال، يبدو أن معدلات التأييد الشعبي أقل استقراراً في دول أخرى، خاصة أن العالم وأوروبا على وجه الخصوص في قلب موجة تباطؤ اقتصادي.
وبخلاف التقلبات الاقتصادية الكبرى، يبدو أن هناك حالة سخط عام في أوساط الكثير من الدول الديمقراطية الغربية تجعل من الصعب على قائد البلاد المنتخب الاحتفاظ بشعبيته.
داخل الولايات المتحدة، تمتع ترمب بفترات اقتصادية إيجابية وقاعدة تأييد شعبي راسخة تشكل نحو 25 في المائة من الأميركيين، وهم أولئك الذين يقولون في استطلاعات الرأي إنهم «يؤيدون بقوة» أداء الرئيس. في الوقت ذاته، هناك 40 في المائة تقريباً ممن «يعترضون بشدة» عليه، ويبدو أن المؤشرات الاقتصادية الحديثة تدفع مجمل معدلات تأييد ترمب باتجاه الانخفاض، ولو بدرجة طفيفة على الأقل. اليوم وأثناء وجوده في بيارتز، ربما يفكر ترمب في الاستجمام والاستمتاع بحقيقة أنه مقارنة بأقرانه، فإنه ما يزال يعد محبوباً للغاية.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»