مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

نظام الخميني والحرمان من دم النفط

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عند كلمته، والتزم بوعده بـ«تصفير» المنتج النفطي الإيراني بالأسواق العالمية، بعدما كان منح بعض الدول مهلة للاستفادة من النفط الإيراني.
مهلة راهن بعض على تمديدها، وبالتالي إلغاء فاعلية السياسة الأميركية كلها في محاصرة النظام الإيراني نفطياً وسياسياً واقتصادياً.
كان من المراهنين على التمديد النظام التركي، لأسباب كثيرة، ولكن خيّب ترمب توقعاتهم، وأعلنت واشنطن أنها لن تمدد تلك الإعفاءات التي تنتهي في 2 مايو (أيار) المقبل، فيما أعلنت السعودية استعدادها لضمان «توازن أسواق» النفط عقب القرار.
مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي ومهندس الحصار «الحقيقي» للنظام الخميني شرح في مؤتمر صحافي، سبب التشديد الأميركي على «تصفير» النفط الإيراني؛ إذ بيَّن أن «النفط يمثل شريان حياته الأساسي، وأن العقوبات ستستهدفه أيضاً».
الدول التي حصلت على مهلة أميركية للكف عن استيراد النفط الإيراني وهي: الهند والصين وتايوان وكوريا الجنوبية وتركيا واليابان واليونان وإيطاليا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على مفترق طرق اليوم، إما الإمعان في منح النظام الإيراني الشرير المال مقابل النفط، وهذا المال تموّل به إيران الإرهاب والفوضى، وإما الكف عن ذلك، ولن يتوقف البترول عنهم، مع ضمان السعودية والإمارات وغيرهما، لكنه نفط ليس مقابله مال ملوث بالدماء.
على هذه الدول الاختيار، ومع الاختيار تحمّل العقوبات الأميركية المدمرة، في حالة العناد، على طريقة الباشا العصمنلي الزاعق الصوت!
ما الخطوة التي سيرد بها سدنة النظام الخميني على هذه العقوبات الجدية والجديدة؟
المزيد مما تحسنه إيران أصلاً، وهو الإرهاب والتفجير والاغتيال وافتعال الفتن الأهلية، ولديها العملاء الجاهزون لذلك.
الوزير الأميركي بومبيو قال إن «واشنطن حذرت طهران من أن أي هجوم علينا سيقابل برد قوي». لدينا الوكيل الدولي الخبير بالإرهاب من أميركا اللاتينية إلى شرق آسيا، «حزب الله» اللبناني، وينتظر منه تنفيذ عمليات «دولية» لصالح إيران، ضد أميركا والسعودية والإمارات... وغيرها، ولا يفلح الساحر حيث أتى.
طبعاً الحرس الثوري جلب جنرالاً من متشدديه، رغم أنه لا فرق بينهم في الجوهر، كلهم في الخمينية سواء، وهددوا بغلق مضيق هرمز الحيوي على فم الخليج العربي، وعندنا العميل الإيراني اليمني، الحوثي، موجود بضفاف البحر الأحمر، وسيعمل لصالح راعيه الإيراني من أجل مضايقة باب المندب، سبق لهم عملها.
قبل أيام هدد رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي، بتفريغ نحو مليون برميل نفط خام في مياه البحر الأحمر لتلويث الملاحة والحياة البحرية.
حصار إيران مالياً ونفطياً وقانونياً خطوة تأخرت كثيراً، لكن علينا تحمل تبعاتها مهما كانت قاسية للخلاص نهائياً من السرطان الخميني.
[email protected]