«الجيش الوطني»: السراج يسعى للحصول على أسلحة من تركيا لتعويض خسائر الميليشيات

حفتر يعزز قواته في العمليات العسكرية لتحرير طرابلس

صورة وزعها مكتب السراج للقائه مع إردوغان في إسطنبول
صورة وزعها مكتب السراج للقائه مع إردوغان في إسطنبول
TT

«الجيش الوطني»: السراج يسعى للحصول على أسلحة من تركيا لتعويض خسائر الميليشيات

صورة وزعها مكتب السراج للقائه مع إردوغان في إسطنبول
صورة وزعها مكتب السراج للقائه مع إردوغان في إسطنبول

بينما سعى فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق» الليبية، للحصول على مزيد من الأسلحة التركية الجديدة لقواته، أعلن «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، أول من أمس، أنه عزز قواته المشاركة في العمليات العسكرية الرامية لتحرير العاصمة طرابلس، وقال على لسان مسؤول رفيع إن السراج يسعى للحصول على أسلحة من تركيا لتعويض خسائر الميليشيات. ووصف اللواء عبد السلام الحاسي، قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية بـ«الجيش الوطني»، الموقف العسكري لقواته على الأرض بأنه «أكثر من ممتاز»، وقال لـ«الشرق الأوسط» «ستسمعون أخبارا طيبة خلال اليومين المقبلين».
وحول التدخل العسكري التركي الداعم لقوات حكومة السراج، أضاف الحاسي «دمرنا حتى الآن أربع طائرات تركية مسيرة، وأول من أمس أسقطت دفاعاتنا الأرضية طائرة أخرى وقتل قائداها، نحن نتسيد سماء طرابلس».
وتابع الحاسي موضحا «مستعدون لكل الاحتمالات، وسنواجه أي تدخل أجنبي على الأرض، حتى لو جاء الخليفة العثماني التركي بنفسه. ما نفعله هو حماية بلادنا، ولا نعتدي على أحد، وهذا التدخل التركي السافر لا يحتاج إلى أدلة».
في المقابل، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إثر اجتماع مفاجئ عقده مساء أول من أمس مع رئيس حكومة «الوفاق»، قوات الجيش الوطني إلى إنهاء ما اعتبره «هجمات غير شرعية»، وذلك بعد يومين فقط على إعلان «الجيش الوطني» تدمير مركز تحكم رئيسي في طائرات «درون» التركية المسيرة في الجزء العسكري من مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس.
وقال مصدر مسؤول في «الجيش الوطني» لـ«الشرق الأوسط» إن هدف هذه الزيارة «واضح بالنسبة لنا، وهو تعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها ميليشيات السراج في المعارك الأخيرة، وبالتالي فهو يسعى لمزيد من الدعم العسكري التركي». وطبقا لبيان للرئاسة التركية، فقد جدد إردوغان «دعمه لحكومة السراج، وحض على إنهاء الهجمات غير الشرعية لقوات حفتر»، وقال إنه أبلغ السراج أن حكومته «تحظى بدعم أنقرة في محاولتها لضمان السلام والاستقرار في ليبيا».
بدوره، قال السراج في بيان وزعه مكتبه إنه بحث مع إردوغان في قصر «دولمة باهتشة» بمدينة إسطنبول «تطورات الأوضاع في ليبيا والقضايا الإقليمية، وآفاق التعاون بين البلدين الصديقين»، معبراً عن تقديره لـ«موقف تركيا الرافض للاعتداء على طرابلس، وحرصها على إنجاح مسار التسوية السياسية».
وكان حفتر قد تجاهل التهديدات التركية، وقال إن وقته أثمن من أن يضيعها في متابعتها، علما بأن إردوغان، الذي يدعم حكومة السراج واعترف الشهر الماضي بتزويدها بالسلاح، وصف حفتر بـ«القرصان» في تصريحات نشرت على وقع ارتفاع منسوب التوتر العسكري في ليبيا.
من جانبها، رحبت مؤسسة النفط الموالية للسراج بما سمته «التزام المشير حفتر بشرعيتها في تصدير النفط حصرا». وقالت المؤسسة في بيان أول من أمس إنها ترحّب بالتزام حفتر بشرعية المؤسسة، وحقها الحصري بتصدير النفط الليبي، وفقا للقوانين الوطنية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ونقل البيان عن مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة، قوله إن «استقرار قطاع النفط في ليبيا سيساهم في استقرار أسواق النفط»، مجدّدا رفضه القاطع «لعسكرة المنشآت النفطية».
وكان المشير حفتر قد تعهد في تصريحات صحافية، أول من أمس، بعدم تدخل الجيش في بيع النفط، وقال إنه يعترف بوحدة مؤسسة النفط التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها.
إلى ذلك، عكست تصريحات فتحي باشا أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، جدلا مع منظمة الأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا، بعدما اتهم أحد موظفي المنظمة الدولية بتسريب معلومات مضللة بشأن استهداف المهاجرين بمركز إيواء تاجوراء، من دون أن يستبعد أن يكون قد تم شراء ذمته، على حد تعبيره.
وقال أغا في تصريحات تلفزيونية لقناة محلية مساء أول من أمس إن حكومته تنتظر نتائج التحقيق مع هذا الموظف، وذلك على خلفية تسريب تقرير أممي، تحدث عن تواطؤ عناصر من وزارة الداخلية لمهاجرين، حاولوا الفرار من مركز إيواء تاجوراء عقب قصفه.
وادعى أغا أن الطب الشرعي أكد في تقرير له أن سبب مقتل المهاجرين هو الشظايا، أو ضربات ناجمة عن أثر القصف، وأنه لا توجد آثار لأي رصاص في أجسادهم، لافتا إلى انتظار حكومته لتقرير سيقدمه فريق من الخبراء المختصين بالمتفجرات خلال الأيام المقبلة، مع الاستعانة بالخبرات الدولية لتحديد نوع القذيفة التي يتم جمعها.
في غضون ذلك، رسمت المنظمة الدولية للهجرة صورة قاتمة للوضع الأمني والإنساني في ليبيا، وقالت إنه يزداد سوءا بعد غرق 426 شخصا خلال العام الحالي حتى الآن، وذلك خلال محاولتهم عبور طريق وسط البحر المتوسط.
وقال جويل ميلمان، المتحدث باسم المنظمة خلال مؤتمر صحافي، أول من أمس، إنه خلال هذا العام أعيد نحو 3750 مهاجرا إلى الاعتقال المنهجي والتعسفي، حيث لا يزالون في خطر مع استمرار الاشتباكات في طرابلس.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.